الصوم لغة وشرعا (1/ 2)/ محمد سالم بن جد

2014-06-29 10:42:00

. تعريفه

هو لغة: الكف عن قول أو عن فعل.. عن قول كقول الله تعالى: {فقولي إني نذرت للرحمن صوما} أي صمتا؛ بدليل {فلن أكلم اليوم إنسيا} أو عن فعل كقول النابغة الذبياني:
خيل صيام وخيل غير صائمة ** تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

.

أما الصوم شرعا فهو الإمساك عن شهوة البطن والجنس وما يقوم مقامهما -بنية العبادة- من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

2. حكمته
لكل الأوامر الإلهية حِكَم تجل عن إدراك العقل؛ إلا أن مما يدركه العقل من حكمة الصوم مخالفة الهوى، وترويض النفس، وتصفية مرآة العقل، والتشبه بالملائكة الكرام..

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ** إن التشبه بالكـــــرام فلاح

ومواساة الجائع انطلاقا من الإحساس المؤقت بمعاناته المستمرة.. إلى غير ذلك.

3. أصل مشروعيته

قال الله جل شأنه: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.
لقد خاطب الله تعالى هذه الأمة خطابا عاما {يا أيها الذين آمنوا} آمرا إياها بالصوم؛ لما فيه من زكاء للنفس وتطهير لها، وصحة للبدن.. وحيث ذكر الله تعالى أنه فرض الصوم علينا فقد قال جل من قائل: {كما كتب على الذين من قبلكم} لتكون لنا بهم أسوة، ولنجتهد فيه حتى لا يكون صومهم أكمل من صومنا.. وهذا من استباق الخيرات المطلوب شرعا؛ ثم قال تعالى: {لعلكم تتقون} تبيينا لما فيه تطهير للنفس وتضييق لمسالك الشيطان إليها؛ وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم باءة فليتزوج..» إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: «ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».

يتواصل بإذن الله

 

من صفحة الأستاذ محمد سالم بن جد على الفيس بوك

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122