شهادتي فى حق المدير العام للموريتانية للطيران.. / البراء محمدن

2025-03-27 22:44:37

توضيحًا للمهتمين وحمايةً للحقيقة:  

بادئ ذي بدء، هذه الشهادة ليست موجَّهةً لمن يعرفون الدكتور أحمد سالم ولد عمي عن قُرب، فهم كُثُرٌ بحمد الله، ويُدركون كفاءته العالية وأخلاقه الرفيعة ونزاهته النادرة، ويشهدون يوميًّا على إنجازاته العملية. لكنني أكتبها لمن يقرأون هذا الفضاء الافتراضي ولا يعرفون الدكتور عن قرب، ويصطدمون بافتراءاتٍ تَجْرُؤُ حتى على أشرف الأوقات كالعشر الأواخر من رمضان، زمن التقوى والمراقبة.  

واعتمد في هذه الشهادة على معرفتي الشخصية به، بالإضافة إلى كمٍّ هائلٍ من الشهادات المتواترة في حقه، والتي تصدر عن كل من عرفه أو احتك به.  

الدكتور أحمد سالم ولد عمي — الذي نَشأ في بيتٍ طاهرٍ كالمحراب، وتربَّى على مراقبة الله قبل الناس — لم يصنع سيرته بالكلام، بل بعملٍ صامتٍ تشهد عليه آثاره وإنجازاته:  

- عمل أستاذًا في الجامعات التونسية لسبع سنواتٍ بعد تخرجه، حيث حصل على شهادات تفوقٍ يفتخر بها التونسيون أنفسهم، وكان مثالًا للجدية والنبوغ.  

- قضى أكثرَ من عقدٍ من الزمن في وزارة المالية، ظلَّ فيها رمزًا للكفاءة، عصيًّا على مُدمني الرشوة، متمسكًا بتربية أسرته وقيمه، واضعًا مصلحة الوطن نصب عينيه، مدافعًا عن موارده بلا هوادة، متأبطًا كفاءته العالية وخبرته المتراكمة. وهذا بشهادة الجميع: رؤساء في العمل ومرؤوسين ومتعاملين خارجيين ومحيط اجتماعي.  

- حوَّل ميناء نواكشوط إلى صرحٍ تنمويٍّ يُحتَذى به، وكان له الفضل في حل معضلة الحمالة التي ظلت مستعصيةً طيلة عقودٍ من الزمن، و الشواهدُ على ذلك موجودة.  

- وسَّع رحلات "الموريتانية للطيران" لتصل مباشرةً إلى المدينة المنورة، ولأول مرةٍ في تاريخ الشركات المحلية. وحسب مصادر موثوقة داخل الشركة، فإنه يعمل بجدٍ ودون ضجيجٍ على عدة محاور من شأنها إحداث نقلةٍ نوعيةٍ على مستوى الشركة. وستظهر نتائج ذلك، حسب نفس المصادر، مع عودة أسطول الشركة للعمل بكامل طاقته خلال الفترة القريبة القادمة.  

ولعلّي أعلَمُ جيدًا أن الدكتور أحمد سالم سيستاء من نشر هذه الشهادة، فهو — كعادته — لا يحبذ مدح الأشخاص، ويَكره الحديثَ عن ذاته، بل يَعتبر التكريمَ ثِقلًا لا يستحقه. لكنّني أقدّمها اليومَ مُكرهًا، لا لتمجيد شخصٍ، بل لردِّ اعتبارِ حقٍّ أُهدِر، ولحماية كفاءاتٍ وطنيةٍ تُهاجَم كلما رفعت رأسها بإخلاص. فالصمتُ عن تشويه الرجال العِظام — وهم قِلَّةٌ في زمن الضجيج — خيانةٌ للوطن قبل أن يكون خيانةً للأشخاص.  

أما ما يروِّجه بعضُ رواد التواصل الاجتماعي هذه الأيام ضد شركة الموريتانية للطيرافقد اتضح للجميع أنه محضَ افتراءاتٍ وأكاذيبَ خدمة لأجندات خاصة وربما يكون بدعم من جهات منافسة للشركة، ولم يتردَّدُوا حتى في رمضان في اختلاق الأكاذيب، وهم كمن يُريد هدم بئرٍ ارتوى منها الناس، لأنهم لم يحفروها.  

إنني أتساءل: أي وطنٍ سنُورث لأبنائنا إن تركنا أمثالَ الدكتور أحمد سالم عرضة لمحاولات التشويه ؟! أي مستقبلٍ نَبني إن تحوَّلَ الفاسدون إلى قُضاةٍ، والناجحون إلى ضحايا؟! إنَّ السماحَ بمحاولة تشويه الكفاءات النظيفة هو انتحارٌ وطني، وتكريسٌ لثقافة الفشل. فالدكتور لم يكن مجرد موظفٍ يؤدي واجبه، بل كان حارسًا لضمير الوطن، وسدًّا منيعًا أمام من يريدون تحويل المال العام إلى غنيمةٍ.  

هذه الشهادة ليست محاباةً معاذَ الله، بل واجبٌ أخلاقيٌّ لأقول: الصمتُ عن محاولة تشويه كفاءات الوطن — خاصةً في وقتٍ يجب أن يتوحَّد فيه الجميع للخير — خطأٌ لا يُغتفَر. فالدكتور أحمد سالم وأمثاله هم السدُّ المنيع الذي يحمي الوطن من عبث العابثين. وإنَّ في دفاعنا عنهم دفاعٌ عن قِيَمٍ يجب أن تبقى شامخةً: الكفاءةُ والنزاهةُ عنوانًا، والإخلاصُ طريقًا، والوطنُ فوق كل اعتبارٍ.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122