نظرة على اللهجة الحسانية (13)

2014-07-31 02:47:00

مواطن ائتلاف من أوجه الاتفاق بين الأدبين:
1- في الشعر الفصيح تُغَيَّرُ العروض في التصريع للإلحاق بالضرب –زيادة أو نقصا- ونفس الحكم يجري على "حمر الطلعة" حيث تجري "التافلويت" الثانية على منوال الأولى والثالثة؛ خصوصا في "البحور" المركبة كـ"اسغير" على سبيل المثال.

.


2-5. يتفق الأدب الحساني (ضمنيا) مع الشعر الفصيح في اعتبار حد القافية من الحركة قبل الساكن قبل الأخير (هل فهم أحد شيئا؟! هههههه) كالميم الأولى في "محملي" فكما لو حدث تغير اعتبارا منها في الشعر لعد سنادا فكذلك لو حدث تغير في الأدب الحساني لعد "زَيّْ" أيضا؛ باستثناء ما تقدم قبل سطور.
ومن هنا فباقي أحكام القافية هي هي؛ قد يختلف الاسم لكن الحكم يظل متفقا. فكما يجب في الشعر الفصيح التزام الهاء اللاحقة (هاء الوصل) دون اعتبارها رويا (جمالها، احتمالها) يجب التزامها في الأدب الحساني كذلك دون اعتبارها رويا، ومن ذلك قول الكفيه بن بوسيف:
مَذَ مِنْ حَدْ اشْتَاگْـــهَ ** وِاجْمَعْهَ بَعْدْ افْرَاگْـهَ
مِلْكْ اذْهَبْهَ وِانْيَاگْــهَ ** تِيمِرْكَاتِنْ وِاشْوَايِـلْ
وِامْشَ عَنْهَ مَا ظَاگْـهَ **وَانَ ذَاكْ الِّ گَايِـلْ..
فالروي (الأول) هنا هو الكاف المعقودة لا الهاء التي يجب التزامها دون أن تكون رويا. وهكذا باقي أقسام السناد الستة (إلا ما استثنينا من قبل) فهي موجودة بنسب متفاوتة؛ فهناك سناد التأسيس (اسلمي، العالم) فالألف التي تشكل فرقا بين الكلمتين هي نفسها الفرق بين "راجيين، امرجعين" في قول أديب شعبي:

نِحْنَ عَنْدْ اللَّ رَاجْيِـينْ ** انْجُ لَطَارْ امْرَجْعـِيـنْ

وِانْصَلُّ فِيهْ امْطَوْلِيـنْ ** ابْعِيدْ امْنْ إيدَمَاتِـــنْ

وِافْكَنَوَالْ امْطَلْعِيـــنْ ** لِلْحُمـْرْ اُتِيـــجُبَّاتِنْ.


ويوجد سناد الحذو، وهو اختلاف حركة ما قبل الردف (عَيْن ، عِين) فالفتحة التي تمثل الفرق بين الكلمتين هي نفسها الفرق بين "لعرَيْبِ، اعطِيب" في قول أديب شعبي:
اعْطِيبِ كَانْ ألاَّ مِنــزَادْ ** مِن سَابِگْ گَوْلِتْ لِعْـرَيْبِ


وِامْنَيْنْ اظْرَيْكْ اتْگُولِ زَادْ ** لِعْرَيْبِ يِنْزَادْ اعْطِــيبِ!


6- يتفق الأدبان في اعتبار الإيطاء عيبا، ويتفقان في أنه اتفاق المعنى، واللفظ معا.
7- يتفقان في استحسان الجناس؛ والتفريق بينه وبين الإيطاء.
8- يتفقان في استحسان لزوم ما لا يلزم (يسمى "اللزوم" في الحسانية) والاتفاقات كثيرة جدا..
(من كتاب "الحسانية ألسنيا وأدبيا" للعبد الفقير)

 

نقلا عن صفحة الأستاذ الباحث محمد سالم بن جدو على الفيس

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122