الرائد - خاص - الكانون (ويؤنث بالكانونة): هو الموقد، لذلك يدعون آلة إيقاد وتسخين الجمر عند الحداد بـ"الكانون".
.
وبما أن الكانون الموجود في بعض الشعر اللهجي الحساني يتعلق بالبنادق وإطلاق النار، فقد يربطه البعض بكانون الحداد. إلا أن الأمر ليس كذلك لأن كانون الحداد كان ينفخ على النار بجلود، كالقِرَب الصغيرة، مصنوعة لذلك الغرض، ولم يصبح ماكنة صغيرة إلا مؤخرا، أما "الكانون" الموجود في مدح أمراء وأكابر بني حسان فهو مشتق من الكلمة الفرنسية Canon وتعني المدفع الثقيل.
هذا المدفع الثقيل رآه البيظان في سفن القراصنة الغربيين على سواحل الأطلسي منذ قرون، وتعودوا عليه لدى المستعمرين الفرنسيين في مدينة اندر، وشيئا فشيئا بدأوا يتعرفون عليه ويدخلونه في لغتهم اليومية خاصة عندما يتعلق الأمر بالمدح. يقول أحدهم في مدح عثمان ولد إبراهيم اخليل ولد بوبكر سيره ولد محمد انصيف ولد ابراهيم التونسي (إمارة الترارزه):
عثمان ارجيلْ امنَيْنْ= ينسَلُّ لكْوانينْ
تسمع فالكبْليّينْ:=آنَ عثمان اكرانْ
ءُ تنظرْ فالتليّينْ= راهُ عثمان إبانْ
واتغرّشْ عن ثلثينْ= امْنْ الغزي عثمانْ
عثمان الرجْلَه فيهْ= هي والكرْمْ اكْرَانْ
إبادلهم فيْديه= بيه اتمعليم الشانْ
"لكوانين" كما نرى في الطلعه: جمع "كانون". و"ينسلُّ لكوانين" أي يبدأ المقاتلون في إخراج مدافعهم إيذانا بالحرب. و"الكانون" هنا للمبالغة في قوة بندقية أو مدفع عثمان. ولا يعني ذلك أنه مدفع ثقيل بقدر ما هو تشبيه لمدفعه بالمدفع الثقيل.
يقول أيضا أحدهم في مدح الأمير هنون ولد بوسيف ولد أحمد ولد هنون لعبيدي (إمارة أولاد امبارك):
آنَ شفتُ يحظيهْ= انهارْ الغلظ اعليهْ
الصيدَحْ تردَحْ بيهْ= دافعها فَمَــــقًُونْ
إليْنْ إشَرّعْ فيهْ:= كلْ اذراعْ افْكَانونْ
التافلويت الأخيرة (كلْ اذراعْ افْكَانونْ) تعني أنه يقاتل وهو يضع في كل يد مدفعا، ما يعني أنه من القوة بحيث يمكنه أن يقاتل بمدفعين قويين (كانونيْن).
وبالتالي فإن "الكانون" كلمة دخيلة على الحسانية اشتقها المداحون من Le Canon وهو المدفع الثقيل ومدفع الهاون وما شابههما.