جميل أن نرى مناصرة وزارة الخارجية الموريتانية للقضايا العربية خدمة للامة، وسعيا لتحقيق استقلالها الوطني، والدفاع عن قضاياها العادلة، كمواجهة "التطبيع" بجميع مظاهره، وتشجيع الحكومات العربية، وقادتها في مواجهة التحديات الخارجية التي مصدرها الغرب الامريكي، أو الأوروبي، وذلك للاعتماد على سياسة مستقلة، تعبر عن قيم الوعي العربي الحضاري، ومتكآته منالقدرات العربية، وقوى الأمة الحية في الوطن العربي التي تدافع عن حرية الاوطان، وتؤازر القادة الوطنيين المناهضين للامبريالية الغربية، والامريكية على وجه الخصوص..
إن هذا التوجه في بيان التأييد من طرف وزارة الخارجية للوقوف مع المملكة العربية السعودية، يعبر فعلا عن اتجاهات الرأي الوطني، والعربي عموما، لأنه يشجع على اتخاذ المبادرات الوطنية، والقومية، خلافا لمواقف وزير الخارجية السابق الذي ارسل رسالة تهنئة للامارات على أساس "التطبيع"الخياني مع الكيان الصهيوني، الأمر الذي جعل الرأي الوطني العام، يتبرؤ من يبان الوزير، ولا يحسبه على نظام الحكم الرافض للتطبيع،، ولعله الأمر الذي جعل النظام ، يبعد الوزير السابق الذي كانت له سوابق غير محمودة، نظرا لمواقفه من الحرب على اليمن، حيث كانت مواقفه منحازة لقادة الانظمة التي شنت حربا مدمرة على اليمن وطنا، وشعبا ، وذلك بدون مبرر، الأمر الذي أكد - ويؤكد- ان هذه الحرب امبريالية، ولو انها من طرف النظامين السعودي والاماراتي، فهما يقومان بها بالوكالة من اجل توريطهما في حرب ستقضي على طموحاتهما في التنمية والتطور،، وفي النهاية سينتصر اليمن مهما طالت الحرب، او قصرت..
ولعل الراي الوطني العام، ينتظر بفارغ الصبر الوقوف مع الإمارات في احتجاجها المشروع، والرائع... على التصريحات العنصرية التي أدلى بها وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، نظرا لما فيها من توصيف ل " يميني" متطرف، جعل من أوروبا حديقة، ومن القارات الأخرى، ادغال غابات،، ومن شعوبها بالنتيجة همجيين، و غير متحضرين.. وفات هذا الوزير " النازي" بحربه في " أوكرانيا" أنه قرأ تاريخ أوروبا بالمقلوب، فشعوب أوروبا، هي التي ظلت لقرون ترسل القراصنة المتوحشين، وتدمر بها المدائن والحدائق الغناء ، والمنجزات الحضارية،، وذلك ابتداء من الحروب الصليبية خلال الف سنة ابتداء من بداية الألفية الثانية للميلاد، وأولها الاستعمار البرتغالي الهمجي لبلادنا في أوائل القرن السادس عشر، وتلاه القراصنة الاسبان، والهولنديون، ثم الدانماركيون، و الشركات الانجليزية التي كان مخول لها اعلان الحرب دون الرجوع للبرامان الانجليزي، والامبرطورية الفرنسية النابليونية المتصهينة ، والملكية البلجيكية التخلفة، والالمان ماقبل النازية، و الصهيونية بعدها ،،
فهل للحضارة اليونانية " الهيلينية"، و الرومانية "الهيلينسية"، أبعاد انسانية، حتى تعبر اوروبا عن القيم التي نهضت عليها أوروبا الحديثة والمعاصرة..
إن الخروج من التخلف الاوروبي، كان طريقه الأوحد هو: الركوب على الامواج، للوصول الى الحضارات والاقتباس منها، وتدمير أنظمة مجتمعاتها في افريقيا، وآسيا والامريكتين...
ونتمى على الوزارة الخارجية، للتعبير عن الصحوة المنتظرة ،، ان تؤيد بيان الوزارة الخارجية الإماراتية، المندد بعنصرية وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، ومطالبته بالاعتذار، بل المطالبة بابعاده نظرا لعدم المسؤولية في تصريحه المعبر عن ميوله السياسية المقيتة، ولانجرافه في تيار اليمين المتطرف الأوروبي...