هو شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني الفاضلي المتوفي سنة (1112هـ - 1700م)
هو الشيخ الفاضل بن أبي الفاضل، ويدعى الفالِّ بن بو الفالِّ الحسني.
.
ولد في ثمانينات القرن العاشر الهجري على أرجح الأقوال بمنطقة (لعـگـل)
سافر العلامة شيخ الشيوخ في بداية القرن الحادي عشر إلى المشرق بحثا عن العلم، وسعيا إلى الحج، فأقام بمصر أربع سنوات التقى خلالها شيخ المالكية علي الأجهوري فأخذ عنه مختصر خليل، وعلوم الحديث، كما درس ودارس بعض تلامذته من أمثال عبد الباقي بن يوسف الزرقاني، والشبرخيتي والقرشي.
ثم سافر إلى الحج والتقى بعض علماء المدينة، وأخذ عنهم، كما درس لبعض الوقت في بلاد الحرمين.
ثم سافر إلى الشام والعراق بحثا عن العلم والكتب، ثم عاد إلى مصر وبدأ استنساخ مكتبته الضخمة التي قضى في استنساخها سنوات طويلة، ثم عاد إلى المنتبذ القصي ، بعد أن أخذ علما جما عن شيوخ المالكية بمصر.
وبعد قدومه أسس محظرة طبقت شهرتها الآفاق، وقد تخرج من هذه المحظرة عدد يزيد على الثلاثين من العلماء المؤسسين للمحاظر في مختلف مناطق بلاد شنقيط ولذلك سمي شيخ الشيوخ.
- العلامة القاضي بن إعلي أممه السباعي، الذي لازم شيخ الشيوخ عشرين سنة، وقال: لن أتركك حتى تخرج إلي المكنون من علمك. فلزمه حتى أخذ كل ما عنده، ثم خرج القاضي بن إعلي أممه واستقر في منطقة (آدرار) فنشر العلم بها، وعنه أخذ العلامة أشفغ الخطاط عمر الملقب (آبّيه)، الذي أخذ عنه الشيخ محمد ولد محمد سالم.
- العلامة محمذن ولد أبهم الإديچبي والعلامة أحمد باب الإديچبي، والد وشيخ أهل حبللا ولد القاضي، وأهل الشيخ القاضى ،جد مؤسس الكحلاء والصفراء.
- العلامة القاضي أشفغ موسى اليعقوبي، مؤسس محظرة أهل أشفغ موسى ذائعة الصيت
- العلامة محنض بن أحمد بن وديعة الله الحسني، وهو مشهور بالنجابة والحفظ، وقد أسس محظرة كبيرة.
-العلامة مسكة بن بارك الله الباركي
- العلامة حبيب الله بن غالي الديماني
وتعود لشيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل أغلب أسانيد رواية خليل بن إسحاق المالكي في بلاد شنقيط، وسلسلة إجازات كتب الحديث الستة التي غالبا ما تنتهي بشيخ الشيوخ الذي أخذ هذه المتون بمصر عن شيخه علي الأجهوري الذي يروي أكثر مروياته العلمية عن البرهان العلقمي عن جلال الدين السيوطي عن زكريا الأنصاري عن الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني بثبت ابن حجر المشهور في كل الكتب.
حدّث الشيخ محمد الحسن ولد الددو، قال: حدثني جدي محمد عالي بن عبد الودود، عن يحظيه بن عبد الودود، عن محمد بن محمد سالم المجلسي، عن حامد بن عمر، عن الفقيه الخطاط، عن القاضي بن علي ممُّ السباعي، عن شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، عن علي الأجهوري، عن البرهان العلقمي، عن جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، عن زكريا الأنصاري، عن الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، عن إبراهيم التنوخي، عن أحمد بن أبي طالب الحجار، عن الحسين بن المبارك، عن عبد الأول بن عيسى السجْزي، عن عبد الرحمن بن محمد الداودي، عن عبد الله بن أحمد السرخسي، عن محمد بن يوسف بن مطر الفِرَبري، عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي....ثم بسند كل حديث عن البخاري للنبي صلى الله عليه وسلم.
