لو بحث أحدكم في مضمون مقال الكاتب المحترم الهادي بن محمد المختار النحوي، لعرف معي ، لماذا شكرني للتعقيب على مقاله في المقال الذي كتبته في ذكرى ثورة ٢٣ من يوليو..
ويبقى السؤال المطروح للبحث عن ما هو مضمون مقاله الذي عنونه كاتبه بشكر ي؟ وهل ذلك لإعطاء انطباع عن اتساع صدره للتوجيه، او المناقشة الموضوعية، او لشيء آخر ؟
ولماذا ورد في مقاله الأسبق الذي كان هدفه واضحا لمن قرأه بعين مجردة، وحتى من وضع بلورة نظارته للحاجة الماسة اليها، او "للبذخ" الذي تكرر في قاموس الكاتب في مقاله، اما للوصف المعنوي، وهو خارج السلوك، ولربطه بالفساد المصاحب للبذخ، ولعل الوصفين، اريد بواحد منها الشكر في محل الذم، والثاني الترابط بين السلوك، وأثره..!
فلك من الذكاء ما هو أكثر من ذلك، كالتهرب من قصدك بالكتابة عن القادة القوميين قبيل ذكرى ٢٣ من يوليو، وعرفت على اسئلة النهضة السابقة عليهم للتدليل على الوعي بالمشروع النهضوي،، لكن تغافلت عن أشياء عديدة،،عن حقائق عديدة، ومريرة كدور الامبريالية في إجهاض مشاريع النهضة العربية هنا وهناك...
ولن ارجع للمقال الاسبق، وخلاصاته،،
وملاحظاتي عليه انطلاقا من موقف الكاتب الفكري الواضح من الثورات العربية، وقادتها من القادة القوميين في الخمسين سنة الأخيرة من القرن العشرين، وكانت فيما عرفناه عنها، مرحلة فارقة بين النهضة المتعثرة سابقا، وبين النجاحات المتنامية في حركة التغيير السياسي، والاستقلال الوطني، ومؤازرة حركات التحرير العربية، والافريقية، والاسلامية، حيث اتسعت مجالات التغيير، السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والحضري منذ قيام الثورات الوطنية، والقومية في اقطار الوطن العربي، وافريقيا، واسيا، وامريكا اللاتينية...
اما بعد حصول الثورات المضادة، والانقلابات المناوئة للتغيير والاستقلال الوطني، والحروب الامبريالية على اقطارنا العربية، كالذي حصل في مصر ١٩٧١م. وضد ليبيا ١٩٨٦م، ٢٠١٢م. والعراق ١٩٩٠م و٢٠٠٣، والصومال١٩٩٠م، والجزائر ١٩٩٠- ١ م خلال العشرية السوداء، الحمراء بدماء الأبرياء من أجل أن يحكم ثوار الإسلام السياسي القادمين من أفغانستان لتحقيق الوعد الأمريكي في اقامة نظام اسلامي متحالف معها في الجزائر...
وهو لو حصل لن يختلف عما يجري بين الصهاينة وامريكا في فلسطين منذ قرن، كما في سورية بين الأكراد وامريكا منذ احدى عشرة سنة..
فضلا عن الانحرافات التي لاتحصى، كما في السودان منذ حكم جعفر النميري الذي تحول من قائد قومي إلى مورد ل" افلاشة"، على طريق الارتداد الساداتي..
وحكم البشير الإسلامي...
وحين، غاب التغيير وقادته، وحل بديله التراجع الذي فرضته امريكا، والصهاينة وعملائهما في شبه جزيرة العرب، وطال الفساد الذي يرعاه الغرب الامبريالي تحت حكم الأنظمة التابعة، والمطبعة، ولم يسلم من تلويث البيئة الاجتماعية، والسياسية، والطبيعية، اي قطر عربي، حتى وصلت مخلفات مفاعل "ديمونة" في فلسطين، الى رمال "تجكجة"، وذلك لخبرة السفير الصهيوني في سفارة العدو في نواكشوط، والمولود في "تجكجة"،،وقد درس فيها المراحل الأولية من تعليمه، ليجازيها، بجريمة تعتبر قنبلة موقوتة، لا يعلم احد متى تنفجر، فتقتل البشر ، و مظاهر الحياة، و الطبيعة البيئية..!
وكان ذلك السفير معروفا بعلاقاته، وومعارفه التي وظف لاسكات اهل المدينة، والباقي تكفل به النظام، وإذا حصل شك في المعلومة، فيمكن الرجوع إلى الإعلام المغاربي بالخصوص خلال ١٩٩٨-٩..!
