عبر التاريخ الموريتاني كله وعلى مدى قرون عدة مارست شريحة لمعلمين علي شريحة أخرى من شرائح هذ المجتمع تفُوقُها عددا وعدة أنواعا قاسية ومختلفة من الحيف والجور والإعتداء ،
.وهكذ ظلت شريحة لمعليمن منذو أن وُجدت في هذ البلاد في القرن الثالث عشر الهجري تقريبا تمارس الظلم والقهر ضد شريحة لحراطين أو العبيد – تماما كما تفعل بقية شرائح المجتمع الأخرى من العرب والزوايا- فظل لمعلمين ينظرون إلى العبيد كما لو كانوا سلعة تباع وتشترى ، كما عملوا على حرمانهم من التعلم أو التملك أو أي حق من الحقوق التي كفلها الإسلام للبشر جمعاء ... هذ على المستوى الخارجي أما على المستوى الداخلي فقد أبدعت شريحة لمعلين – كغيرها مرة أخرى من فئات المجتمع – في التطاول في صنوف الطبقية الداخلية فكانت أُسَرُ لمعلمين الأرستقراطية ( سواءا بسبب مال أو علم أو جاه ) تترفع وتتكبر على بقية لمعلمين الآخرين ، فلم يكُ لأيٌ أمعلم من أسر لمعلمين الفقيرة أو الضعيفة أن تسول له نفسه ولو في المنام أن يحظى بشرف طلب يد إبنة إحدى أسر لمعلمين الكبيرة مثلا ..... وواصل لمعلمين تأففهم وتعاليهم وأضطهادهم لبقية فئات المجتمع الأخرى من غير الزوايا والعرب بالطبع ....
وفي وجه الصحفة الآخر .. .الجانب المضيئ ... كانت أسرُ لمعلمين الغنية والمنفقة معروفة كما خرٌجت المحظرة الموريتانية علماء أجلاء وحفاظا نجباء من طبقة لمعلمين تتزاحم أسماءهم في صفحات المجد التي خلدها التاريخ الموريتاني .... وما العلامة الطالب ولد حنكوش و كواد ولد أحمد بناه واشريف ولد اعلم بطالب وأحمد ولد الداه ولد بتيش والحافظ محمد ولد بيب والعلامة الشيخ مختار ول محمد امحيمدات صاحب كتاب التارج الأغر في شرح نظم نضار المختصر إلا أمثلة قليلة تتسق مع مساحة التدوينات وهامش وقت قرائها ... أما شعراء و"أمغنين" ومثقفي وفتيان لمعلين فالأمر أكثر من أن يعد أو يحصى وحسبك أن تذكر أبناء منينه في الترارزه أو أهل لبيظ في آدرار أو الشيخ ول المداح وصحبه في الحوظ أو آل المصيدف في تكانت أما فتى دهره صديق ولد مكي محمد ول بوبه فهو رمز من رموز البلد خرج من طوق الشريحة حتى لا يكاد يعرف إنتماءه غير قلة قليلة من المهتمين بالشأن ومامثَلُه في العصر الحاضرإلا كمثل د. محمد ولد عبدي رائد شعر ما بعد الحداثة وأيقونة النقد الثقافي المعاصررحمة الله عليه، ولك أن تذكر إن شئت الأديبين الكبيرين سالمو ول إعيدو وبوكي ولد عليه ، ،أما الشٌم الشٌهمُ الأشاوس معدن الفتوة والعلم والشعر بشقيه الفصيح والشعبي آل جريفين الكرام فحديث الركبان عنهم سار وجار مادام ثمة متذوق للشعر أو حاك ل "لغن".... وكان محمد الأمين ول بتيش رحمة الله عليه يحفظ القاموس المحيط – كما يقال – وله أراجيز معروفة محفوظة في الفقه وعلومه .....
