تعليقا على ''خربشة فى فوهة عرين'' للأستاذ محمد الهادي الزين.../ إشيب اباتي

2025-09-02 13:18:50

قراء الأدب  اليوم منذ سيطرة الفلسفة الوجودية، حيث طرح روادها فكرة الألتزام في الأدب، لذلك صار القراء لا يبحثون عن المحسنات الادبية، بقدر بحثهم عن  الموقف السياسي، وبالنظر إلى مقالة صديقنا العزيز، وكاتبنا الأديب،  فلا بد أن أصرح للقراء بأن وشائج الصداقة المبدئية  معه، عززها التواصل عبر شبكة العنكبوت، وأن الأولى أقوى من الثانية، تلك الخيوط المخاطية التي تفرغ فيها الشحنات الذهنية التي استطاعت بها تلك المخلوقة، أن تحول بها  عابر السبيل، دون أن يمسس بيتها  بسوء، وهنا الأطمئنان من جهة التشبيه  على الحرص على العلاقات  المسيجة بالمودة، والاحترام ، ثم بالمصارحة  المطلوبة، ليبقى للأدب حريته، ولو على حساب رسالته الاجتماعية.. 

فالنسيج الأدبي في المقالة أكثر من رائع، أما الواصل السياسي، فهو غائم، ولعله تأثر، كالشبكة العنكبوتية بتساقطات الغيم الذي ينتظره المجتمع بفارغ صبره بعد  الصائفة الجافة، الحارة، وانعكاس مخلفاتها على مجتمعنا الذي يتوسل  الهيئات الإغاثية، كبديل المضطر، عن غياب  المؤسسات المالية، ومشاريعها التنموية التي تضمن فوائض العطاء التنموي التي تمكن من مواجهة تحديات الفصول، إن الصيف، أو الخريف، أو الشتاء،، لأن مطالب الحياة اليومية حين تقيد بالهيئة الخيرية، فإن الأخيرة دون أن يقصد القائمون عليها، ستفرض الوعي المستند إلى ما في جيوب القائمين الإغاثة،  وهذا  سيضاعف من الوعي الاتكالي، وتسيد  ظواهره الاجتماعية، ثم إن الأمر يزداد  فظاعة،  وليس خطورة فحسب، عندما يعتبره  المستغيثون، ضريبة  في فن  الإسكات، وتجيير الوعي، أحرى ان يوظف أحيانا لشراء صوت الناخب في مواسم  متقطعة، غير سيارة،  عكس  فصول السنة التي تفرض على الهيئات الإغاثية مراعاة الحاجات المستجدة حسب كل حاجة ضرورية في الإعاشة اليومية في كل مواقيت السنة.

........

 كاتبنا العزيز مجمد الهادي، أراد أن يتحف القراء في هذه المقالة التي نحا بها بين الثابت، وبين المتحرك - ولا غروة، فالنخب السياسية في كل تيار  في حالة التحول، رحيل كالمنتج بخرافه،أو شويهاته  من ، إلى -  في حركة شبه  آلية نظرا لغياب المبررات الموضوعية، لذلك كان زمنها  آليا كذلك في علاقة المقالة الأدبية، بالتراث، الماضي، الأمر الذي يطرح سؤالا أوليا، هل كتبت المقالة  على عهد الانحطاط الفكري في  الماضي البعيد، أو خلال السقوط السياسي  في الحاضر المعيش؟!

 ولذلك غام الموقف السياسي في مقالة العزيز، نظرا للأهتمام  بالممتع الآني في فن القول  قياسا على قول أحدهم بعد قراءته لها، هل  بلع الممدوغ،" الخربشة"، أو اخرجه، كطلقة في "فوهة عرين"؟

ذلك أنه  في الحالة الأولى، تكون الخربشة مغذيا روحيا..، وفي الحالة الثانية تكون قاتلة، وكلا الاحتمالين قائم، وممتع بالغموض، وقابل للتفكر فيه..ومن هنا كانت الحاجة لتقديم قراءة لفهم المقالة، لئلا يبقى المقصود منها في بطن كاتبها..

وهناك أسئلة يطرحها النص على كاتبه قبل القراء، ومنها  لماذا وصف ال "عرين" بالنكرة، ولم يعرفه..؟!

