المحسنات اللفظية وچوخة.../ الدكتور الحسن معاوية

2021-09-27 21:02:24

من أكثر الأشياء التي تنفرني من الشعر وقائله إقحام المحسنات اللفظية والمعنوية بصورة مفتعلة، فتأتي القصيدة "تدبيجاً لفظياً" لا روح فيه. ولو كان هناك شاعر يمكن أن يصالح ذوقي مع "شعر مصنوع" لكان ابن حنبل الحسني في  أبياته الآتيه التي جاءت فيها كل المحسنات اللفظية والمعنوية عفو الخاطر؛ سلسلة كأنها غير مقصودة. وهذه الأبيات التي علقت بذهني منذ أيام الصبا، هي نفسها التي كرهتني في "چوخة" وجعلتني، لا أفكر مطلقاً في زيارتها، رغم أنها أصبحت متنزهاً، ليس لأهالي مقاطعة الركيز فقط، وإنما لسكان نواكشوط أيضاً. بل إنني كنت أتمنى حقاً أن  تذهب "چوخة" في التقسيم الإداري الحديث مع مقاطعة "انتيكان" الوليدة، وتترك سكان "الركيز" يعيشون خريفهم "الساخن" هذا العام، وحينها سأتمثل بقول القائل: "إذا ذهب الحمار"..

 

يقول بن حنبل:

أيها المبتغي لذيذ المنام

                ينتحي للمقام دار المقام

 

لا تزورن "چوخَ" إلا لماما

               وكثير بـ"چوخَ" بعض اللمام

 

تلك أرض لم يرضها لمقام

                حرُّ نفس ولا رفيع مقام

 

سهر دائم وبرد شديد 

            وانتشار البعوض جنح الظلام

 

وبأجساد ساكنيها قروح

               وكلوم على الدوام دوام

 

بتُّ أرعى النجوم لا لاشتياق

             لا.. ولا لاحتساب أجر القيام

 

كلما ذقت للمنام غرارا

           طرد البق والبعوض منامي

 

أرتجي الصبح أن يضيء سناه

            يا لِراجٍ تَمامَ ليل التِّمام

 

الحسن معاوية

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122