من ذكريات الثقافي المغربي أيام القادري

2020-05-15 08:38:00

ذات مساء من أماسي العام 2016م كنت في جمع من أبرز أساتذة الأدب والنقد في غرفة انتظار خاصة في المركز الثقافي المغربي بانواكشوط، قبيل إقامة ندوة هناك، فقدم لنا مدير المركز في حينه د. محمد القادري بنفسه قطعا من الحلوى عناية منه خاصة بنا، وعندما انحنى أمامي عارضا قطع  الحلوى رفضت بعفوية ساذجة أخذ قطعة منها فتجاوزني إلى من يليني من الجلساء الذين أخذ كل منهم، بطبيعة الحال، قطعة شاكرا سيادة المدير الذي كان في الحقيقة محل احترامنا ومحبتنا جميعا بدماثة خلقة وأدائه المتميز في إحياء وإثراء الساحة الثقافية والأدبية في بلدنا. 

.
شعرت بإحراج شديد من  فعلتي، وأخذ شعوري يتزايد بأن من صغائر الأمور ما قد يكبر في النفس على نحو ما وقد يؤرقها بعبء من العتب والتأنيب، ولم يخفف علي من ذلك الشعور الثقيل إلا أبيات أنشدتها في وداعه عند انتهاء فترة انتدابه في موريتانيا:
 
*إذا ما اعترى شــنقيطَ منك فراقُــــها---  فمـــــــا شأنها إلا إليك اشــــتياقُها* 
 
إلى من لها أحــــيَى الوصال مقامُــــه --- وأحيى التي بالعلم عـــــــزّ رفاقُها* 
 
أيا قـــــــادِري النصح دُمْــــت مكرّمًا --- حِســانُ الثنا يُلقى إلـــــــيك سِباقُها*
 
ستبقى على ذكر العهـــــود محافــــلٌ --  هُـــــــنا بابتعادٍ منك ضاق نطاقُها*
               
فهــــــــــل لا إلى تلك المحـــافل أوْبَةٌ--     إلى منتدى شنقيطَ يوْمًا مساقُها ؟؟!!

          الأستاذ الأديب: محفوظ ولد الفتى

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122