تعليقا على مقال 'المخالف لسير الأبطال'...إشيب ولد اباتى

2021-09-03 04:48:21

" غياب الوعي الجمعي في مواجهة التحديات المذكورة في المقال: المخالف لسير الابطال/ للدكتور أعل ولد اصنيبة".

إن قراءة مقال الدكتور بامعان، تمكن المواطن من استخلاص بعض النتائج الأولية، ومن أهمها مايلي:

أن المقال تناول الموضوع بجدية يشكر عليها صاحبه، غير أنه ألبس السلوك الانحرافي الذي يدخل في سياق  الجريمة، وقادتها مجموعة مرتشية من " المافيات" التي تستند الى المنظمات الاجرامية التي لا زال  الموساد الاسرائيلي يوجهها،، واين هذا من الظواهر التي كان التطرق اليها في مجال آخر، إذ لا علاقة بينهما  في موضوع المقال الذي هو:" تنامي خطر منظمة إيرا، ومن يقف خلفها"، فالحديث عن الزعيم الهندي " غاندي" المحامي الحقوقي، والرائد في تجسيد نظرية "اللاعنف" في النضال ضد المستعمر الانجليزي، ولهذا استغرب من المقارنة بين الثريا والثرى التي لم تعتمد على أقل وجوه الشبه بين زعيم تحرري عالمي واجه المستعمر بأكثر من حوالي خمسمائة مليون من أمته التي عندها تراثا سياسيا، وثقافيا في مواجهة الأستبداد السياسي، ولقد تجاوزت "شركة الشرق الهندية" كل المعايير في القارة الهندية من نهب ، وحروب، حيث كان مخول لها من البرلمان الانجليزي، إعلان الحرب على أي دولة، إذا كانت غير مسيحية دون الرجوع الى البرلمان الانجليزي،،،

 وقاد "غندي" ثورة تحرير، ونجح ، بينما المعتوه " بيرام" هو شخص لايمحمل وعيا وطنيا، ولا فكرا تحرريا، وقد دفع به ولد عبد العزيز ليجعل منه شخصية تنافسه في الانتخابات عندما قاطعت المعارضة تلك الأنتخابات،، ومن هذا المنطلق، يصح توصيف " بيرام" على أساس أنه " بو: بفتح الباء، وسكون الواو" بالمعنى الحساني، بمعنى أنه ألبس مظهرا خارجيا للتغطية به، والتعمية، وابعاد شبهة التزوير، وأحادية الترشح لرئيس في  انتخابات رئاسية، وقد دفع له المال مقابل أن يقوم بدور" المحلل"، لما هو شبهة، بل هو مدنس للوعي الوطني علاوة على كونه ظاهرة " حرباوية"،، ولكن الأسوأ الموازي لها، هو "التكيف" مع هذا الدور من طرف المعارضة الوطنية، الأمر الذي يؤكد على غياب وعيها في استيعاب  المتغيرات التالية للنفخ في شخصية معتوهة الوعي باستقبالها لكل دعاية محرضة على السلم الأهلي، ف " بيرام" تزعم محاكاة الببغاء في تقمص النعيب ، ووظف لمصالحه الشخصية، لون الشريحة الاجتماعية التي ينتمي لها،، وهذه كل اهدافه القصوى.

أما التهديدات الترعيبية ل" بيرام"، ونزقه القولي، وسلوكه الانحرافي في مختلف المناطق التي سمح له  بالتجول فيها لاكتساب شعبية من تلك الشريحة لمن غرر بهم ،، غير أن الأكثر إدانة منه، هو المجتمع العام، وموقفه السلبي من مواجهة " بيرام" في مدينة  شنقيط، فكان الواجب على الحراك السياسي الوطني في تلك المدينة على الأقل، أن يقود مواجهة المجتمع المدني، وليكن ما يكن، فإما ان يتدخل الأمن العام، والقضاء، ويضعان حدا، بتجريم سلوك التعدي على حرمة التراث،  والزج بتلك الشرذمة في السجون لعدة اعوام، حتى لا يفكر جاهل، أو مدفوع من اعداء الوطن لتحدي المجتمع في معتقده،، وغدا في نظامه السياسي،، وبما أن الأمن، والقضاء لم يتدخلا، فلتكن معركة شرف للدفاع عن المقدسات، وإلا، فمن سيدافع عن قيم المجتمع، واعراضه، وممتلكاته، إذا عمت الفوضى غدا، وسقط  نظام الحكم، لسبب ما؟