لهذا، فالكاتب الهادي في مقاله الاسبق، كان يتبنى ذات الحجة، ومنطقها المفارق للحقائق التاريخية المؤكدة، أن القادة القوميين، هم قادة التغيير، والنهضة..وليسوا كما أشار الكاتب العائق للنهضة العربية، و الحياة السياسية السليمة، والتقدم الفكري، واللبرلة التي جاءت ب"فاروق" لحكم مصر، والسنوسي لليبيا، وآل سعود للحجاز،، كما وزعت مشيخات الخليج لحراسة آبار البترول، والغاز، فتفرعنت على الأمة منذ السبعينات والحبل على الجرار ،، قتلا للمجتمعات العربية، وتدميرا للأنظمة الاجتماعية، وتصحرا من الانظمة السياسية الحداثية، خلاف ما كان في مصر الناصرية، والعراق البعثية، وسورية المقاومة حتى الآن. بينما نجد الهادي يهتم بالحرب على الأوكرانيين، و لا يهتم بما في ليبيا، ، والصومال، واليمن، والحلف المشبوه مع الغرب الذي قام به قادة دول الساحل، ولا شك انه مقدمات للحروب الاهلية، متى نقلت امريكا" الدواعش" في طائراتها للمنطقة..
او قامت بذلك وتركيا اردوغان، او تنظيم الاخوان، المتزع كالفطر في كل مدينة امارة في ليبيا، وشمال سورية، والصومال، وجنوب اليمن...
في هذا الظرف يدبج الهادي مقالاته ليؤكد المؤكد عنده، وفريقه في أن التبعية للغرب، ستوصل "الأمةالعربية، والاسلامية والجمع ارجح" - على حد تعبيره - إلى "النموذجين" الياباني، والكوري،، وأن الذي حال دون التقدم، هم القادة القوميون، وحروبهم مع الكيان الصهيوني، وهزائمهم في " هزيمة ٦٧ ام النكبات" ولعله عنوانا سابقا للكاتب الهادي، و لازال المقال منشورا في أرشيف موقع" اقلام".
وإذا كان من المطلوب الحديث عن عن المقال الذي عنوانه الشكر لي، ثم ما يناقض ذلك نظرا لاستثنائه لي نظرا لعدم تبصر ي، وبالتالي عدم استحقاقي لقب الحكماء والعقلاء في كلا التيارين، من الذين كان يمكنهم أن يبحثوا عن المشتركات بدلا من" تنميط" المختلف فيه بين تيار ي الكاتب اللذين أشار لهما، ولم يذكرهما بالإسم فيما ناب عن واحد منهما في تبنيه لمواقفه ضد الأخر، وتجاهل حتى ذكر اسم الأخر لعدم اعترافه به فكريا،،، ولعله كان من المدعوين للاحتفال البهيج الذي أقامه الناصريون في دار الشباب يوم ٢٣ من يوليو تخليدا لذكرى الثورة والاشادة بالبطل..
وماذا يضر الاتجاه القومي الناصري، أن يعترف به هذا الرهط من الكتاب الذين يشيرون له ب"برهان الخلف"، وهو واحد من البراهين العقلية والثقافية في الفكر العربي منذ الكندي، فيلسوف العرب..!
لعلي انتظرت- انتظر - الهجوم الظاهر والمبطن من أعداء القومية العربية في وطني بمختلف مشاربهم من " طابور خامس" رفع- و يرفع- أصحابه عقيرتهم ضد كل ما قومي، وترتفع علينا " أمويتهم" - نسبة إلى عواذ أنثى الذئاب - سواء أكانوا من القبليين، والجهويين، واتباع الانظمة السياسية التابعة للغرب، أم اخونجيين من التابعين للمال القطري، والماليزي، والأردوغاني المتحالف مع اتباع الظواهري، والدواعش.
لهذا، ليس بخاف على القوميين هذه الاحلاف، ولكن مهما ارتفع العويل، واختلط مع العواء ، فالنقد ظاهرة صحية، لو كانوا يعلمون قيمة الحوارات الفكرية في النهضة الفكرية لأي مجتمع،، وتصحيح الاخطاء الفكرية، هي من الوعي الثقافي، خلافا للايديولوجي الخاضع للرهانات، والمصالح الشخصية الضيقة، كتوظيف افراد الشيبية العربية في المؤسسات، لغسل ادمغتها، واستلاب وعيها من القومي، الى العامل في سفارات القومية العربية في عاصمتنا، إلى المعادي للقومية العربية، وقادتها، واكثر من ذلك التحري لاستحضار مناسبتها الخالدة، للظهور في صف الأعداء للأمة...
