سيدي أحمد ولد الأمير يكتب: البئر والماء في ثقافتنا الحسانية

2018-03-26 03:53:00

تطلق البئر في عرف الموريتانيين على كل عين ماء تجاوزت ثماني قامات (16 مترا فما فوق)، أما إذا قصرت عن هذا الطول وكانت مطوية فتسمى "العين"ـ وهي البئر التي تظل مستعملة لأنها مطوية وعادة ما تكون في الحواضر وفي واحات النخيل.

.

وإذا قصرت جدا وصار ماؤها يغرف بالقدح، ولم تحتج إلى الطي لقصرها تسمى "آرْشان". و"العگلة" كل بئر قصيرة تمتح باليد ولا يحتاج متحها للحيوان. وآميورْ: بئر حديثة حفرت على بئر قديمة. وتمتح البئر بالدلو وبالرشاء يشد إلى الحيوان.

كما تطوى البئر قديما بالعيدان والحشيش وخاصة حشيش نبتة تعرف باسم "أزرانْ" فتسمى مطوية وإذا عولجت بالحجارة تكون مزروفة. ويطلق لفظ "الحاسي" على البئر الطويلة (تكون مثلا أربع قامات أي ثمانية أمتار) غير المطوية وما طال جدا سمي بئرا. وتطلق "الظاية" على المستنقع المائي المتجمع بعد هطول المطر والذي يجف بعد فترة وجيزة، أما "الملزم" فالفرق بينه وبين "الظاية" أن الماء يبقى به عدة أشهر. و"الگلتة" مستنقع مائي يتجمع بين الهضاب والجبال من هطول الأمطار ويظل الماء باقيا بها طيلة السنة. ويطلق على الماء يتجمع في أول موسم الأمطار "تيسرام"، فإذا زاد وارتفع مستواه فهو ظاية أو ملزم.

أما التامورة وجمعها تيمريونْ فهي أضاة كبيرة غالبا ما تصب فيها أودية عديدة ومن أشهرها ببلادنا تامورة النعاج وهي أحد مواضع تگانت. وتامورة النعاج حدها الجنوبي قرية المشرع وحدها الشمالي واحة الفجحة أما ما فاض من مياهها فيذهب إلى گرارت گبو. ومعلوم أن هضبة إزيف جنوب تجكجة ينقسم ماؤها قسمين يتجه الغربي منها ليخلط بمياه شمال لحيرة ليصب الجميع في التامورت أما الشمالي من هضبة إزيف فيشكل مع غيره من الروافد مياه واد تجكجة.

ومن التيمريونْ الشهيرة دندارة: وهي أضاة كبيرة بين باسكنو والنعمة بالحوض الشرقي، حتى إنهم إذا قالوا في الحوض الشرقي "الدشرة" فالمقصود ولاتة وإن قالوا "الحاسي" فالمقصود انْوَلْ (بلام مغلظة)، وإن قالوا "التامورة" فالمقصود "دندارة". وتمتاز هذه "التامورة" بكونها لا تجف طيلة العام وماؤها العذب ومرعاها الخصب مفيدان للحيوان.
ويطلق "إريجي" على العين بسفح الجبل وإذا كانت بأعلى الجبل سميت "گطارة". و"الوادْ" مجرى الماء عموما ويختص عند بعض الموريتانيين بالمجرى المائي الواقع وسط الأشجار، وتقابله "البطحاء" وهي مجرى مائي في أرض جرداء. والتغادة وجمعها تِغِدِيونْ تطلق على الوادي الضيق الذي به مستنقعات أو المنهل الكثير الماء. وأَجَارْ تصغيره "آجْوير" وأصله في كلام أزناگه "أاْجِرْ" وهو مَسِيلُ الماء ومَدْفَعُهُ وتعريبه الأخدود.

ويطلقون "الكراع" وجمعه "كرعان" على منخفض أرضي يجري به ماء مصدره نهر او بحيرة. وتكثر "الكرعان" في منطقة شمامة على ضفة نهر السنغال. و"التيشليت" أضاة كبيرة تتجمع فيها مياه الأودية لفترة مؤقتة وخاصة في فصل الخريف، و"اللگة" وجمعها "لگات" أضاة صغيرة وعميقة، والماء إذا كان مِلحًا سموه "الماء الحامي" وإذا كان عذبا سموه "الماء البارد".
*الصورة المرفقة بئر الفريوة ذات المحظرة الشهيرة بمنطقة الترارزة، وقد التقطت في خمسينيات القرن الماضي.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏4‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
 
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122