لقد وجد نظام الحكم القائم فرصة، كان تضييعه لها دليلا على غياب الوعي بخطورة هذا التحريض الخارجي من طرف الدوائر الصهيونية والغربية والافريقية المتحالفة معه على وحدة بلادنا والسلم الاهلي فيها القائم منذ آلاف السنين ،، فعند ما اعلن " بيرام" في الغرب المنافق أن موريتانيا تمارس الميز العنصري.. في حين هو عضو في البرلمان، كان من الواجب تقديمه للقضاء، غير أن عجز النظام عن ذلك، لا يبرر عجز مجموعة من المحامين الاحرار بتقديم شكوى ضده، وهذا أمر قائم في كل دول العالم، الا موريتانيا، وكأن الجميع: حكومة، وقضاء، ودفاعا مدنيا، كل واحد يلقي بالمسؤولية على الآخر،،،!

أخيرا:

أختم بتقديم الشكر، والتقدير لهذه الالتفاتة للدكتور على قراءته في هذا المقال التحسيسي، وطرحه للموضوع للنقاش، ومستجداته التي تشكل ناقوس خطر من خلال تنامي الدعاية التحريضية، وعنوان "الفيلم" ، هو للدفع بالمغرر بهم الى حتفهم، وهذه محاولة أولية من الإعلام الصهيوني، والسينغالي من أجل  تكسير حاجز الخوف من البيضان على أساس، أنهم من عرق عربي جبان، كما يقدمه الاعلام الصهيوني والغربي عامة،، غير أن قراءة مضمون الفيلم الكرتوني المذكور، تحتاج منا الى مشاهدته للاطلاع على سرديته التي لا أتصور أنها تخرج عن الدعاية التحريضية،، وفي كل الاحوال، فالوطن مستهدف، وهذه من الحقائق المؤكدة، نظرا لتعدد المحاولات الاستفزازية التي ستدفع حتما الى الوعي بتنامي المخاطر، ومن ثم ضرورة دفعها قبل فوات الأوان، والأكثر تأكيدا من ذلك كله، هو انها ستفرض نفسها على المجتمع  المدني الذي سيواجهها عاجلا، أو آجلا،،

 والله المستعان 

......

نص مقال ولد اصنيبه

: المخالف لسير الأبطال/د. اعل ولد اصنيبه

تبنت قيادة " افلام " بعد خيبة أملها تبنت زعيم " إيرا " دون أن تعلن ذلك وسلمته أجندتها العنصرية وأسلوبها العملياتي ودفاتر عناوينها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وخصوصا اللوبي الصهيوني، مصادر تمويلهم وعلاقاتهم في الصحافة الفرنسية والسنغالية.

وكعماد نار سيقتبس من ماهاتما كاندي «المتمرد صاحب القوة الهادئة" وسيتم تقليده في إحدى عملياته عندما قدم على حرق دفاتر التسجيل الاستعمارية وطلب من رفاقه أن يفعلوا مثل ما فعل "وقد خلد فلم Richard Attenborough بعنوان "غاندي " الذي أخرج سنة 1982 وإعدام هذه الوثائق بالحرق باعتباره عصيان مدني دشن انطلاقة النضال ضد الاستعمار". 

من جهته قام بيرام، على مرأى ومسمع من الجميع، وتحت عدسات الكاميرا بحرق كتب الفقه المالكي المتهمة بترسيخ العبودية. وهي عملية استفزاز صادمة للضمير ومتحدية لمشاعر الجميع، الدينية والعقائدية، وانتهاك للحرمات.

لقد شكل هذا العنف إساءة جارحة لنفوس الساكنة وذكر بعهود الإعدام بالحرق ومحاكم التفتيش، عهد من عدم التسامح والتزمت عانت منه أوروبا قبل عهد الأنوار.

ولكن أوجه الشبه بين بيرام وغاندي تتوقف عند هذا الحد "فالنفس السامية" لم تكن عنيفة ولم توجه أبدا الشتائم للبريطانيين ولم تعمل على إثارة الكراهية ضدهم بينما جعل بيرام من كراهية البيضان مصدر إفادته.

وقع بيرام في تناقض صارخ: فخطاب العنف الذي هو عادة مقدمة للعنف الجسدي معززا بالكراهية العنصرية لا يمكن أن ينسجم مع الدعوة إلى احترام حقوق الإنسان التي ينطلق منها زعيم حركة " إيرا".

