بسم الله الرحمن لرحيم
.ربِّ قِنا بـــحصنك الحصين -- مما به يقذِفُ سور الصينِ
فإنه أَلقى البــرايا في ســـَقَرْ -- كوفيدُها عليه تسعة عــشرْ
والرُّوم قبلَ بدْءِ الامر كانوا عنه بمعزل والامـــــركان
وحين جاس منهم في حَرَم -- لم يُبْقِ منهم نافخاً في ضَرَمِ
فزلزلَ الطليانُ والإفـــرنْجُ --- من فتكه وبطشــــه لم ينجو
والرُّوس فيهم مكث الفيروسُ -- يحصدهم حصدا فخار الروس
وكان ما لم يكُ في الحُسبان -- للبريــــــطاني وللإسبــــــاني
إذ قد رأوا حمايةَ القطــــيع -- في ترك هذا المارد الفظــيع
يقتل منهم كلَّ من أَســــنَّا-- أو كان فيه مــــــــــرضٌ أَبنَّا
فنارهُ التي لـــــهم تُشَبُّ بها أُوربا في غـــــــــــد تَشِبُّ
إذْ سوف يقتل الوبا فترضى-- قادتُهم شيوخَهم والمـرضى
وفي ممات من أُحيل للمعاشْ-- تجدّ دٌ للاقتصـــاد وانتعاشْ
وانتهجوا لذلكم مُقاربَهْ-- فيها بأَعمار الورى مُضـــــاربه
لكنَّ كوفيدَ بدا صعبَ المراس-- لَمْ يَقِهم منهُ احترافٌ واحتراس
فقتل الشباب منهم ضــاربا --حدسَهم وقتــــــــل الشَّــهارِبا
وفيهم بطش في شــهريْنِ-- أَكثرَ مــــــــن بطشـــهم قرنَيْنِ
بكل مسلم غدا من نِــقمِ ---بطشهم نــــــــزيلَ دار الأَرقــم
وأَصبحوا لحماً له على وَضَمْ فما نجا مسْيَ وما نجت مَضَمْ
ونالهم ما نال أَضعفَ الدولْ من صولة الفيروس والدنيا دولْ
فدخلوا من المخوف نَفقا--- ونفقُوا وسوقُهم ما نفقا
وخان من كان به وُثوقهمْ وانفجرت من ضعفهم بُثوقُهمْ
فعجز الغالبُ والمغلوبُ وضــــعف الطالب والمطلوبُ
ولم يُفِدهمْ فيه تكــــنلوجي ولا نِطاسِيٌّ ولا بيْلـــــــــوجي
واحتجبوا وظاهروا الأَثوابا وغلَّقوا عليـــــــــــهم الأَبوابا
ووجدوا الأمانَ في الجوامع لا في الكنائس ولا الصوامع
وحَجَرُوا وقبلـــــــهم بدهر نبيُّنا أَمـــــــــــــــــرنا بالحجر
وقال في حديثه الذي يَصِحْ-- لا يُورِدَنَّ مُمْرضٌ على مُصِحْ
وعَمْرو في طاعون عَمْواسَ أَمرْ-- أنْ يتفرق الــورى شذرْ مذرْ
فأصحرَ البعضُ وأمَّ الجبلا بعضٌ إلى أن رفع اللهُ البـــــــــــلا
فليفتح الغرب لِسلمٍ بابا من بعد ما قد حــــــَـــقِر الأسبابا
ولْيَرْفَعنْ عن أُمة التوحيد-- سياطَه بــــــــــــــــعد أَذى كوفيدِ
فنَبْعُهُ قد كسرتهُ بالْغَرَبْ-- فَتْكَتُهُ بالمسلمــين والعربْ
فليته يعتبر اعــــــــــتبارا -- ويحسب الذي جرى اخــــــــــتبارا
وليتَ حقده يُرى مفارِقَهْ وليته يحترم الأفارقَــــــــــــــــهْ
