كان حلم الآباء المؤسسين مرتفع السقف... كان حلما كبيرا جدا
نظّر المؤرخ محمد ولد مولود ولد داداه لوطن البظان الكبير الذي يمتد حيثما وجدت الراحلة أو عزفت التدنيت أونبت إنيتي.
وحدّد الرئيس المختار ولد داداده في خطابه في فاتح يوليو 1957 بمدينة أطار، حدود وطن البظان من وادي درعة إلى نهر السنغال، ومن اگليميم إلى اژواد.
كان حلما طوباويا، فقد ضاع وادي درعة، واغتصب رئيس مالي مودي بوكيتا منطقة أژواد وذهب أبعد من ذلك حيث ظل يطالب بالحوضين الشرقي والغربي كجزء لا يتجزأ من تراب مالي.
ولم تلبث حمراء السواقي (الساقية الحمراء) أن كانت من نصيب المغرب في تقاسم الصحراء الغربية، وسالت دماء أبنائنا الطاهرة دون (وادي الذهب) ثم ضاع حين تخلى عنه العسكر سنة 1978.
وفي السنغال ما زالت النخب تلعن الرئيس سينغور لتفريطه في نجوع انچاگو وما جاورها من أراض سنغالية حسب رئيس اليرلمان السنغالي السابق "بابا اديوب"، ولاتزال تلك المطالب حاضرة في خطاب المرشح الرئاسي المعارض القوي الآن عثمان سونكو.
تحول حلم الآباء المؤسسين إلى دولة قسرية لكنها دولة تحمل في طياتها بذوز الانقسام والتشظي، منذ قيامها، فأهل الگبلة هم أهل الگبله، وأهل الشرگ هم أهل الشرگ، وأهل آدرار هم أهل آدرار، وأهل الساحل هم أهل الساحل وأهل الوسط هم أهل الوسط.
يروي صحفي سوداني أنه التقى سنة 1991صحفية إسرائيلية في لندن، ومن جملة ما قالت له إن جنوب السودان سينفصل بعد عشرين سنة.
وفي 2011 انفصل الجنوب أي بعد عشرين سنة بالكمال والتمام.
هل كانت مؤامرة أم استقراء؟ لايهم..
وها نحن نرى حال التشظي في السودان اليوم..
يظن كثيرون أن مشكلة موريتانيا هي العرقية أوالشرائحية أوالطبقية أوالفئوية..
كلا، إن مشكلة المنتبذ القصي التي لا حل لها هي معضلة الجهوية..
إن أقوى خيط ناظم لأهل المنتبذ القصي هو خيط القبيلة، والجهوية أقوى من القبيلة فتأمل !!
حتى المدارس الفنية (أژوان) تختلف حسب الجهات.
لم يستطع السياسة رأب ما أثأته الجهة
حتى الدولة تراعي أول ما تراعي في التعيينات التوازنات الجهوية قبل أي اعتبار.
فالجهة أقوى من الدولة.
مالم نستطع بناء دولة المواطنة فإن مصير البلد هو التلاشي
كامل الود