وبالتالي، فتعديل الرؤى قد لا يحصل، لكن الواقع الوطني، والقومي يؤكدان، أن الأمة العربية، نالت من الحروب مع القوى الظلامية المشتركة في التدمير من أمثال ثوار "الناتو"، وبينهم، وبين الامبريالية،، وبالتالي فهم سيدركون تباعا أن " المحتمي بأمريكا عريان" على حد زعم احد فراعنة العصر الذي اعترف بجرمه قبل نهايته،، وما أجدى فرعون بعد الغرق، واعترافه بالحقيقة الإلهية...؟!
اما أن يكون المقال مناسبة لكتابة السيرة الذاتية للكتاب، فهذا أمر يخصه، وأن يحاول أن يلمع نفسه بمواقع العمل سابقا، لاحاضرا، بما فيها الانتماء في مرحلة ما من عمره لخلية سياسية للقوميين، ولم يستدرك، أن يلمع نفسه بموقعه الحالي، كاطار في المؤسسات المالية، لأن ذلك لا يشفع له في تنظيف سيرته المقدمة للقراء، والا كان فعل...
غير أن الذي فات الهادي، أن القراء لا يخفى عليهم دوافعه للكتابة عن النهضة، وارجاعه، تخلف العرب للقادة القوميين الذين قاموا بالثورات التحررية...
وتقديمه - الهادي - اليابان نموذجا للخضوع، والتعبية، ونسبة النهضة اليابانية منذ القرن الثامن عشر إلى امريكا بعد أن ضربت اليابان بالنابل الذرية،، وفاته أن هزيمة اليابان، كانت عسكرية، وسياسية، ولم تكن هزيمة لتدمير مؤسسات النهضة، وعقلها العملي، فامريكا كانت تعرف حدود الاستسلام السياسي، والعسكري اليابانيين لها...
...
ومن السيرة الذاتية، إظهار الكاتب اطلاعه على التراث في الشعر، وذلك ليزعم انه يصحح لي، وأن عجز البيت الشعري، كان بقصد أن يخطئني في تقديري، انه من أمثال العرب، وفات الهادي الشاعر، او الراوية،، أن الشاعر صاحب البيت، او رد المثل العربي المذكور للتضمين،، ومن يرجع إلى الكتب في أمثال العرب، سيجد أن التضمين، لا ينفي نسبة عجز البيت المذكون للأمثال ..!
ولعله من المهم التذكير بمعرفتي بالكاتب، اذا لم أكن مخطئا، فقد كان يأتيني في زيارات خاطفة، قلما تكون، ولعلها في العطل الصيفية، او عطل راس السنة ، وكانت المعلومات التي استقيت بطريقة غير مباشرة من زميله،، وهو أحد افراد المحيط العائلي الذي كنت وإياه في شقة واحدة ايام كنت ادرس في جامعة الفاتح في الجماهيرية العربية الليبية العظمى،، وكان تقديري السابق، أن الهادي بن محمد المختار النحوي المحترم، وهو من المحيط الاجتماعي الكريم،، واحدا من الطلاب الذين منحتهم ليبيا في اتفاقية حصلت في بداية التسعينيات، وقد ابرمها وزير التعليم الليبي ، فك الله أسره من الخونة ، والمجرمين الامريكان، واقصد بذلك " محمد ابراهيم" الذي ابرم اتفاقية سخية من قادة ثورة الفاتح لصالح أبناء مجتمعنا في موريتانيا، ومقتضاها، أن ليبيا، ستمنح مائة طالب كل سنة خلال عشر سنوات، ليكون العدد الفا، وأن التسعين منهم للتعليم في المرحلة الجامعية، والعشرة الباقية للدراسات العليا، ليكون مجموع الحاصلين على الماجستير مائة، وعدد الخريجين من المرحلة الجامعية تسعمائة..
