تحية إلى القوميين الوحدويين، وهذه دعوة تعلق الأمل المأمول عليكم ..
وانتم أهل لهذه التحية النضالية، من قومي وحدوي الى قوميين وحدويين شرفاء،،
واتمنى استقبالها بالترحاب، كما استقبلت في بغداد يومئذ ذات التحية الأفتتاحية في خطاب الراحل المفكر الوحدوي عصمت سيف الدولة في زيارة رسمية تلبية لدعوة القائد ابو عدي، والمفكر القومي سعدون حمادي.. رحمة الله على الجميع، وأثابهم على نضالهم من اجل الامة العربية، وتقدمها وتحررها من الاحتلال الأمريكي الغاشم الشرير...
لعلي بالأمس تقصدت في الاسترسال، مفضلا تقديم تحية نضالية، وابعدت عنها العلاقات الأخوية التي تربطني بأخي الشيخ شواف، وذلك حتى لا تفهم في إطارها الضيق، ليس إلا.
لأن من يعرف علاقاتنا الأسرية، فلن يشكك في القصد من توجيه التحية بالأمس للحضور بالمناسبة العظيمة تخليدا لواحد من أعز قادة الأمة على مجتمعنا، وقد استشد دفاعا عن مبدأ استقلال العراق العظيم، وعلى طريق تحرير فلسطين، وهي نداؤه الآخير الذي، سبيقى يتردد في آذان كل مواطن عربي من بوابة الوطن العربي الشرقية، إلى كل مواطن عربي أينما كان..
واليوم وجدت في الكلمة الصوتية للمناضل الذي ألمح الى واجب العمل النضالي، وتفعيل الدور لهذه القوى العربية التي جمعت العديد من القوى الحية من الاخوات الماجدات ، والوجوه المناضلة منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، ولا زالت على المبدأ..وهذا يدل على المستوى الراقي من الوعي المبدئي الذي تجاوز اصحابه بنجاح منقطع النظير ، العديد من المطبات التي كثيرا ما أسقطت الأفراد، وكنستهم جانبا عن درب النضال الطويل...
إن المناضل في الصوتية التي وصلتني عن طريق الأخ الشيخ الشواف، لهي مهمة جدا، من جهة المطالبة بتفعيل النضال اليومي بدلا من التعبير عنه في مناسبات اصبحت، كالعمل الروتيني، وهذا يعتبر قتلا لعوامل الوعي، والمشاركة الفعالة لتحقيق تطلعات مجتمعنا في التقدم، والرخاء..
إن الحراك السياسي العام في موريتانيا، يفتقر الى تجديده بقوى عربية فاعلة، وغياب الدور للقوى القومية على وجه الخصوص، هو المسؤول الاول عن موت الحراك السياسي الذي استحال الى دكاكين للاستنفاع منها من طرف مروجي الشعارات الدينية،، ويتقاسمهم الاستنفاع الخياني لمجتمعنا، باعة الضمائر من " شلل " القبليين والجهويين، وحثالات فرنسا، واتباع الجمعيات التبشيرية ..
ولا يقتصر الأمر على المتاجرة القبيحة بأصوات المواطنين..بل يتجاوزه إلى تهديد وحدة المجتمع الموريتاني، ويقضي على ثوابت النظام الجمهوري طالما بقي رهين التحالف مع القبليين، والجهويين، و مشايخ الطرق، وغلاة العرقيين ، والجميع ، هو حاصل الطيف السياسي الحالي للأسف..!!
ولعل هذا يتطلب من القوميين واجب تفعيل وعيهم الوحدوي.. بتكوين "جبهة قومية عربية"، وذلك انقاذا للقوميين من الضياع، واستحقاقهم لقيادة الحراك السياسي الذي تتقاذفه تيارات تدفعها المنافع الشخصية للتسلل فرادى وجماعات للتظاهر في الحزب الحاكم الذي أصبح بمثابة " الطاحونة" التي تعجن الجميع في ماكيتنها دون أن تميز بين الغث والسمين، تعبيرا عن المساواة بين الوطني، والقبلي، والعرقي، والفئوي الملون...
ومن سلبيات ذلك أن" طاحونة" الحزب الحاكم، قضت على المميزات التي يتميز بها قادة الاحزاب الملهمين من الرؤساء، فعدم إمكان المتميز للرئيس الحالي ولد الغزواني عن سابقيه منذ ثلاثين سنة، يرجع الى بنية الحزب الحاكم، لا الى رئيسه ولد الغزواني الذي، ينبغي أن ينتبه إلى ذلك، والاسراع في معالجة هذا الاختلال المدمر للنظام السياسي، وتجربته الديمقراطية القائمة على التعدد الحزبي للمشاركة في الحكم بالتوجيه، والدفاع عن الحقوق المدنية، والسياسية للمواطنين..
و انقاذا للوطن الذي يقع على عاتق رئيس الدولة، مسؤولية اخراجه من عنق الزجاجة واشراك نخبا حزبية ذات برامج سياسية، ورؤى واضحة يستنار برؤاها في الاصلاح، والتسيير،،
وهذا معناه الحاجة إلى بناء احزاب مؤطرة إيديولوجيا، وهذا الذي تفتقده الاحزاب كل الاحزاب الذي اعطيت تراخيص، فهل لهذا السبب البغيض، سمح بها لتفتح دكاكينها التجارية؟!
ولذلك غاب دور الحراك السياسي الوطني ، ورموزه القومية العربية..
وهذا يدل من جهة أخرى على الحاجة إلى إعادة تأهيل الحراك السياسي العام، وليس الخاص فقط، وإن بدأ للقوميون بالأخير من جهة المنهج، فلا بد من أن يعم التفعيل عبر تراكم النضال، وهو السبيل الوحيد، والأمثل من اجل التغيير ، وتحديث المجتمع الموريتاني..
ولعل القوميين، يقومون بالمبادأة المأمولة، انقاذا لنضالهم الحزبي، و تأهيلا للأجيال في مجتمعنا على العمل الجبهوي الخاص بالقوميين الوحدويين..
ولقد كتبت مقالات عديدة ، حاثا القوميين في موريتانيا على التنسيق بأي شكل من الأشكال المناسبة، كما تسمح بها الظروف الخاصة، والعامة...
وذلك اقتداء، وأسوة بالعمل الجبهوي القومي الذي صنع به القادة القوميون تاريخ الأمة الحديث في وحدتي: سوريا ومصر، والوحدة الثلاثية بين مصر وسورية والعراق في ظل حكم القوميين.
ومنذ ٢٠٢١م. وأنا اكتب مقالات و أنشرها في مواقع المناضلين القومين " باباه"، وآفلواط في موقعي " وكالة نواذيبو للأخبار"،و " الرائد"، وهما الموقعان اللذان المتميزان..
وقد اخترتهما للنشر ، وتقديم رؤية للتنسيق والعمل الجبهوي للقوميين الوحدويين في موريتانيا..
واعلم علم اليقين إن منصتكم يقرؤ ما يكتب فيها، لأنها تجمع العديد من الكتاب، والمثقفين، والشعراء، والأساتذة من اهل الفكر العربي الوحدي..
فهل من استجابة لتفعيل النضال ، كما طالب بذلك الآن المناضل في الصوتية المسومعة المنشورة في المنصة...؟
إشيب ولد أباتي