موريتانيا بين فقرين.../ محمد المختار ولد لفقيه
مشكلتنا الحقيقية لا تكمن في "فقر الدولة" و لا في فقر المواطن، بل في فشل المقاربات السياسية المتبعة منذ الاستسلام لسياسات إعادة الهيكلة التي قضت على الدولة وجعلت منها مجرد "وقَّاف" لا يبحث عن الربح، و لكن همه الوحيد توفير الرفاهية و العيش الرغيد لرسل(expatriés) و خبراء مؤسسات "بريتن وودز" و أذنابهم من بني وطننا!
لقد باعت الدولة كل شيئ، و تخلت عن تسيير كل شيئ، فمن قال إن الدولة فقيرة فقد صدق، و من قال إن المواطن فقير فلم يأت بجديد لأن حال المواطن يكفي عن سؤاله!
لكن الدرس الذي يجب أن نستخلصه، جميعا، حكاما و محكومين، هو أن علينا أن نحزم أمرنا فنقف وقفة مراجعة حقيقية، و نتخلى عن "نفخ" الإنجازات و تمجيد الذات، و خداع النفس بمجرد التنظير الذي مارسته، و ما زالت تمارسه الطبقة السياسية منذ أكثر من أربعين سنة حتى إذا تولى أحد من كوادرها جزء، و لو يسيرا من المهام العامة، كفر بكل تنظيره!
لقد حان الوقت، إن لم يكن قد فات، لنقطع دابر الفساد، و نجعل من الإدارة وسيلة تنمية حقيقية، لا مجرد " شبكة اتصال اداري" و نرفع مستوى التعليم العام الذي هو وقود كل تقدم و هو صمَّام أمان الوحدة الوطنية التي تصدعت أركانها بفعل إهمال المدرسة العامة و ترك الحبل على الغارب لحوانيت التعليم الخاص التي مزقت الوحدة الوطنية و ضربت أسوارا من العزلة بين أبناء الشعب الواحد!
إنها لحظة وعي إذا اغتنمناها صنعنا لأنفسنا و لأجيالنا القادمة مكانة على هذا الكوكب و إن ضيعناها فباطن الأرض يسع كل خامل !