عن تطور ظاهرة الغش .../ عتيقه باركلل

2021-07-30 12:54:48

عن الغش .

 

حين كنت تلميذة في الإعدادية والثانوية في التسعينات كانت ظاهرة الغش تنمو على مهل فمن  حوادث معزولة تنكرها غالبية التلاميذ المتوسطين والمجدين  ويخجلون منها وتعتبر وصمة عار .

إلى التوسع ثم الإنتشار بداية  في المسابقات حيث  يتم التغاضي عنها من بعض المراقبين ورجال الأمن ثم دعم الأهالي وجدهم في إبتكار الطرق ليتمكن أولادهم من الغش وجاءت المدارس الحرة لتوطد للظاهرة وترسخها نتيجة للعائدات المالية الكبيرة التي تجنيها من ذالك فكان التلاعب بسجلات المترشحين  حتي يجلس الطلاب من الممتازون جنب الفاشلين من نفس المدرسة  ليعطوهم الحلول بسهولة وهكذا يرتفع عدد الناجحين من هذه المدرسة فتكتسب سمعة  تزيد عدد منتسبيها في العام المقبل وتكثر  العائدات المالية الحرام لها   .

يعزز هذا تعاون لوبيات الفساد في الوزارة والتي تسهل لها هذا العمل .

ثم أتت تسريبات المواضيع وأصبح التسجيل في المدارس الحرة نهاية السنة ضمان لمعرفة مواضيع الإمتحان.  

إزدهرت تجارة الغش وأستفاد منها قطاع عريض من أهل المدارس الحرة وعمال الوزاراة والأساتذة الذين يقومون بحل المواضيع لحظة تقسيمها وزاد الأهالي إقتناعا بأهمية هذه الوسيلة لنجاح أبناءهم وبدأت مسامير نعش تدق في جسد التعليم ليواصل الإنهيار كلما تطورت الوسائل خاصة مع ظهور الهواتف والوسائط الإجتماعية. 

إن محاربة هذه الظاهرة يجب أن تتم على عدة مستويات منها  وضع خطط لمحاربته في أقسام  ما قبل الشهادات .

وفي المسابقات  تأمين المراكز بالرقابة الجيدة من طرف المراقبين ورجال الأمن وخطوات هذه السنة تعتبر إيجابية في هذا الموضوع من عقاب التلاميذ والأساتذة والمديرين الضالعين في الغش .

يجب أن يتعدى العقاب إلى من يرسل الرسائل بالحلول للتلاميذ من الأساتذة والأهالي .

تفكيك شبكات الفساد في الوزارة التي تسرب الإمتحانات وتتلاعب بسجلات المترشحين مقابل الرشاوي .

طريق الكفاح طويل ومتشعب.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122