أصبحت ثعابين الأشجار البنية خطرا مدمرا على الحياة في الغابات بجزيرة غوام بالمحيط الهادئ بسبب هجماتها القاتلة على الطيور.
ويصف العلماء الثعابين بأنها "الغزاة الزاحفون" والتي أدت شهيتها الغذائية في التهام الطيور إلى توقف عمليات التلقيح ونقل البذور عبر الأشجار، وهو الدور الذي كانت تقوم به الطيور.
ويقول الباحثون إن معدلات نمو الأشجار الجديدة في الجزيرة انخفضت بنسبة تتخطى 92 بالمئة.
وقد تؤدي هذه الخسارة الكبيرة إلى نتائج خطيرة وطويلة المدى على الغابات والأنواع الأخرى.
ويعتقد أن تلك المخلوقات البنية ببطونها الصفراء اللامعة وصلت إلى الجزيرة الهادئة في غرب المحيط الهادئ على متن سفينة شحن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن مساحة غوام لا تزيد عن 50 كيلومتر طولا و10 كيلومتر عرضا، فإنها أصبحت موطنا لأكثر من 2 مليون من هذه المفترسات الليلية.
وتعتمد هذه الثعابين في غذائها على الطيور المحلية. وبحلول فترة الثمانينيات قضت على 10 أنواع من اجمالي 12 نوعا من طيور الغابات التي كانت الجزيرة موطنها الأصلي.
وذكرت دراسة أجراها فريق بقيادة هالدر روغرز، من جامعة ولاية أيوا "إن الوضع في غابات غوام غريب حقا، فلا شيء غير الصمت، في حين يختلف الأمر في جزيرة سايبان حيث تغرد الطيور باستمرار وتزورها أنواع مختلفة منها".
وبالإضافة إلى التدمير الصامت للطيور، هناك قلق حاليا من أن زيادة أعداد ثعابين الأشجار سيؤثر بشدة على غابات الجزيرة.
وتوصلت الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر كومينكاشنز، إلى أن حوالي 70 بالمئة من الأشجار على الجزيرة تنتج فاكهة صغيرة. وعادة تأكل الطيور الفاكهة وتنشر البذور في فضلاتها.
وقال الباحثون إنه بصرف النظر عن خفافيش الفاكهة، والتي انقرضت هي الأخرى تقريبا من الجزيرة، "لا يمكن لكائنات أخرى نشر تلك البذور".
وحذر من أنه حال القضاء على الطيور والخفافيش فلا يوجد شيء يحل محلها.
ووضع العلماء أيضا "سلال البذور" تحت نوعين من الأشجار الشهيرة في غوام لتقدير حجم الفاكهة التي يتم نشرها بشكل طبيعي. ووجد أن 10 بالمئة فقط من البذور تخرج مباشرة من محيط الأشجار.
وخلص الباحثون أيضا إلى أن البذور التي تناولتها الطيور كانت أكثر قدرة على النمو والانبات بمرتين إلى أربع مرات من البذور العادية.
كما وجد الفريق أيضا أن غياب الطيور خفض عدد الشتلات الجديدة لاثنين من أنواع الأشجار في غوام بنسبة تتراوح بين 61 و 92 بالمئة.
ويقول جوشوا تيوكسبوري، مشارك في الدراسة من مركز "مستقبل الأرض" البحثي "تقطع هذه الدراسة الخطوة الأولى نحو توقع حجم التغيير الذي يمكن أن يحدث في غوام اذا لم نتمكن من إيجاد سبيل لإعادة الطيور إلى الجزيرة".