وإذا كان الهادي ليس هو الشخص الذي ذكرت، فلن يكون الا هو ذاته الهادي الذي قرأت مقالا تهجم فيه على الناصرية، بوثائق لقادة عسكريين صهاينة، نشروها غسيلهم في الرابط"جوجل"لتشكيل وعي الشبيبة العربية، وكان عنوان مقاله" هزيمة ٦٧ ام النكبات"، وحصل اني كتبت للرد عليه، وتصحيح معلوماته في مقال حينئذ، ثم إنه اتبع مقالي بآخر للرد علي، ولم اطلع على ذلك، الا بعد فترة، كنت أبحث خلالها في فكر الكتاب الوطنيين، ووعيهم الثقافي والسياسي - الذي يمهني، كباحث في علم الاجتماع، ومن حين لآخر اقوم برصد الاتجاهات الفكرية للكتاب في واحد من المواقع الافتراضية - ومحاولات كل منهم تشكيل وعي الرأي الوطني العام، إما بالوعي الثقافي، او السياسي، وكان الهادي مصنفا عندي في الفريق السياسي، ولكن التصنيف الذي اقوم به ، هو اجتهاد نسبي ، وقد يغير الكاتب اتجاهه، وهنا افتح قوسا لتقديم ملاحظة على مقالات الكاتب عن المصارف، لأعود للموضوع استطرادا (( وذلك للتذكير انه قد يتغير التوصيف، اذا اتبع الهادي المحاولات المشجعة فيما قام به من التوعية الثقافية في المقالات التي كتب عن المالية، والمصارف الربوية والاسلامية، والمقارنة بينهما،، وان كان هناك وجهة نظر فيما قال عن الابناك الاسلامية، وعدم الإشارة المطلوبة منه - إذا لم تضر بمصلحته الشخصية - لأ جل تجنب المبادلات الربوية، وهي لا تخفى في رفعها لنسب الأرباح التي ترجع إلى قيم، النواتج من المعاملات، وتحويل الربح الى أصول البيع، فالحديد، وآلات - في بلادنا - البناء حين تباع للزبون من المصرف بقيمة أعلى من قيمتها في السوق،،، لماذا؟ لأنه، يضاف اليها الربح المفترض مقدرا، فأصبح مضمونا في" صك"، فاتورة البيع، ولو كان العكس، لبيعت آلات البناء بقيمتها ، كما في السوق الحالي، والذي حصل ،- ويحصل - ليس من جملة تجنب "سلف بالزياد"، او" بيع عملة الورق، باخرى"..؟!
والهادي خبير مالي، ويعرف ما جرى، ويجري، والمرجو منهو أن يفصح عن الحقائق أمامه على شاشة الجهاز، وليكن منبرا للتوعية الثقافية، ومن اجل الا يخن آخرته، وأفراد مجتمعه مقابل السكوت عن الحقيقة الصارخة، والمؤلمة، وذلك قبل ان يقع المواطنون في العجز عن أداء الدين، وحينها لات ندم للمراجعة، إذ سيعرف الزبون الموريتاني، فيما تختلف فيه المصارف الاسلامية عن غيرها حين يصادر كل منهم المنازل، وتباع في المزاد العلني، وتذهب قيمة الأرض التي بيع السكن الذي للمصرف حق جزئي فيها..
ثم إن الهادي اذا لم يكن على علم سابق، فليعلم مني بخدعة جواز الفتيا الصادرة عن اشياخ"الناتو" في شراء المنازل، وبيعها في بريطانيا، ودول الاتحاد الأوروبي، وتشجيع الاقدام على الحرام لصالح المتربحين ربويا، الأمر الذي لا يدع مجالا لوضع خيط فاصل بين المصارف الاسلامية عن غيرها، إلا بعناوينها، وهي موحدة، وجمعة على الكسب، التربح "من المال بالمال"...!
واتمنى من الكاتب، الاهتمام بهذه الملاحظات التي ، كان من المفترض أن تأتي في مقال خاص بها ))..
فوجدت في أرشيف موقع "اقلام" الافتراضي،أن الهادي، كتب مقالا ، رد فيه على مقالي السابق، وكان مقالا رائعا، لولا انه جمع فيه بين "ابي مسلم الخراساني"، و"الغزالي"،والقائد العظيم "صلاح الدين الايوبي" رحمهم الله تعالى، و أضاف اليهم "مهاتير محمد"، ومساويا بين الجميع في البطولات التاريخية، والنبوغ الفكري...
فنعيت عليه، باعتباره واحدا من أحفاد المرابطين، تجاهله لقادة التاريخيين لمجتمعنا: عبد الله بن ياسين، ويوسف بن تاشفين، وابنه علي رحمهم الله تعالى جميعا..
وأنه - الهادي- في تقديري الشخصي، كان أولى به أن يذكر البطل المقاوم "ولد امسيكة"، واتخاذه قدوة، بدلا من البحث حاضرا في "ارخبيل" ما ليزيا، للبحث عن قدوة، لم تقاتل الفرنسيين في بلادنا، ولا في بلادها، ولم تسجن في فصل الخريف، ليهلكها البعوض في مدن النهر، ولم تغدر بها الخونة من أبناء مجتمعنا، على عكس "ولد امسيكة" رحمه الله تعالى الذي سيعرف قدره فيما بعد، وينصب له تمثالا لتخليده، وذلك يوم تهتم أجيال مجتمعنا بذاكرتها الوطنية، وبابطال الوطن الذين قاموا المحتل الفرنسي...