حوار أجراه من ستوكهولم الأديب والتشكيليّ صبري يوسف
.عن دار الفُرات للثّقافة والإعلام العراقيّة، وفي عاصمة الحرف والحضارة بابل، صدرَ حديثاً (تشرين أول – أكتوبر 2018) الكتابُ الحِواريُّ الجديد للأديبة النّاقدة والمُترجِمة د. أسماء غريب بعنوان (رحلة المئة سؤال وجواب / حوار أجراه من ستوكهولم الأديب والتشكيليّ صبري يوسف). وهو كما يدلُّ عنوانُه عليه عبارة عن حوارٍ مطوّل أجراه من السّويد الأديبُ والتشكيليّ صبري يوسف مع الأديبة أسماء غريب عبر مئة سؤال شملتْ كلّ ميادين المعرفة والأدب والفنّ والسّيرة الذاتية، وقد أجابتْ عنها كاملةً الدكتورة أسماء في ما يقاربُ الـ 368 صفحة من الحجم الوزيريّ، هي هذا الكتاب الّذي جاء بطبعة أنيقة وغلاف متميّز.
وقد تطرّقتِ الأديبةُ أسماء في أجوبتِها إلى تجربتها الحياتيّة والفكريّة في الوطن الأمّ المغرب، وفي وطنها الثاني إيطاليا بصيغةٍ جمعتْ بين أسلوب السِّيرة الذَّاتية والسّرد الرِّوائي، والتّجربة العرفانيّة التي فجّرتِ الدّكتورةُ من خلالها العديدَ من الأسئلة والقضايا الخاصّة بإشكاليّة التّجديد في المنظومة الفكريّة والأدبيّة العربيّة والغربيّة على حدٍّ سواء، دون أن تُهْمِلَ في هذا، حديثَهَا عن قضايا النّقد والنُّقّاد، والأدب والرواية الصّوفية عبر أسئلةٍ طرحَها عليها الأديبُ صبري يوسف حول مبدعين ومفكّرين من الشَّرق والغرب وأجابتْ هيَ عنها بعمق وحِرَفيّة عالية.
وعن هذا الإصدار الجديد يقول الأديب صبري يوسف في كلمة موجزة: ((أسماء غريب مبدعة شاهقة في فضاءات تحليقاتها، تكتب حرفها من خلال تجربة صافية في بناء القصيدة والقصّة والنّص والتَّرجمة والتّحليل والحوار كأنّها في حالة تماهي عميقة مع خبز الحياة، حيث تولد إبداعاتها صافية ومقمّرة بخبز المحبّة والأصالة والغوص في بواطن الحرف وفتح مغاليق ما يكتنفه من أسرار عبر كافّة مسارات الانبعاث، فتأتي كتاباتها حصيلة عملٍ دؤوب فيه من المتعة والرّصانة والعمق والتَّجلِّيات ما يغمر القارئ والقارئة من أبجديات مفتوحة على شهقات الانبهار!
أبهجني للغاية هذا الحصاد المثمر مع الأديبة أسماء غريب، حوار عميق، غوص في لبِّ القصائد والأدب والفن والفكر والتَّأويل وبزوغ روعة التّرجمات بكلّ خصوباتها، وحنين الكلمة إلى تلألؤات نُجَيمات الصَّباح، رحلةُ المئة سؤال وجواب رحلةٌ فسيحة عابقة بكلِّ مرامي صنوفِ الإبداع!))
أما الدكتورة أسماء غريب فتقول: ((لا بدّ للحوار من رسالة يتوخَّى كلا طرفيْه إيصالَها: قد تكونُ عِلميّة، أو خُلُقيّة أو سياسيّة أو اجتماعيّة أو فلسفيّة، يُشترَط فيها القدرة على بناء الإنسان والمجتمع وتجديد قواه الفكريّة والرّوحيّة. وبغضِّ النَّظر عنِ المفهوم الكلاسيكي للحوار الَّذي عادة ما يكون بين شخصَين أو أكثر بشأن قضية ما، فهناك مستوى آخر من الحوارات وهو الأعمق والأهمّ، وأعني به حوار الإنسان مع ذاته، وهو أشبه ما يكون بتحدُّث الشَّخص مع شخصٍ آخرَ لكنّه في الحقيقة صوت داخليّ يمثِّل الشَّخص نفسه بغرض الوصول إلى تحقيق نوع من التَّناغم والوئام الرُّوحيّ عبر التَّخلُّص من كلِّ الجوانب والأمور السّلبيِّة الَّتي كانت تضبِّب رؤى الشَّخص المتحاور مع ذاته، أو من خلال استدعاء الذّكريات والمواقف السّعيدة والجميلة في حياة الإنسان، والّتي ساعدته على أن يصبح الشَّخصَ الّذي هو عليه الآن بكلِّ نجاحاته وانتصاراته، وخيباته ومراراته أيضاً.)).
وللأديب صبري تجربة فريدة وخبرة عميقة في أدبيّات الحوار إذ أنه سبق له أن أجرى العديدَ من الحوارات مع أعلام أدبيّة وفنيّة سامقة من مناطق مختلفة من العالم، وهو يعملُ حالياً على مشروع حوار موسّع بعنوان: “حوار مع الذّات، ألف سؤال وسؤال”، وقد أصدر منه سبعة أجزاء، (كل جزء مئة سؤال).
تجدرُ الإشارة إلى أنه قد صدر للأديبة أسماء غريب لدى دار الفرات، أعمال أخرى في التّرجمة والنّقد والقصة والشّعر، منها موسوعتُها الحديثة (ترجمتُ لكَ)، وكتابُها النّقديّ (كواكب على درب التبّانة) ثم دواوينُها الشّعرية (99 قصيدة عنكَ)، و(مالم تبُحْ به مريم لأحد، ويليه متون سيّدة)، و(مقام الخمس عشرة سجدة).
العراق / إيطاليا