ويحدث خلط لدى الكثير من الناس بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، والعلامة الحاج أحمد بن الفاضل بن أبي أجود اليوسفي الحسني المتوفى سنة (1250هـ 1834م) وهما مختلفان مكانا وزمانا وليسا من فخذ واحد من الحسنيين.
أدى الحاج أحمد بن الفاضل بن أبي أجود اليوسفي الحسني، مناسك الحج وجال في المشرق العربي مربيا ومعلما، وتزوج بامرأة مصرية أنجبت له ابنه سيد محمد المتوفى سنة (1280هـ 1864م) ثم عاد إلى البلاد بأكثر من ثلاثمائة كتاب نفيس، والتحق به ابنه مصطحبا معه كتبا كثيرة.
وقد أشاد محمد محمود بن أحمذي بجهوده العلمية منوها على وجه الخصوص بإسهامه في إثراء المكتبة فقال:
من جَدُّهم حاول العلياء مرتقيا :: حتى إذا حج بيت الله جل علا
أهدى لنا العلم محمولا خزائنه :: والعلم أفضل محمول لنا حملا
كما يحدث خلط لدى الكثير من الناس بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، والعلامة الحاج عبد الله بن أبي المختار محمد بن أحمد بن عيسى الحسني المختاري (ت ق11هـ).
وهما مختلفان مكانا وزمانا نسبيا، وليسا من فخذ واحد من الحسنيين.
حج الحاج عبد الله الحسني سنة(1076هـ - 1666م) وأحضر معه شهادات من علماء مكة والمدينة وغيرهم وجلب معه أول نسخة من إضاءة الدجنة في اعتقاد أهل السنة لأحمد المقري، أخذها عن أبي مهدي مفتي الحرمين الشريفين آنذاك.
وقد أهدى نسخة منها لصديقه العلامة الطالب محمد بن المختار ولد بلعمش العلوي وطلب الحاج عبد الله من ولد بلعمش وضع شرح عليها، يقول الحاج ابن عبدالله الحسني:
أسيدنا إن عاق عما أريده :: وأنويه من تجديد عهدك عائق
وحالت صروف الدهر دو ن إرادتي :: فإن اعتقادي في المحبة صادق
بنا ضعف ما تشكو من الحب دائما :: وإن حال عن وصل صروف طوارق
عسى طول هذا البعد يعقب راحة :: من الوصل أوتفني لدينا العوائق
وضع ابن بلعمش شرحا على الإضاءة قال عنه صاحب الوسيط: ولابن الأعمش أعني العلوي، مميزا له عن الجكني صاحب تيندوف شرح نفيس على إضاءة الدجنة وكل شراحها المتأخرين إذا قالوا: قال الشارح فمرادهم إنما هو الطالب محمد المذكور.
وكان العلامة الحاج عبد الله بن أبي المختار، قاضيا للأمير هدي ولد أحمد من دمان، واختلف مع الإمام ناصر الدين وأفتى بعدم شرعية حرب "شرببه".
وتذكر المصادر التاريخية أن الحاج عبد الله بن أبي المختار أدخل إلى البلاد أكثر من أربعمائة كتاب.