فإنه من شدة الوقـــــاحهْ يُجَرِّبُ اليومَ بــــــــــــــهم لِقاحهْ
ولا يراهم غيرَ حَقْلٍ للتجا رِبِ لما من مَـــــــــصْلِه ِقد أنْتَجا
ولم تعد من الوبا مرمى حجرْ-- أُمةُ الإسلام وفيها مَنْ حَجَرْ
فلْتَصْرِفَنْ عنَّا الذي أَوهانا --- مما به قد قذفت كوهانا
واكْشف إله العرش هذي الغُمَّهْ -- عَنْ أُمة التوحيد خير أُمَّهْ
وَلْتَصْرِفَنْ هذا الوباءَ النازِ-- لا فإنَّه ألزمنا المنازلا
واختارَ كُلٌّ خشيةَ المهالكْ-- غيرَ الذي يختارُه ابنُ مالكْ
وصار في المجلس كل اثنينِ -- بينهما مسافة المترينِ
والمسلمون هجروا المساجدا -- فلا ترى بين السواري ساجدا
وأصبحت قلوبهم مُعَلَّقَهْ-- بمسجد أبوابُه مُغَلَّقَهْ
وفتح المصحفَ من لم يفتحِ -- منْ قبلُ والتحى الذي لم يلتحِ
وكلُّ خالٍ قد بدا مُغْتَمَّا --- واختمرت هندُ وزيدُ اعْتَمَّا
واقتنت الحجابَ كُلُّ سافِرهْ -- وجلست في بيتها المُسافِرهْ
وبلغت قلوبُنا الحناجرا -- وملأت دموعُنا المحاجرا
ومستوانا المعنوي انخفضا -- وضاق من خوف بنا رحبُ الفضا
فإن جَزِعتَ لم تجد مُثبتا -- وإن عطست لم تجد مُشَمِّتا
وفَرَّ مَن فَرَّ وغطَّى مِنْخَرَهْ -- كأنَّما هُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفَرَهْ
لأنَّ ذا الفيروسَ غيرُ مَرْئي -- وبطشُه مُحَقَّقٌ بالمرءِ
ومن تَلَبَّس بِه أوْهَنَهُ -- وإنْ يُلاقِ أَحداً كَوْرَنَهُ
لذا عليه منعوا مَدَّ اليدِ -- وحيثما صافح باليدِ يدي
فكن لنا من الوباء جُنَّهْ --- فما لنا سواك أَهلَ السُّنَّهْ
ومن غدا يلزم منا منزلَهْ-- لا بأس إنْ كانْ من المعتزِلَهْ
ولا يكنْ للسوق والمدارج--- ومُلتقى الناس من الخوارج
وللوقاية من الأوبئةِ --- فلا يكونَنَّ من المرجئةِ
والله يعطي الإذن للوباء-- بالانصراف وبالاختفاء
ويذهب الأحزان والأتراحا -- وينشُر السرور والأفراحا
ويجعل الأيام كلا عيدا -- فلا نرى من بعد ذا كوفيدى
هل هو إلا من جنود الله---- يرسله لزجر كل لاه
والحمد لله على ما أَولى-- إنَّ له لَقُوةً وحولا
وللأطباء احترام فالدَّا -- يراهم أعداءَه الألِدَّا
فكلهم مستبسلٌ لا يرضى-- بغيرإنقاذ حياة المرضى
وللوزير الشكر والتقديرُ-- نذيرُ فهْو بالثَّنا جدير
وللرئيس والحكومة الثَّنا -- منا، وللإله نشكو بَثَّنا
نرجوه لطفا بالبلاد والعبادْ--- ولا نُبادُ في مَن الوَبا أبادْ
كم ربِّ سؤْلٍ سؤلَهُ أنالهُ --- والأمرُ؛ كلُّ الأمر لا لنا لَهُ
صلى على من أرشد القرونا-- الاولى لحجر سابقا كورونا