منذ أسابيع وأنا أبحث عن أسباب هذه الصحوة العكسية في مجال التمسك باللغة الفرنسية بعد ما أيقنت أننا تجاوزنا هذا الابتلاء منذ سبعة أعوام عندما تمت الموافقة على التدريس باللغة الأم، من طرف موريتانيا ممثلة في الف من أطرها برئاسة الوزير الأول على إصلاح النظام التربوي حيث تم فيه أعتماد التدريس باللغة الأم، على جميع مستويات المنظومة التربوية، وتعهد الوزير الأول إمام الجميع بتطبيق مخرجات هذا الإصلاح، فإذا بنا اليوم نعود إلى المربع الأول في حملة شرسة يقودها لفيف مختلط من أنصاف أوأثمان المثقفين على الأصح، يجمع جميع القوميات الموريتانية، مع أن السواد الأعظم وخصوصا من الزنوج الذين يتهمهم من لا يعرف الحقيقة بالعزوف عن اللغة العربية، بل هم أشد الناس حرصا على اللغة العربية لغة دينهم وتاريخهم، وهذا ما شاهدته فيهم أثناء مقامي بينهم سنوات عديدة أهتم فيها بمسألة التعريب،
وهذا ماجعلني أبحث في كل الاتجاهات عن اسباب هذا التحول المفاجئ نحو اللغة الفرنسية مع عدم موضوعية الأسباب المقدمة من طرف الدعاة ها، حتى عثرت على دعاة " الابراهيمية" وأنها أصبحت تناقش في المجالس الموريتانية، وتعرفت على بعض أسليبهم في الانتشار، والتي منها على سبيل المثال:
- البحث عن أماكن التوتر للدخول منها في شؤون المجتمع، بما يقود إلى صداقة جانب بمساعدته على الآخر.
- تحطيم ثوابت الأمة، من دين، وهوية( اللغة)؛
فعندما تتحطم الثوابت لم يبق للأمة ما تحافظ عليه فيسهل توجيهها إلى أي جهة كانت.
لا شك أن الإبراهيميين وجدوا ضالتهم فيما يتم اليوم من جدل على أرضية الثوابت من دين، ولغة، وهوية، وخصوصا أن أحد أطراف النزاع يسهل اختراقه، وذلك لعدم تمكنه: دينيا،وثقافيا، واجتماعيا، وذلك بموجب أنه لفيف مما عرفه البعض (بأبناء آماليز، والرماة،) بالاضافة إلى الأدعياء فاقدي الهوية مايسمى ب( الميتيس) هذا هو ما يناسب له أن يكون وقودا للدعوة "الإبراهيمية"
بهذه المناسبة عليكم أن تنتبهوا إلى المنافس الجديد، سواءا سميتموه الإبراهيمية، أوالافرنكفونية بثوب جديد، وأن تعدوا له ما استطعتم من قوة، وتنتبهوا إلى أن اللوبي الافرنكفوني الذي يصارعكم كان معوله على فرنسا مع ضعف مركزها في جميع المجالات، والابراهيميون اليوم يستندون إلى أمريكا أقوى قوة في العالم، والصهائنة أخبث أمة في العالم، وبعض الدول العربية بأموالها المعودة على البذل في تفكيك الشعوب.
والآن فالأمر اليكم.
إخوكم/ محمدن التمين.