قصة حب من عُمر إفريقش.....دخلتُ تونس سنة 1980 (أكتوبر) لأول مرة قادما من جارتها الشرقية على طائرة الغزال الراكض الاحمر رمز خطوطها الجوية في رحلة ظاهرها زيارة الصديق الخل المرحوم جمال الذي كان يدرس في جامعتها المعرَّفة ،
.
حيث قضيت أسبوعا في فندق البحيرة ، كان أغلبه معي و مرة زارني مع الاديب الصديق أحمد ولد مبيريك صديقه و زميله في الدراسة ،صحبة الاستاذ و الضابط عبد القادر ولد أحمد الذي كان مستشارا أول بالسفارة الموريتانية بتونس آنذاك..
و فندق البحيرة كان أيامها مفخرة النزل في عاصمة السياحة المغاربية، بهندسته الفريدة ذات الهرم المقلوب قبل أن يتحول إلى طلل مهجور منذ فترة ، و حفظا لعهد جميل فيه "عيش و ملح "و نضال وأشياء أخرى ، ما زلت أمر بالقرب من أبوابه المهملة و صخوره الجلمودية و مراياه العمياء متمثلا قول الموريتاني المبدع :
أًمِنْ طَلَلِ عافٍ ب" صخرٍ على صخرِ" ** سكبت دموعاً ما جريْن على "صخر"
فائدة: المطلع أعلاه من قصيدة للشاعر المتفرد محمدعبد الله ولد عبيد الرحمن العلوي التجكجي من آخر عمالقة المدرسة الشعرية ذات الغنائية البيضانية الخالصة في استدعائها للأحداث و الأماكن ،يمدح بها حاتم دهره المربي و العالم العَلَم الشيخ أحمد أبي المعالي التاقاطي الخزرجي القادري الفاضلي السعدي الأشهر..
يقال إن الشاعر المعروف باعتداده بنفسه شعراً و نسباً وقف ينشد الشيخَ قصيدته هذه سائلاً بلهجته المتعالية: الشيخ هون حدْ ينزل الشعر؟ فقال الشيخ : الل سمَعنا يَوَنِّي... فطفق العلوي ينشد والشيخ يهتز رغم وقاره المعروف إلى أن أكمل فقال الشيخ و كان الحضور موسم الفطر يقدر بالآلاف : التلاميد انتوم أياك فيكم حدْ يعرف ذا الموضع الل اسمو حجره عْلى حجره!!
وبعدُ...
فقد جرجرت حقائبي بين فنادق تونس الفخمة و تلك الفحمة من إفريقيا للمشاتل و الشرق والدولي و القنطاوي وما لايحمل هوية لتواضعه و تآكله تبعا للظرفيْن ..
و لكن ...
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... و حنينه أبداً لأول منزل
...يتواصل...