ويحدث خلط لدى الكثير من الناس بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، والفتى العالم أحمد بن يوسف الشقروي، الذي يرثيه العلامة سيدي عبدالله ابن رازگه بقصيدته:
هو الأجل الموقوت لا يتخلّفُ :: وليس يرد الفائتَ المتأسفُّ
مضت غير مأسوف على زَرَجُونها :: ولكن على مثل ابن يوسف يؤسف
وابن يوسف متأخر زمانا عن شيخ الشيوخ ، وهو أحمد بن يوسف، من أعيان الشقرويين ، ويعرف بأبي العشرينات ، عاش عشرين سنة وحلق عشرين لمة وألف عشرين كتابا ونسخ عشرين مصحفا ورويت له عشرون قصيدة، وكما قال عنه ابن رازگه:
وتسمع عنه بالعجيب وما ترى :: بأحسن مما كان يروى وأظرفُ
تهم قلوب الحاسدين بغمصه :: فتسبقهم أفواههم فتشرِّفُ
بصيرٌ بحل المشكلات كأنما :: يكاشف عن أسرارها ثم يكشفُ
حكيمٌ تلاشى فيه سَحبان وائلٍ :: وقس وأفعى الجرهمي وقِلطفُ
ورسْطا وقسْطا وابن سينا وهُرْمِسٌ :: وإقليدس ذو الجوسقين وأسقف
غمامٌ بماءِ المزن ينهل مزنه :: وبحر بأصداف المكارم يقذفُ
تملك أطراف القضاء وفقهه :: وما هو إلا مالك أو مطرفُ
تخاطبنا كبرى ابن يوسف عنده :: دعوا كثرة الآراءِ هذا المصنفُ
درى في اللغَى والنحو ما شاَء في الصبّا :: فشبَّ على تحقيقه يتفلسَفُ
يجوّدُ آيات الكتاب فصدرُه :: لِمَجْموع ذي النورين عثمانَ مصحفُ
عواطل آذان من العلم لم يكن :: يقرّطها تدريسه ويشنفُ
يفسرُه تفسير حبر موفق :: يسنى له فيض العلوم فيغرفُ
نضت جودها في كفّهِ كفُّ حاتم :: وزرَّ عليه جبة الحلم أحنفُ
أشَمُّ المعالي همه وهو همها :: ويشغف فيها مثل ما فيه تشغفُ
قَصرن عليه الطَّرف وهو كأنما :: برؤيا سواها كان يقذى ويطرفُ
ويحدث خلط لدى الكثير من الناس بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، وشاعر الأنبياء المختار بن عبد الله بن المحمود بن محمذ بن أبي المختار، لكنهما مختلفان مكانا وزمانا وليسا من فخذ واحد من الحسنيين.
فشاعر الأنبياء هو المختار بن عبد الله بن المحمود بن محمذ بن أبي المختار، وهو شاعر مجيد مقتدر امتاز شعره بقبول منقطع النظير كان سببا في شهرته وانتشار ذكره، له أشعار كثيرة في مختلف أغراض الشعر ولكنها ضاعت مع الزمن بسبب عدم التدوين.
ومع شهرة المختار الشعرية التي طغت على جوانب متميزة من حياته فقد كان المختار عالما جليلا دينا صالحا ذا كرامات ظاهرة، وكان شجاعا مقداما له بطولات مشهورة وحكايات عجيبة ومن شعره:
حي المعاهد حول العائديات :: أغرى الزمان بها أيدي البليات
آيات موسى هواه حين تبعثه :: تسع كآياته التسع الجليات
ومثلما يحدث خلط بين شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل وشاعر الأنبياء المختار بن عبد الله بن المحمود، يحدث كذلك خلط بين شاعر الأنبياء المختار والشاعر أحمد بن عبد الله بن أبي الفاضل الحسني الملقب بالشويعر الحسني 1795 - 1873 م، وهما مختلفان.
كما تظن الناس أن شاعر الأنبياء المختار، هو محمدن بن بو المختار الحسني الملقب بالذيب الكبير، إلا أنهما مختلفان وإن كانا كلاهما من بني أبي المختار.
أما موقع "البابطين" فكان مثل تَومَا الحكيم لفرط اختلاط الأمر عليه فكتب جامعا ثلاثة في واحد:
أحمد بن عبدالله بن الفاضل، وشهرته شيخ الشيوخ بن أبي الفاضل الحسني وشهرته الشويعر الحسني!
لذا وجب التنويه والتنبيه.