من هو المرحوم الدكتور : محمد المختار ولد اباه

2023-01-22 07:17:38

هكذا يختار الموت الفضلاء 

محمـد المختـار_ولـدأباه.. الشاعر والفقيه والمربي والمُجدد انتقل إلى رحمة الله .

تلك ثلمة في الدين ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

من هو المرحوم الدكتور : محمد المختار ولد اباه :

علم بارز من أعلام الثقافة، يودعُ دنيانا بعد أن أدى الأمانة،  وكما قال عنه الكاتب العراقي موفق العاني: "محمد المختار ولد أباه رجل مشغول بمهام كثيرة وبطلب العلم وكان حريصاً على رفع مستوى التعليم في بلده، مناهجَ ومُتعلمين وهو أسوة حسنة لمن تعلموا على يديه.."..ومما جاء في تلك السيرة والشهادة:

هو محمد المختار بن محمد فال بن بابا العلوي الملقب “أبّاه” ولد عام 1924م في أبي تلميت، وتلقى علومَهُ في محضرة الشيخ الأمين بن سيدي الفاضلي، وغيره مِنَ العلماء المنتشرين في صحراء بو تلميت المدينة التي اشتهرتْ بمكانتها العلمية وقد كان 

والدُهُ شاعراً ولغوياً صوفياً.

التحق محمد المختار بالعمل عام 1948م حيث عمل معلماً للغة العربية في المدارس الابتدائية، بعدها حصل على بكالوريوس في الفلسفة من السنغال، ودرس في جامعة الرباط في المغرب عام 1958م، ونال الماجستير عن رسالته “الشعر الموريتاني” 1969م في فرنسا، ثم الدكتوراه عام 1975م.

تربى في بيت والدهِ الذي له محضرة تُدرَّسُ فيها مختلف العلوم وهي موجودة إلى يوم تدوين هذه المعلومات في الشهر الثامن من 1975م في منطقة “النبّاغية” يقوم عليها ابنُ أخيه – أبّاه بن عبد الله بن ابّاه – اشتغل في التعلم، ثمّ وزيراً للصحة في أول حكومة وطنية بعد الاستقلال ثم عَميداً للمعهد العالي لتكوين الأساتذة الذي كنتُ أَحد العاملين فيه، له عدة مقطوعات شعرية، 

سألتُهُ عن الشعر والشعراء في الستينيات والسبعينيات، فقال: لقد شهد الشعر العربي وخاصة في المشرق بدعة الشعر الحر، وأنا لستُ ضِدَ التجديد، ولكن المحافظة على الموروث مطلوبةَ، وعلى وجه الخصوص عمود الشعر العربي الذي كان وما زال رمزاً للإبداع والجمال، وإن محاولة تقليد الشعر الأوروبي قد يقود البعض إلى الضياع والخروج عن الإبداع.

وإنَّ رفعة الأدب لا تكمن في اختيار الألفاظ، وإنما القدرة على رسم الصورة الفنية لهذا الأثر أو ذاك، وإن الحفاظ على الأصالة يأتي عبر التمسك بأوزانهِ وقوافيه، كي يكون هناك تمييز بين الشعر والنثر.

للدكتور محمد المختار أكثر من مؤلف مخطوط مثل؛

1- الشعر الموريتاني، رسالة ماجستير.

2- حول تاريخ التشريع في موريتاني، رسالة دكتوراه،

3- تاريخ القراءات.

استطعت أن أحصل منه على هذه الأبيات في رثاء والد زوجته، محمد ولد ابن عبدم المتوفى عام 1978م:

قد ضافَ بابك يا كريمُ مُحمَدُ

فقِراهُ رحمى صوبُها يتجدَدُ

ضيفُ الكريمِ ينالُ مِنْ إنعامهِ

مِنَنا روافِدُ فيضِها لا يَنفَدُ

فَتَظلُّ للسلفِ الفَرادسُ والهَنَا

فيها وللخلفِ العُلا والسؤْددُ

وله في رثاءِ ابن المين ولد سيدي المتوفى عام 1974م:

أَمينَنا وشيخَنا الأكبرا

خَيرٌ لكم ما اختارَ ربُّ البَرا

يا ربَّنا هيئ لهُ رحمةً

وهوّنِ الصَبرَ لكي يَصبُرا

فكم بهِ أَسفرَ صبحُ الهوى

وكم بهِ ليلُ الغوى أدبرا

إنْ يأخذ الحبرُ بإقلامهِ

وإنْ تطأ أَقدامُهُ المِنبرا

قد تَسمَعُ الصمّاءُ ما صاغَهُ

ويَبصُرُ العُميانِ ما حَبَّرا

وافسحْ له في جَنةٍ عرفها

ذم شذا الريحانِ والعَنبرا

واسمعْ نِدا شيخٍ له ضارِع

أَشعثَ في دُعائهِ أَغبرا

تَرتَعِشُ السُّبحةُ في كفِّهِ

تتلوهُ إنْ هَللَ أو كبّرا

إنْ يكبرُ الرزِءُ على نَفسهِ

فقدْ نَرى إيمانَهُ أكبرا

وإنْ يكنْ فُؤادُهُ خافِقاً

أَو يَسمحنْ للعينِ أنْ تَعبُرا

فالبحرُ يَبدو وسطُهُ مائجاً

لكنما الأغوارُ لن تسبرا

أشغلته المهام الكثيرة وطلب العلم والتحصيل عن جمع وتوثيق القصائِد الشعرية التي نظمها، دعاءٌ له بالتوفيق وتحقيق ما يصبو إليه، فقد كان حريصاً على رفع مستوى التعليم في بلده، مناهجَ ومُتعلمين وهو أسوة حسنة لمن تعلموا

على يديه.

من كتاب #موريتانيا_موطن_الشعر_والفصاحة 

المؤلف؛ موفق عبد الفتاح العاني

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122