عبد البارئ يكتب: ما لفت انتباهي فى خطاب الجامعة العربية

2018-05-18 06:12:00

تَردَّدنا طَويلاً في الكِتابةِ عن وَقائِع الاجتماع الطَّارِئ لوُزراء الخارجيّة العَرب الذي بَدأ أعماله في مَقرّ الجامِعة في القاهِرة اليوم، ولا يَعود هذا التَّردُّد إلى اليَأس مِن أيِّ تَحرُّكٍ عَربيٍّ على مُستَوى الحًدث، أي الاحتفال بنَقل السِّفارةِ الامريكيّة إلى القُدس المُحتلَّة، واستشهادِ أكثر من 60 فلسطينيًّا بِرَصاص القَنَّاصَةِ الإسرائيليين، وإنّما أيضًا لأنّ مُعظًم هؤلاء الوزراء وحُكوماتِهم مُتواطِئون مع القرار الأمريكي أوّلاً،

.

ولم يَعودوا يُولون القضيّة الفِلسطينيّة والمُقدَّسات العَربيّة والإسلاميّة في القُدس المُحتلَّة أيَّ اهتِمام.
لا نَحتاج إلى الكَثير من الأدلِّة لتَأكيد ما قُلنَاه آنِفًا، ويكفي الإشارة إلى أنّ هذا الاجتماع “الطَّارِئ” انعَقَد بعد يومين من الاحتفال بافتتاحِ السِّفارة الأمريكيّة، رغم أنّ مَوعِده تقرَّر قبل أشهُر.

لم يَلفِت أنظارنا ما ورَد في كَلمات الافتتاح من إداناتٍ على لِسان الأمين العام السيد أحمد ابو الغيط، أو وزراء الخارجيّة، فهذهِ كلمات مُكرَّرَة ليست نابِعَةً من القَلب أوّلاً، ولا تتضمَّن أيَّ جَديدٍ ثانِيًا، خاصَّةً العِبارة التي تُشَكِّل القاسِم المُشتَرك في جميعها، والتي تقول بأنّ هذهِ الخُطوة الأمريكيّة انتهاكٌ للقانون الدوليّ، ولكن ما لفت انتباهنا هو التَّهديدات التي صدرت عن السيد أبو الغيط تجاه دولة غواتيمالا لنَقل سفارَتها إلى القدس، وحُضور الاحتفالات، ودُون أن نسمع كلمة إدانة واحِدة لأمريكا بالاسم، وتَهديدِها بأيِّ عُقوباتٍ، لا يُفاجِئنا استناد السيد أبو الغيط، على دَولةٍ ضَعيفةٍ مِثل غواتيمالا، وتَجاهُل أمريكا كّلِّيًّا، فهذا حالُنا وحالُ حُكوماتِنا وجامِعَتنا.

وزراء الخارجيّة العَرب، وخاصَّةً الذين يُمَثِّلون دُوَلاً تُقيم علاقاتٍ مع دَولة الاحتلال الإسرائيلي، يَجِب أن يشعروا بالعار والخَجَل مَعًا، وهم يُشاهِدون دُوَلاً مِثل جنوب أفريقيا وإيرلندا وبلجيكا تَسحَب سُفراءها احتجاجًا، بينما هم يُكَرِّرون كلمات الإدانة والاستنكار فقط، ولا يتَّخِذون أي إجراءٍ مُماثِل، ناهيك عن إغلاق السَّفارات، وطَرد السَّفيرين الأمريكيّ والإسرائيليّ.

الجامِعة العربيّة التي أيَّدَت غَزو العِراق واحتلالِه، ووفَّرت الغِطاء الشَّرعيّ العَربيّ لقَصف طائِرات حِلف النِّاتو لليبيا، وتغيير نِظامِها بالقُوَّة، وجَمَّدت عُضويّة سورية فيها، ودعمت بعض دُوَلِها تدميرها وقتل مِئات الآلاف من أبنائها، هذه الجامِعة ومُعظَم الأعضاء فيها، لا يَستَحِقِّون الاحترام، ونَتعَفَّف في هذا المَكان عن قَولِ ما الذي يَستَحِقُّونَهُ.

“رأي اليوم”

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122