تميزت مشاركة اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين هذه السنة 2223  فى النسخة ال 11 من مهرجان مدائن التراث التى أقيمت بمدينة تيشيت التاريخية فى الفترة ما بين 20 إلى 24 يناير 2023 تميزت بالحضور النوعي والفعال فى شتى أنشطة المهرجان ومختلف أجنحته....

وتمثلت مشاركة الاتحاد فى ثلاثة محاور أساسية هي:

 *المحور الأول: مشاركة الرئيس الدكتور الخليل النحوي* 

كانت مشاركة الرئيس الدكتور الخليل النحوي فى مهرجان تيشيت هي الأبرز والأهم على العموم، وكان  هو شخصية المهرجان بامتياز؛ فكانت محاضراته ومداخلاته وتعقيباته تشكل لب المواضيع المثارة فى أغلب الندوات الثقافية والتنموية والاجتماعية التى نظمتها وزارة الثقافة والشباب والرياضة، طيلة أيام المهرجان، وكانت محل إعجاب الحضور ومحط أنظاره.

ففى الندوة التى ناقشت واقع التعليم النظامي كانت مداخلة الدكتور الخليل حول ضرورة مواءمة المناهج التربوية مع واقع وحاجة البلد محل إشادة من الحضور، حتى أن البعض طالب بكتابتها كوثيقة تقدم للجهات المعنية من أجل اعتماد ما تضمنته من اقتراحات وتوجيهات من الضروري إدراجها فى المناهج التربوية الوطنية

كذلك كانت مداخلة الدكتور الخليل فى الندوة التى خُصًص جانبها الأكبر للترحم وذكر محاسن فقيد الثقافة والعلم والأدب الدكتور محمد المختار ولد اباه رحمة الله عليه، كانت جيدة ومؤثرة جدا، ذكر فيها من ضمن ماذكر أن المهرجان الذى نحن فيه يعد من ثمرات أفكار واقتراحات الفقيد المرحوم محمد المختار ولد اباه حيث إنه هو من اقترح على الدولة الموريتانية مطالبة اليونسكو باعتماد المدن الأثرية الموريتانية فى التراث العالمي، علما أنه (الخليل) هو من كلفته الدولة بطرح الملف والدفاع عنه فى المحافل الدولية، حتى تم اعتماده لتصبح مدننا الأربع (شنقيط، وادان تشيت، ولاته) مدنا أثرية معتمدة فى التراث العالمي.

ولم تكن مداخلات وتعقيبات الدكتور الخليل على محاضرات خيمة الأدب دون  مداخلاته السا لفة، وخاصة  فى الندوات الأولى، التى أشرف عليها، مثل تعقيباته على محاضرة الأستاذ الباحث الشيخ ولد أحمدو ومحاضرة الدكتور محمد ولد الحاج أعمر عن تاريخ مدينة تيشيت ومحاضرة الدكتور التقي عن مكانة الشعر عند العرب .

 *المحور الثانى: نشاطات خيمة الأدب* 

كانت خيمة الأدب التى نصبها الاتحاد هذه السنة وسط معرض تيشيت أبرز المساهمات الثقافية وأكثرها جذبا للجمهور؛ حيث نظمت خيمة الاتحاد العديد من الندوات والمحاضرات الثقافية والأدبية والتاريخية؛ ففى اليوم الثاني للمهرجان نظمت خيمة الأدب ندوة تضمنت محاضرتين إحداهما عن تاريخ منطقة "الساحل" وإشعاعها الثقافي وامتداداتها السياسية فى مختلف أرجاء الوطن، ألقاها نائب رئيس الاتحاد الأستاذ الباحث الشيخ أحمدو، والثانية ألقاها الدكتور محمد ولد الحاج ا

أعمر عن تاريخ مدينة تيشيت وأعلامها وإسهاماتهم فى نشر المعرفة والدين فى المناطق المجاورة.

