من المعانى التى لم يسبق لها الشعراء الموريتانيون../ محمدن ولو بوبوه

2021-08-01 10:46:59

أظفر أحيانا بين ثنايا دواوين الشعراء الموريتانيين بمعنى في صورة أوتشبيه لم أطلع على أسبقية غيرهم إليه ، رغم توارد الشعراء العرب القدماء على ذلك الغرض ،ودورانهم حوله ،وأخذهم منه كل نكتة وكل لطيفة حتى يخيل إليك أنهم لم يتركوا فيه شاردة ولا واردة وكنت تتسائل مع عنترة:

هل غادر الشعراء من متردم  // أم هل عرفت الدار بعد توهم؟   . 

مما يدل على أن المعاني لا يمكن حصرها ، وأن اللغة العربية لغة ولود .

من هذه المعاني التي استوقفتني  قول سيدي عبد الله بن أحمد دام الحسني في مدح الشيخ سيديا الكبير من قصيدته المشهورة :

 

ما للمشيب وفعل الفتية الشببه// وللبيب يواصي في الصبا خببه.

والمعنى المقصود هو قوله في سعي الشيخ سيديا في إصلاح ذات البين فيما بين القبائل :

 

وكم ثأى بين ما حيين أصلحه // خرز الصناع لمسني أجرة قربه

أما الرقاع فأعلاق يجود بها// والسير نصح بليغ يبتغي قربه.

 

فأنت ترى تشبيهه لسعي الشيخ لإصلاح الثأى -الفساد- بين الناس بإصلاح المرأة الصناع -الماهرة المدربة- للقربة المثقوبة .

ثم لا يكتفي بأن هذه المرأة ماهرة في عملها حتى يضيف مع ذلك أن صاحب القربة قد أسنى لها الأجرة لتتقن عملها أكثر.

ولأن عمل المرأة في إصلاح القربة لابد فيه من رقاع وسيور فكان لزاما  على الشاعر أن يذكر لنا الرقاع والسيور التي يستعمل الشيخ سيديا ليرقع الثقوب في علاقات الأحياء لإصلاح ما أفسدته الشحناء والنزاعات.

فالرقاع هي الهدايا والعطايا التي يتحفهم بها ،أما السيور فهي توجيهاته ونصائحه الرشيدة.

كل هذا في لغة سهلة غير متكلفة مع الإيجاز غير المخل ومع استعمال الجناس شبه التام عفوا /قربه/ قربه/ والتشبيه البليغ بحذف الأداة -خرز الصناع ..إلخ - .

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122