((مجتمع يريد ان يعيش كالغرب ))
ويموت كالصحابة
✍عبارة مختصرة معبرة عن واقع حالنا كمسلمين في الغرب ، أما كلمة يريد ! ؛ اي يطلب ان يعيش في بحبوحة الحرية المفرطة بالوقت الذي يفكر كيف ستكون نهايته في هذا العالم الذي وجد فيه نفسه وسط زحام حداثة مفعمة بالحريات والقوانين التي تساعد على ممارسة هذه الحريات دون قيود حقيقية او حواجز اجتماعية، لأن الغالب من الناس هو مشارك ، واذا كان الغالب مشارك فهذا يعني النسبة الكبيرة من المجتمع تريد هذه القيم لتأسس عليها مبادىء جديدة وحداثة جديدة للتغير ليشمل المجتمع كله . وهذه الغايات الإستراتيجية التي وضعتها الحكومات والمؤسسات المرتبطة بها أرتباط وثيق والتي اسست لذلك ، استطاعوا فعلا تغير ليس فقط الافكار المعتدلة بل راحوا ابعد من ذلك في زراعتهم ، حتى أصبح من كنا نسميهم معتدلين ، نحصد اليوم ناتج زراعتهم في هذا المضمار بأنهم قد ساهموا وشجعوا على هذا التغير .
ولو قارنت اليوم بالأمس لوجدت أختلافا كثيرا ، بين أولئك الذين كانوا ينادون بالانضباط وجمح شعارات الافراط بالحريات ، نجدهم اليوم هم من يأسسوا لهذا ، ويجعلوا انفسهم أحيانا في مقدمة الركب .
والأسباب كثيرة لقبول هذا النهج الجديد ، ليس الجهل بواقع الحال فقط ، وإنما اليأس من الإصلاح ، دفع الكثير للمساهمة في تفعيل هذا النمط من الحياة ، ذلك أنهم وجدوا انفسهم في شبه عزلة من المجتمع ، ولم يجدوا البديل الفاعل الذي يغير نمط حياتهم مثلما يتمنون ، فأردوا أن يدفعوا بحملهم الثقيل إلى من يدفع أكثر ..!! ذلك أن اغلب الأسر استطاعت ان تجتاز حاجز الفقر والعوز بهذه الطريقة ، وكذلك استطاعت أن تكسر حاجز الصمت والاندماج في مجتمع تظن أنه متحضر ، مقابل ما يحملوه من أعراف ومعتقدات قديمة وبالية ، وبذلك أصبحوا بنظر رفقائهم وعوائلهم في بلد الأم ، بأنهم يعيشوا حياة الترف والحداثة ، متناسين بذلك قيمهم وعقائدهم وأعرافهم التي نشأوا عليها . فأصبح الكذب شطارة لكسب المكاسب ، والدياثة حداثة ومكسب أجتماعي ، والتحدث بالإنجازات بعيدا عن القيم والأخلاق فاكهة المجالس ، والسؤال عن الطعام والشراب والرتب والمناصب والدرجات الوظيفية والحصول على الإقامات والتجنس ، هي الشغل الشاغل هذه الأيام، حتى أصبح السؤال عن الدين ، أمر عارض حتى بالكاد نذكره عند المناسبات الدينية . بل إن الكثير تنكر للدين واصحاب الدين وأماكن الدين بسبب السعي للمطالب الدنوية وبإخلاص كبير ، وعندما نقول بإخلاص ، أي الإندماج إلى حد التميع والتطبيع !!
**
القيم الإنسانية والتربية الدينية والحياة الكريمة، أصبحت أماني وبعيدة المنال ، فهي نموذج نستعرض به جلساتنا في المهجر ونطيب به خاطر الناس ، ونجامل به أهلنا وأصدقائنا في بلد الأم ، عندما نتواصل معهم بالصور والأفلام الخالية من الروح والمكذبة لدواخل نفوسنا ، والتي ننظر اليها على إنها نموذج من الإنسانية الذي نعيشه ، كل ذلك بسبب المقارنة الخاطئة التي وضعناها في حياتنا والتي لم نخلق لأجلها ، بل تناسينا
من أجل أي شىء خلقنا !! وكأن لسان حالنا يقول هي الدنيا كيفما تكون نكن . أما الآخرة فإن الله يعلم ما في نفوسنا ، لذلك كانت العبارة ( نريد أن نعيش كالغرب ونموت كالصحابة ) أملا جديدا للنفوس الطامعة في الحياة الدنيا وحداثة أفسدتها عقولنا ، واشتغلنا في غير صنعتنا . وركبنا مركب لا يسعنا ، حتى أصبح الواحد منا ينظر إلى منه أقرب منه ليتفقده ، إذا ابقى شىء لديه من دين أو خلق .
**الصحابة الأخيار أحسن الناس بعد الأنبياء والرسل
هم قدوتنا
كان الصالحون ولا زالوا (رحمهم الله تعالى ) يتواصون بثلاث كلمات لو وزنت بالذهب لرجحت به :
• الأولى : من أصلح مابينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.
• الثانية : من أصلح سريرته أصلح الله علانيته.
• الثالثة : من اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه وآخرته .
وتبقى هذه الكلمات التي نرجوا أن نتفهم معانيها دون العمل بها نموذج نرجوا الوصول إلى حافة أحرفها لنمسك بواحدة منها ... والله المستعان .
تحياتي لكم جميعا .
كتب: محمد الاحمد المشهداني.
رئيس جمعية الصحابة الثقافية
عضو المركز الدولي للدعوة والعلوم الإسلامية.