وداعا محمد المأمون..
قيل لعمارة بن بلال بن جرير: ما ذا كان جدك "سيفعل" في قوله:
لو كنت أعلم أن آخر عهدكم يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل..
قال: "كان يقلع عينيه حتى لا يرى مظعن أحبابه"..
لتعذرني يا عمارة فلطالما اعتبرت مقولتك هذه نوعا متقدما من الخبل المتحكم، او ضربا من الجنون المطبق:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها.
لكني، وبعد أن أعلنت قناة المحظرة "استغناءها" عن خدمات أخي وزميلي محمد المامون، (طبعا لا لتقاعس أو تغيب عن العمل، ولا لنقص في الخبرة والكفاءة).. ورأيته يلملم أوراقه، ويودع زملاءه.. أعذرتك وأيقنت أنك وجدك جرير وحدكما من يقدر ألم فراق الأحبة.. ولوعة الشوق.. ولاعج الهوى..
ثلاث يعز الصبر عند حلولــــها = = ويذهب عنها عقل كل لبيبِ
خروج اضطرار من بلاد تحبها = = وفرقة خلانٍ وفـــقد حبيــبِ.
أخي محمد المأمون..
لقد عشت معك في كنف "قناة المحظرة" كل معاني الحياة، سعدت بتواجدي معك.. احسستك أخا حنونا، وصديقا وفيا، تعلمت منك معاملة الآخر ومحبته ونصحه.. اقتسمت معك الابتسامة والأفراح.. ازداد الحب ونما، وتطورت الصداقة لدرجة تقاسم نبض القلوب.. كان عمال القناة "البسطاء" ينظرون إليك نظرة خاصة، كانوا يتخذونك القدوة الحسنة.. يستمدون منك الأمل في أعتى المواقف.. لم يتخيلوا اللحظة التي يحيون فيها بدونك.. أو على الاقل توجد "محظرة" بدونك.. ولسان حال كل منهم يردد:
أحببتُـــه مــــــلءَ الفــؤاد وإنما = = أحـــببت من ملأ الودادُ فؤادَهُ
فظفرتُ منه بصاحبٍ إن يدرِ ما = = أشكوه جافى ما شكوتُ رقادَه
لكن ثقتي أنك؛
ستذكرُ إذ كنا قرينين عندما = = يحين صدورٌ أو يحين ورود
فأيــن ليالينا وأسمارها التي = = تُبلُّ بها عند الظماء كـبودُ؟
لياليَ كنا بالقناة فليتها = = تـعود، وكل الحاقدين طريد.
عزيزي محمد المامون
ثق بأن قناة المحظرة ومتابعيها وعمالها سيتذكرونك إذا جدّ جدهم.. وأنه في الليلة الظلماء يفتقد البدر.. وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا = = أن لا تفارقهم فالراحلون همُ.
من صفحة الأستاذ أبو محمد ولد محمد الحسن مسؤول الانتاج بقناة المحظرة على الفيس بوك