هذا المظهر المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي لعصابة مسلحة في منشور باسم " البولار"، وتهديدها لطرد العرب من وطنهم ، هو من مظاهر التحديات التي تواجهنا، ليس اليوم، بل منذ مؤتمر رؤساء إفريقيا سنة 1978م. حيث اجتمع رؤساء عديدون لدول افريقية متنفذة، ورؤساؤها كانوا مرتبطين بفرنسا،، وذلك بعد الانقلاب 78 في بلادنا، فاجتمع هؤلاء، في " ابدجان" ساحل الهاج، ووافقوا على إقامة كيان سياسي في جنوب موريتانيا للأقليات العرقية من " البولار" في تلك الأقطار الأفريقية...ومن هنا علينا ان نعرف ان ذلك المشروع لم يمت، ولم يتخل الانفصاليون عنه في مختلف الاقطار الافريقية، ولا ننسى أن انقلاب الانفصاليين في الجيش الموريتاني الذي فشل في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كان وراءه رؤساء بعضهم يدعون الثورية مثل " كامباوري" رئيس بركينافاسو الذي قتله زميله في انقلاب دموي...وأمام هذا التحدي الحالي الذي تحركه المخابرات الفرنسية، وهي تخفي دورها حتى يتم تمرير مشروع الهجرة المطروح على موريتانيا من طرف المفوضية الأوروبية، ولكن يد فرنسا الآثمة لم تختف على من يعرف أن المستعمرات الفرنسية، موكول لفرنسا التخطيط، والتدخل تحت توجيهاتها.... ومشروع الهجرة العكسية، لم يطرح على " غامبيا"، وهي على شاطئ الاطلس، وكذلك لم يطرح على السنغال، ولا على غيرهما من الدول الافريقيا، وهي الأولى باستقبال ابناء افريقيا، من جنسهم،، ولو ان المسألة ترجع لابعاد المهاجرين من أوروبا، لكانت هناك رؤية تعترض على تهجير الافارقة، ويخصص لموريتانيا في الهجرة العكسية ابناء شمال افريقيا، لأنهم لا يشكلون تهديدا وجوديا، لكن يظهر واضحا أن خلفية الهجرة العكسية، وحصرها في موريتانيا، يراد به تأسيس كيان أفريقي على غرار الكيان الصهيوني الذي أسس الغرب بالهجرات منذ الانتداب الانجليزي على فلسطين سنة 1920م. وتوالت الهجرات من مختلف الدول الأوروبية، حتى أعلن عن الكيان الصهيوني في 1948م. فقط بعد ثمان سنوات ...! فهل من يقظة ضمير، ووقفة وطنية، وتحمل للمسئولية التي يتنصل منها كل مواطن، لا يقف ضدها.. ويظهر للأسف أن كل مواطن ، يلقي رفض الاتفاقية على الحكومة،،! فهذا المشروع رفضه من قبيل المناكفات السياسية، هذا خطر يستحق الوقوف في وجهه بوعي وطني عام...و ينطلق الرفض من توحيد المواقف في الولايات، والمقاطعات، وداخل النوادي، وعلى كل المنصات، حتى يتم التحسيس به، والمظاهرات السلمية ايا عطلة الاسبوع..وذلك التعبير الهادف عن رفض هذا المشروع الاستعماري، المهدد للوجود العام للكيان السياسي ، وللمواطنين في ارزقهم، والبناء الاجتماعي في تماسكه، والأنساق الثقافية في في إحيائها، وتطويرها... ودون التعبير العام، والتحرك السياسي، والثقافي، فلا قيمة لهذه الصوتيات في وسائل التواصل العام.. لأنها لاتعبر عن رفض تطلع عليه الجهات الأوروبية - من خلال ممثليها الدبلوماسيين في بلادنا - لا بد من تحرك ظاهر ومتكرر وذلك لإظهار الرفض العام... ودون ذلك فإن الحكومة الوطنية ، تواجه ضغوطا كبيرة وهائلة منذ سنوات، وبالاخص في السنتين الأخيرتين... لذلك ، عبروا عن الرفض، حتى تساندوا حكومتكم على أن يرجعها ذلك لترفض المشروع في كليته، او في الأجزاء الخطرة فيه، كأن تدخل عليه تعديلات، فتشترط استقبال المهاجرين من شمال افريقيا فقط .. بينما تحيل المفوضية باقي المهاجرين الآخرين إلى إحدى الدول الإفريقية... وإلا، فأن " البولاريين"، سينظمون هجرات منظمة عائدة من أوروبا وذلك للتمكين من قيام مشروعهم، وتبني الأوروبيين لكيانهم الذي أسسوا له برأسمال خمسمائة مليون أورو، وهذه الاتفاقية تشرعن قانونيا الهجرة والتوطين...وهؤلاء الذين ظهروا بسلاحهم، سيصبحون عصابات للقتل على غرار عصابات الكيان الصهيوني التي أسست لجيش الاحتلال بعد إقامة الكيان الصهيوني...