بيد أن هذ الواقع المستعلي في جانبه الأول والمضيئ في جانبه الثاني لم يحول دون أن يتعرض لمعلين لما تعرضت له كل فئات هذ المجمتع الحاكمة من ظلم وإتهامات من طرف الفئات الأخرى ...
لقد عدد أحد قادة ومؤسسي حراك لمعلمين مظاهر الدونية التي يعتقد لمعلمين أن المجتمع ينظر إليهم بها فقال بالحرف الواحد : " ... فعندما يقال هذا أمعلم يعني أنه منافق وكذاب، ومتسرع ، وجبان" ... والحقيقة أنه لا يوجد ما يدعوني للتشكيك في هذه العبارات وهذه الأحكام القاسية فالرجل إبن الشريحة وأحد قادة حراكها كما أن واقع المجتمع يشهد على ما يقول، بيد أن واقع هذ المجتمع شاهد كذلك على ظلم آخر لا عدل فيه سوى توزيعه بالتساوي بين الجميع فهذه قبائل وجِهات أثبت لها المجمتع صفة عقوق الوالدين وتقطيع الأرحام ، وقبيلة أو جهة أخرى أثبت لها اللؤم وسوء معاملة الضيوف ، وأخرى أثبت لها ظلما وعدوانا صفة السرقة و"خفة ليْد" " وأخرى أرسى في أذهان الناس أنها تمارس السحر "الْمَصْ" ... أما صفات الجبن و"الغموض" و"المراوغة " فمن مقدمات وأبسط الصفات التي الصقها هذ المجتمع بجهات عدة وقبائل شتى ، بيد أن كل هذ الظلم يظل ظلما معنويا يتقاصر دون الظلم المادي البحت المحض المسجل والموثق ضد جهات محددة من هذ المجتمع فعلى مدى قرون عدة ظلت مجموعات كبيرة من الزوايا ملزمة بتوصيل أي عابر من قبائل العرب لأقرب نقطة مأهولة بالسكان بعد إكرامه وإحسان وفادته ثلاثا على الأقل كما يجب عليها التنازل عن ثلث مصادرها المائية لأي عابر من قبائل العرب المقاتلة ، بل ولا يقتصر الأمر على هذ فآباء وأجداد أفراد محددين معروفين بالإسم والوسم اليوم أغاروا وفي تواريخ محددة وأماكن معروفة على أباء وأجداد أفراد محددين ومعروفين –كذلك- وسلبوهم كل ممتلكاتهم وأخذوا كل دوابهم وأنعامهم ...بل وفي مرات كثيرة وهذ محفوط مدون موثق كان ثمة إعتداء على الأعراض والأنفس ... أَفَ يُريد دعاة الشرائح الجدد أن تكون لهم مظلمة ولا تكون هذه مظالم ...؟ وإذا ما كانت هذه مظالم فهل حقا على أبناء اليوم وأحفاده دفع هذه الفواتير وفتح هذه الملفات .... ؟ إنا إذا لَفِي شأن عظيم ....
وعموما فلا أحد يزعم أبدا أن المجتمع حرم أي أمعلم من حق التعلم أو حق التملك أو حق التدين أو حق الفتوة وقرض الشعر ونظم الأحكام ، أما الإمامة في الصلاة فأمرها في البدء ليس على إطلاقه وعموما فلا يصح الإحتجاج به ، فهل ترى قبيلة من قبائل الزوايا مثلا تقدم عربيا للصلاة بها ...؟ بل حتى في المجتمع ثمة مقولات وأساطير ظالمة تصب في جوهرها كلها نحو تقديس كل قبيلة وكل جهة لنفسها وأعتبارها الأحق والأعلم والأفهم ......
ومع ذلك يحدثك دعاة الشرائحية الجدد عن غبن وظلم "خاص بهم " ... فهل حقا يعي أولئك ما يقولون ؟
ختاما لعل سائلا يسأل وما علاقة العنوان بالنص ... أقول : أنتوم أياك ما فيكم عجلة ول أخوالكم الناس ذوك ... ( يتواصل )
اسلكو ولد ابهاه