نظم بيت الشعر - نواكشوط مساء اليوم الخميس أمسية شعرية أحياها الشاعران: محمد الأمجد محمد المامي رئيس مصلحة الدراسات باللجنة الوطنية للمسابقات، وإدوم ولد بولمساك المستشار بالخلية الإعلامية التابعة لوزارة التهذيب الوطني،
.وهي الأمسية التي تم نقلهما مباشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ليتابعها الجمهور عن بعد، نظرا للإجراءات الجديدة التي اتخذتها السلطات الموريتانية للحد من التجمعات الجماهيرية لمواجهة الموجة الثانية من وباء "كوفيد 19" التي تجتاح البلاد حاليا.
وقال الشاعر والمنسق الثقافي لبيت شعر نواكشوط محمد ولد إدوم إن بيت الشعر، بإطلاق أماسيه الشعرية الافتراضية، يشارك المبدعين والمثقفين في تحدي هذه الجائحة ونشر الإبداع والتعريف بالمبدعين.
وبدأت الأمسية مع الشاعر محمد الأمجد محمد المامي، الذي أنشد قصائد من ديوانه، بدأت بقصيدته "عندمَا يتَّسق القمَر"، التي يقول في مطلعها:
ألِف الوفاءَ لعاشِقيهْ
ما غابَ إلَّا كي يعودَ ويظهرَا..
لُطفًا بمن عَشقوا الجَمال ومن بِه يستأنِسونْ
الشارِبونَ الهَيمَ والأشواقَ أوهامًا ومن لاَ يرتَوونْ
الآكِلون الحُزنَ والأيَّام أمثِلةً ومن لاَ يشبَعونْ
الساكِنون الرملَ عسجَد عِزِّهم لنَوالهم يَتلهَّفونْ
فضِياؤكَ المُنبثُّ فيهم أزهَرا
لا سرَّ يُغشي الناسَ والصَحرا إذا مَا الليلُ كفَّ وأقمَرا
يا ذا المَنازلِ سابحًا مثلِي لدى فلكِ الزمانْ
كم سرتَ في فلكِ الزمانْ؟
وإذا الليالي أُغطِشت
تأتِي كإخراجِ الضُّحى
كالصبحِ عرَّى كعبةَ الأفقِ المقوسِ أو نحَا
والمُستهامُ يراكَ بشرًا لوَّحا
يمحُو الهمومَ وبعدُ
يمحُو ما مَحا...!
كما أنشد قصيدته "انجِذاباتُ ظلالٍ من الغمامِ المسافِر"، التي يقول مطلعها:
يا أيها الماضون عنا إننا
أنى رحلتم سوف نبعث عامرا
سبل السلام إذا العيون ربت، أبت
تلك العيون سوى العيون مناظرا
فاستعصمت حين استوت إذ أنبتت
تلك المروج من الجمال نواضرا
وازينت عنمت وبانت أقحوا
ني الأريج ولؤلؤا وجواهرا
وتفتقت بكر الورود وماؤها
لفظا يراقص بالخيال خواطرا
سهرا نعتق خمرنا بعيوننا
ولقد رضيت بأن أكون الساهرا
إلى أن يقول:
كل التعاويذ التي لاحت رقت
من سحرها قلبا يفيض خمائرا
والسامرون معي سكارى نومهم
وأنا بنبض الحب أسكر سامرا.
بعد ذلك صعد منصبة البث الشاعر إدوم ولد بولمساك، والذي ألقى ثلاث قصائد من ديوانه، بدأها بقصيدة "ما بين عينيك"، التي يقول في مطلعها:
ما بينَ عينيكِ هذا القلبُ ينطلِقُ
والحبُّ يكبرُ والآلامُ تحترِقُ
ما بينَ عينيكِ أفكارِي تُحاصرني
فأي سورٍ من الأسوارِ أخترِقُ
وأيُّ بحرٍ سوى عينيكِ تُغرقنِي
أمواجُه فيهمَا يا حبّذا الغرقُ
يا ليتني لعمرَ ثاو فيهما لأرَى
عمرًا من الذنبِ والأوزارِ ينعتِقُ
لا تَتركِيني وحيدًا أنتِ حاضنتِي
إن غابَ عنِّي ولم يرجعْ لي الشفقُ
إلى أن يقول:
فقد تَعلمتُ من عَينيكِ أسئلةً
سطرتها في كتابٍ ما لهُ ورقُ
ما أجمل النومَ في عينيكِ كل كرًى
سواهُ في هذه الدنيا هو الأرقُ.
ويختمها بقوله:
أفضى الجمالُ بأسرارٍ مقدسة
للعاشقينَ فذاب الحزنُ والقلقُ
ما بينَ عينيكِ ألحانُ الطيور على
شبابة الفجرِ لما سلفرَ الغسقُ
والروحُ بينهما في رحلةٍ فمتَى
ترسو السفينةُ سدت دونها الطُرقُ!
كما أنشد قصيدته "حديثُ الهوى"، التي يقول فيها:
حديثُ الهوى بينَ عينيكِ لِي
يُحلق بي في سماء الحياة
إلى حيثُ ورد وزهرٌ
وحيث يكون اللقاء
وينشرحُ الصدر بعد انطواء
وينطق صخرٌ كلاما فصيحًا
وأشعرُ أني أنا.
واختتم إدوم بولمساك قراءته الشعرية بإنشاد قصيدته "وطن الرجال"، التي يقول مطلعها:
وطنِي لك الحبُّ الذي لا يوصفُ == من عاشقٍ في الحب لا يَتكلفُ