ودون اسقاط، ومن الصعب تجنبه في غياب وضوح المقاصد، والأرتماء في احضان التأويلات بحثا عن  الهدف من هذا المنتوج الأدبي..؟!

وهل الإشارة بالعرين النكرة، هو التصويب إلى واحد من جنود النظام المجهولين،،؟

 والعلاقة بين النص الأدبي، وقيادة النظام الحالي واضحة، وبدأت  بواسطة التأريخ لحكم محمد(،،، )؟! الذي هو الآخر ناله ما نال عرينه،  من نكرة،،؟

لماذا المشي في الظلمة يا كاتبنا العزيز، فالمواقف السياسية ليست قابلة للمشي خلف الدروب، أو اتخاذ مواقف تنم عن  التردد، والتخفي، واسدال عليها الستارة،، فكل الأمور واضحة، ما دام الكاتب ، اعطي للقلم التعبير عما في الصدور ...؟

فالتأريخ لل ٢٠٢٠/يوليوز/٣١م

ليس صادما للجميع، لماذا اعطاؤه

معنى الانجرار إليه بجاذبية الوعي، او المنفعة، وكلاهما يسند " الجار"، وغني عن التعريف دوره  في منظور النحاة لقولهم "ترك العلامة له علامة" ،،وربما التذاكي  دفع بعرين أحد المحمدين ان يركز على التأريخ لينوب عن الذي يدافع عنه بالخربشة، او بالطلقة في الفوهة...؟!

 ولكن ما هي آليات الدفاع في المقالة الأدبية  الابتداعية  لغاية القولية ؟

والظاهر الذي لا اخفاء فيه، هو الإمتاع بالمنثور الأدبي الاستكشافي بعد  النبش في التراث، وفك الرموز الفلكلية، والرياضية في تفسير  الأحلام ل" ابن سيرين"..

وقد كانت السيماء الجمالية مشجعة  بلغة المقالة الادبية ، ومع ذلك الأخيرة،  كالملحفة المصبوغة في صحن،  او قدر  بطريقة  اختلطت فيها  الألوان، فأصابها  المطس للتداخل فيما بينها.. !

لكن هل مجتمع  الحاضر، يستجيب للدعاية الملبوسة رداء أدب المقالة،،وتصيد السجع، والجناس، والطباق  في بلاغة الأمس الميتة بالكاد - خلافا لبلاغة اليوم المعبر عنها بالإيجاز، والتعبير الواضح عن المقاصد دون التفريط بطلاوة الكلمات، وتركيب  الجمل القصيرة، واللغة المستولدة بشق النفس من المتشقات، وأسماء الافعال، والمصادر، والأفعال التي نجبها - لا الجمل الطويلة -  عبقرية الثالوث المركب المعبر عنه بالمعادل الموضوعي: بعبقرية الكاتب، وتوارد البيئة الاجتماعية في المكان، وتطور الأحوال في الزمان الذي لن يرجع الكرة بطلة على ربى التراث دون أن يذروه في عيون القراء ناشئة الأدب اليوم، على العكس مما افجع القراء...

فهل كان التعويض بمحاكاة  الأسلوب، هو للدلالة على المخيلة الأدبية، أو قوة الذاكرة في الاسترجاع  حينها غاب الابداع في الحوار الداخلي لمتخفي، يترقب، أو منتظر يرغب..!!

ربما القراء من اصحاب الحس المنطقي قبل الادبي لهذه المقالة الأدبية الممتعة، لولا  المضمون السياسي، كشعار بلا مضمون انتمائي...!

 أخيرا: 

هل يتحمل الأديب مطالبته بمراجعة،، وربما لسبب آخر، وهو تجنب تكرار المأخذ في القادم على الأقل...كما ورد  في المقولة التي تكشف عن الرغبة الى الحافز،  الدافع، الباعث، كحد أدنى  للاستجابة في النتيجة التي انزاح فيها  المبرر .. 

تعالوا لنقرأ الاقتباس من المقالة:(( ولولاها  لما استطعنا فهم جملة واحدة، ولا ربط سبب بنتيجة.))

 فهل ذلك لقيمة  النتيجة  المتوخاة  وتفاهة، أو تسخيف السبب؟  

 ومهما يكن، فالصحيح في عالم المنطق، ومعطيات التفكير السليم، ربط النتائج بالمسببات، وليس العكس ...!!

 ذلك أن النتائج  تابعة، والأسباب متبوعة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122