12دجمبر 1984 نهاية دكتاتورية وبداية ؟؟؟؟؟؟

2021-12-12 14:47:01

شكلت حقبة حكم محمد خون هيدالة احلك فترات حكم الدولة الموريتانية لما امتازت به من تسلط وجبروت خصوصا في حق معارضيه من السياسيين والعسكريين ورجال الاعمال ،كانت بداية تأليه الحكام واستسآد الاجهزة الأمنية .

امتلأت السجون من المناضلين وما نقم منهم إلا أن طالبوا بالحرية والعدالة وصيانة الهوية .

شكلت انتفاضة 1984 الناصرية الهبة الشعبية التي قوضت اركان نظام الطاغية وجعلت سفينة الجبروت تغرق في الوحل فانتهز الرجل الثاني في النظام العقيد معاوية ولد الطايع فرصة غياب هيدالة لينقض على الحكم زوال يوم 12 /12/ 1984.

عمت الفرحة التراب الوطني وتنفس الناس الصعداء وخرجوا في مظاهرات عفوية لسان حالهم يردد:

دجمبر يا أملنا يا ال فادي حياتنا ومنور مستقبلنا.

أحقا كان دجمبر كذلك؟

يمكن أن نقسم فترة حكم ولد الطايع إلى ثلاث فترات :

1_ فترة 1984_1988كان النظام نظاما عسكريا بامتياز وطنيا فرنكفونيا حاول الانفتاح على كل الطيف السياسي وبدأ الخطوة الأولى في المسلسل الديمقراطي من خلال تنظيم انتخابات بلدية في عواصم المقاطعات اتسمت بالكثير من الفوضوية والتزوير كان المكسب الوحيد فيها مبدأ الديمقراطية.

2_فترة 1988_1991  تعرض النظام في هذه الفترة لتحديين وجوديين استهدفا الدولة والشعب والنظام تمثلا في محاولة انقلابية عنصرية دبرتها حركة FLAM واحداث 1989 التي استهدفت الوجود الموريتاني في السينغال وكانت بتدبير من المعارضة السينغالية وفلول  FLAM وبمباركة من فرنسا ورعاية من نظام عبدو ضيوف تعامل النظام مع تلك الاحداث بالكثير من الحنكة والشجاعة والانضباط والمسؤولية كانت بداية إعادة الوعي للنظام ليكتشف هوية البلد الحقيقية وعمقه الاستراتيجي العربي فاتجه إلى أسد العروبة فلم يخب رجاؤه فاستجاب الشهيد صدام حسين فكان الحصن الحصين الذي رد كيد المتآمرين.

فترة 1991 _2003 اتسمت بتكملة المسلسل الديمقراطي من خلال المصادقة على دستور الجمهورية الثالثة وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية شابهما التزوير وتوظيف المال العام والعامل القبلي وحدة التنافس.

كانت مقاطعة بعض أهم احزاب المعارضة للانتخابات التشريعية الأثر البالغ في الاجهاز على التجربة الديمقراطية الوليدة وجعل النظام يرتمي في احضان القبائل فانحرف التسيير العام وخنقت الحريات العامة من جديد وبدأ النظام يتقوقع على ذاته وينفتح على الخارج ويرتمي في احضان المؤسسات المالية الدولية ويرتمي في احضان أمريكا من خلال إقامة علاقات مشينة مع ال ك يان الص هيوني.

انهارت قيمة الاوقية وشل الاقتصاد بسسب الفساد الذي  استشرى في جميع مفاصل الدولة وساءت اوضاع المؤسسة العسكرية فانتفض صغار الضباط في حركة انقلابية فاشلة لكنها دقت ناقوس الخطر في اركان النظام واستشعر بعض رموزه بالخطر فانقلبوا فجر يوم  3غشت 2005على السلطة منتهزين فرصة غياب الرئيس إلى السعودية ليعيد التاريخ نفسه فكما دخل معاوية السلطة خرج منها بنفس الاسلوب.

شيخنا محمد سلطان

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122