يستهجن علماء القوافي - كما هو شأن أصحاب التيفلواتن - الإيطاء ويستقبحونه، ولذلك يندر الإيطاء في الشعرين (الفصيح والحساني).
ومن عجيب الموافقات في هذا المجال ما وقفت عليه في قطعة للصحابي الجليل، والشاعر، حسان بن ثابت رضي الله عنه، وهي قطعة تتكون من ثلاثة أبيات بنيت كلها على كلمة " هو "، والقطعة هي:
إذا ما ترعرع فينا الغــــلام
فما إن يقال له من هــــوه
إذا لم يسد قبل شد الإزار
فذلك فينا الذي لا هـــــــــوه
ولي صاحب من بني الشيصبان
فطورا أقول وطورا هوه
وقد كنت وقفت على طلعة متداولة لأحد شعرائنا الحسانيين، مبنية كلها – هي الأخرى – على كلمة " هو " والطلعة هي:
امنين انجيك اليحصـل ل
نلحگ كهل فم اتصل
واله شيبان متـــــــــــول
ويسوله ذمن هــــــو
ويگول اله كهل امـــــــل
فمات هــــــاذ من هو
ويگوم الكلب امشوكل ل
هـو هـو هـو هـــــــو
هو من هو گـــــــــاع ال
هـو وال مـاه هـــــــو
قلت: ربما كان الشاعران معذورين، فمن تأمل مضمون "الطلعة" ربما عذر صاحبها، كما أن صاحب الأبيات قد يكون معذورا هو الآخر، فإن إحدى الروايتين التين ترويان مناسبة الأبيات تحكي أن حسان بن ثابت رضي الله عنه بينما هو يسير في في أحد دهاليز المدينة الضيقة، إذ اعترضته سعلاة (عجوز من الجان) ثم طرحته أرضا وجلست على صدره وقالت أأنت الذي يزعم قومك أنك شاعر؟ والله لا تتخلص مني حتى تقول ثلاثة أبيات، فقال البيت الأول، قالت هاتي الثاني، ثم لما نظمه قالت هات الثالث، ألا ترون أن من هو في موقف مثل هذا ينبغي أن يعذر؟