بيرام يقارن نفسه بمانديلا بطل تحرير السود في جنوب افريقيا والإطاحة بنظام التمييز العنصري!

مانديلا كان رجلا سياسيا معتدلا وواعيا وشتان ما بينه وبين الكراهية العنصرية فهي القطب الشمالي وهو القطب الجنوبي.

في الحقيقة بيرام ما هو إلا بطل الرسوم الكارتونية: "لماذا البيضاني يخاف من الماء" مؤلفة من طرف كمادو تورى وبتقديم من أمادو، وهما عناصر افلام. يتعلق الأمر بنقد لاذع وخبيث تم توزيعه في السينغال، يحكي فيه أن دماغ البيضاني دواء شاف وإليكم مقطعا منه:

ال صورة1:

كولي وجهها اللطيف الثاني رفعته ومسحت دموعه:

أهدئ يا عزيزتي، لم نخسر كل شيء الأمل، مازال قائما.

الصورة2:

كما أخبرت بذلك زوجتك، ستعود ابنك إلى الحياة إذا دهن جسده بدماغ بيضاني.

الصورة3:

تم الاستحمام، الولد البيضاني الصغير بالرغم من تحذير أهله، حضر في الموعد وبعد أن قام بغطاسات في الماء حملوا عليه بالعصى ضربا على الرأس.

الصورة4:

انشق الرأس واحمر الماء بالدم

الصورة5:

إلتقط الأطفال الرأس وأسرعوا به ليعطوه للشيخ بيرام الذي كان ينتظرهم بترقب، ممتاز! شكرا يا أطفال.

الصورة6:

بيرام موجع القلب دهن منه بسرعة جسد ابنته فعطست ثلاث مرات متوالية وفتحت عينيها، انهضي يا بنتي.

إن الرسوم الكرتونية لتورى لا تتطلب شرحا فالصورة والحوار كافيان للتعبير بكل وضوح عما يسعى إليه " افلام " و " إيرا " ولحراطين بصفة عامة.

وفي هذا السياق أصبح النضال ضد مخلفات الرق «منطقة حرة" في موريتانيا، والطريق الأسرع لكل من يريد أن يصنع لنفسه مكانا تحت الشمس ويتم استغلالها بإفراط من طرف مثيري الفتنة الوطنية ومسوقي المصائب وتحويلها إلى ركيزة من ركائز النضال الإثني ـ السياسي ووسيلة لجمع الأموال.

عندما تصف الزائدة " الفطرية لفلام " بلدها بدولة الفصل العنصري العربية الإسلامية، فإن مدلول هذه المسبة يتجاوز حدود الشتم إنه إسقاط نفسي فرودي إنه كشف عن ما ينطوي عليه ما تحت شعور أعداء العرب، إنه تعبير عن حلم غير مؤمل، من يعرف مغنيي هذه الجوقة جوقة الشقاق، يدرك أن هدفهم النضالي الأخير هو دولة موريتانية من نوع جنوب إفريقيا في عهد ابييربوتا.

في جنوب إفريقيا العنصريون البيض يريدون العيش مع مواطنيهم السود في نفس الحيز ولكن في مكان منفصل، بيد أن إخوة مانديلا يناضلون من أجل إزاحة الجدران البانتوستان حيث حجزوا لأسباب عنصرية بحتة.

 "حقيقة أسفل جبال البيريني خطأ وراءها" كما قال باسكال. في موريتانيا بلد الامتزاج، القوميون من الزنوج الأفارقة يرفضون الالتحام الوطني ويصفونه بسلب الهوية، وبدون أن يصرحوا بذلك يحاولون تشييد فصل عنصري مفاوض عليه وذا طابع مؤسسي: دولة ثنائية الهوية، تكون فيها الثروة والسلطة موزعتين بشكل دقيق بين الإثنيات ويسيطر فيه الغموض اللغوي لأن التفاهم الوطني فيها ليس على جدول الأعمال.

في مقابلة مشحونة بالكراهية والأكاذيب أعلن نقيض مانديلا للقراء الإسبانيين أن التمييز العنصري مازال يعيث فسادا عند الباب المجاور في موريتانيا: «ما يجري في موريتانيا يشابه ما وقع تحت نظام الفصل العنصري حيث تستغل أقلية لون البشرة لإخضاع الأشخاص، عنصرية دولة غير موثقة ومع ذلك لها شكل مؤسسي" كما يقال. 

