الإطار والأطر

2018-12-25 06:18:00

أطَرَه عطفه ولواه (فِعْله كضرب وفسد) وفي الحديث «ولتأطرنه على الحق أطرا» والأطر (بسكون الطاء) ضد الاستقامة. قال المتنبي:
ولربما أطَر القناة بفارس ** وثنى فقومها بآخر منهمُ.

.


والإطار (كحذاء) اسم الآلة منه. وشاع إطلاقه على حلاقات مطاطية مفرغة لا وجه لها ولا قفا، ملئت بالهواء فظنت ريحها شحما، مكانها أسفل قاع السيارة تدور بها إلى حيث شاء ربها. قيل: اختير لها السواد ليناسب ما تلاقيه من خشونة وقذر (إن البياض قليل الحمل بالدنس) أو اكتسبت لونها من الطرق التي تدور عليها، أو من سرائرها. ولابن الرومي:
وقلَّ مَن ضُمِّنَت خيرا سريرته ** إلا وفي وجهه للخير عنوان.
وقيل: سودها ماضيها أو حاضرها أو مستقبلها أو كل ذلك. (وكل قول فله دليل).
وجمع الإطار على إطارات شأن غير العاقل، وعلى أُطُر (بضمتين) ككُتُبٍ، وقد لا يدعو لرشد ولا يفعله؛ خلافا للكتاب الذي يأمر بالماء ولا يمسه.
والإطار أيضا المحيط؛ فكل ما أحاط بالشيء فهو إطاره، وفسر به تسمية من يتسابقون إلى السلطان ويحيطون به بالأطر، كأن الشاعر يعنيهم بقوله: 
يعظمون أخا الدنيا فإن وثبت ** يوما عليه بما لا يشتهى وثبوا.
واختلف في وجه الإضافة في قولهم: "أطر الترارزه" مع الاتفاق على أنه ليس محضا ولا بيانيا، ويستحسن أنها ضدية كالإضافة بين الداء والدواء والمصباح والظلام، أو باعتبار المنطلق كريح الجنوب (مع مراعاة الفرق) ألا ترى أنها نسبت إلى منطلقها وإن جرت إلى عكسه.. وقيل: لا مشاحة؛ فالإضافة تكون لأدنى سبب.
والله أعلم.

 

نقلا عن صفحة الأستاذ الأديب محمدًُ سالم ولد جدًُ على الفيس بوك

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122