الندوة الثانية تضمنت محاضرة قيمة ألقاها الدكتور الأديب التقي ولد الشيخ عن مكانة الشعر عند العرب وكيف كان أهل الجاهلية يرفعون الشعراء إلى مراتب الأنبياء ويتبادلون التهانئ بنبوغ شاعر في حي من أحيائهم٬

 كما تناولت المحاضرة موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين من الشعر إذ اعتبروه كلاما حسنه حسن وقبيحه قبيح وزج به الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة إحقاق الحق وذلك حين أمر حسان بن ثابت وابن رواحة وكعب بن مالك بالرد على شعراء قريش عبد الله بن الزبعرى وأبي سفيان بن الحارث والنضر بن الحارث٬ وبيّن المحاضر أن الإسلام اقتضى الشعر في مواطن ونفاه في مواطن فاقتضاه لنصرة الدعوة وتثبيت المجاهدين ونشر قيم الدين٬ ونفى منه ما كان مزمارا للغواية والشعر وولوغا في الأعراض.

الندوة الثالثة ألقى فيها الأديب الباحث إسماعيل ولد محمد يحظيه محاضرة شيقة وطريفة عن إحياء اللهجة الحسانية لكثير من الأفعال الميتة فى اللغة العربية اختتمت بنقاشات وتعقيبات ثرية من طرف الحضور 

أما الندوة الختامية فقد ألقاها الإعلامي الأديب عبد الباقى محمد، وكان موضوعها الأدب الساخر تتبع فيها مراحل الأدب الساخر بدءا بالعصر الجاهلي  مرورا بالعصور اللاحقة وانتهاء بالعصر الحديث تناول فيها العديد من المقطوعات الشعرية الساخرة أغلبها فى موضوع الهجاء خلال العصور الأولى، وحديثها فى النقد الإجتماعي مثل قصائد "بيق" و"طويص" فى جريدتي "أشطاري" و"ش إلوح افش" الساخرتين. وقد نالت هذه المحاضرة إعجاب الحضور، وأمتعتهم، وعلق عليها كبار الأكاديميين والمثقفين.

كما نظمت خيمة الأدب حلقات نقاش أدبية عديدة أطرها أكاديميون ومثقفون وأدباء، من بينهم الأمين العام الدكتور محمد الأمين ولد ولد الناتى واحمدو ولد اجريفين والدكتور إبراهيم الكلي وغيرهم

 كما قامت خيمة الأدب بعرض ءالاف الكتب الأدبية واللغوية والتربوية بما فيها منشورات الاتحاد ومجلس اللسان العربي ومنشورات خديجة عبد الحي. كما قامت  بتوزيع ما يناهز ألف كتاب من المنشورات على تلاميذ مدارس تيشيت وأهاليهم.

 *المحور الثالث: مساهمات شعراء الاتحاد* 

شارك شعراء اتحاد الأدباء فى السهرات الخمس التى نظمتها وزارة الثقافة والشباب والرياضة فى مهرجان تيشيت، ففى السهرة الأولى التى حضرها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ألقى ثلاثة من شعراء الاتحاد قصائد رائعة، هم السادة عبد الله سالم ولد المعلى وأبو شجه وجاكيتى سك، ليتواصل إنعاش السهرات الأخرى مع كل من التقي ولد الشيخ ومحمد الأمين ولد النن وإسماعيل ولد محمد يحظيه وأبو بكر ولد المامى وأحمد بولمساك وعثمان بون عمر لي والشيخ ولد نوح وأعمر ولد عبدي؛ ليكون الختام فى السهرة الختامية مع الشاعرين القاضى محمد عينين ومحمد الأمين بكات 

وعلى العموم كانت مشاركة  اتحاد الأدباء والكتاب المويتانيين فى النسخة 11 من مهرجان مدائن التراث بتيشيت متميزة شكلا ومضمونا كما كانت ثرية وممتعة، وحظيت باهتمام شعبي وإعلامي كبير.

 أفلواط الداهى