عادة، عندما يبدأ قائد " إيرا " رحلته عبر العالم فالهدف معروف. إنه تضليل البرآء والعودة مكرما بالجوائز وبالجيوب المنتفخة.

إن بيرام ونشطاء " افلام " يناضلون من أجل موريتانيا مزركشة الألوان ومفككة، من أجل تمييز عنصري يقدم باسمه برنامج ديمقراطي متحضر.

ماذا قدمت حركة " إيرا " في خدمة مناهضة العبودية حتى تحصل على كل هذه المكافئات الدولية؟، لا شيء ملموس ولاسيما داخل البلد في الأماكن النائية حيث يشتبه في أن تكون بقايا عبودية مختبئة، لا شيء سوى الضجيج، كثير من الصخب وهجمة فريدة من نوعها عنفا وكراهية ضد البيضان لم تشمل الزنوج الموريتانيين بالرغم من ماضيهم الاستعبادي المتجذر.

إن النضال ضد "العبودية" وضد "التمييز العنصري" في موريتانيا ضرب من الهتك سيكولوجي للرأي العام الدولي وتضليل مستخدم من طرف تحالف افلام ـ إيرا في دعايتهم الكاذبة لجرح إحساس الضمير الدولي وكسب تعاطف البلاد الأوروبية، تلك البلاد نفسها التي ساندت نظام البيض في جنوب إفريقيا في الوقت الذي كان العرب وفي مقدمتهم موريتانيا من أكبر مساندي نضال المؤتمر الوطني الافريقي (ANC) وزعيمها نلسون مانديلا.

إن افلام تتناسى أن الفلسطينيين والجزائريين وكل القوميين العرب: عرفات، ناصر، بن بله، بومدين، القذافي وآخرون، كانوا من أثمن حلفاء المؤتمر الوطني الإفريقي، وكل الحركات التحررية الإفريقية فمنديلا اعترافا منه بالجميل، زار الجزائر فور خروجه من السجن وقال قولته المشهورة: "الجيش الجزائري صنع مني رجلا" والسبب وراء هذا هو أن مناضلي المؤتمر الوطني الإفريقي حصلوا على التدريب والدعم اللوجستي والسياسي من بلد "المليون شهيد" في الوقت الذي كانوا محاصرين من طرف القوى الإمبريالية.

يجب القول إن القوميين الفلان ـ التكرور سقطوا في شباكهم. «إنهم تسببوا، نتيجة تعصبهم الإثني المفرط وتضخم الأنا الإثني عندهم، في خلق شرخ وطني واليوم أصبحوا يتحدثون عن تمييز عنصري لا يوجد إلا في أذهانهم.

ـ لحراطين الطامحين إلى فك الارتباط مع وسطهم الطبيعي البيضان، وبناء وسط آخر مكانه، غير عربي ثقافيا لأنهم زنجيي الشكل يريدون تقديم درس جيني إلى الخمس والثلاثين مليون من سكان جمهورية السودان ذوا البشرة السوداء وعرب اقحاح وللفينيقيين، وللمصريين القدماء وللنوبيين وللبربر الذين هم جزء من الأمة العربية وإن كانوا جينيا من غير العرب.

ـ الزنوج الإثنياتيين، أنصار حركة الزنجية التي أنشئت في الثلاثينيات من طرف سينقور وسيزير وهما محفزي «نزعة السود القومية". إن نضال هؤلاء كان مبنيا على رفض سلب الهوية، وهو مفهوم لم يُستوعب كما ينبغي لإن البيضان ليسوا أوروبيين ولكن أفارقة بكل معنى الكلمة. ودعاة الزنجية هؤلاء يعارضون اليوم اندماج الأمة الموريتانية ويعتبروه مستحيلا.

اليوم وبعد نصف قرن من التعايش ما هي العناصر المهمة المكونة للهوية الوطنية الموريتانية التي يُتغنى بها بنغمات متنافرة ومشوشة؟

ماهي الخصائص المشتركة المؤسسة لهوية الشعب الموريتاني؟

سيجيب البعض الإسلام، ولكن هذا الدين نتقاسمه مع مليار ونصف من الأشخاص.

وفي الختام فإن المعتمدين على "لون البشرة" والذين يجعلون من التفكك الوطني هدفا استراتيجيا، هم لا سواهم دعاة الميز العنصري والنمو المنفصل.

موريتانيا: إشكالية التعايش العرقي

جميع الحقوق

 

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122