منذ فترة، وأنا مهتم مثل غيري في العلوم الانسانية ببعض الظواهر التي تحدث عنها علماء النفس، كظاهرة" التلبث" التي تعبر عن احساس داخالي، هو بمثابة منبه للشخص، اذا كان يبحث عن شيء ما، وتارة يأتي الاحساس الداخلي لشخص آخر،، وقد تقع حادثة ما، في مكان بعيد، فيخبر الحدس الداخلي عنها، وقد تشارك حاسة السمع، ذلك الاحساس الداخلي في استقبال الواقعة المذكورة..
أسوق هذا التتبع لظاهرة" التلبث"، لأني كنت اطالع بعض التقارير لعلماء الجغرافيا، عن ظاهرة اختفاء "المحيط الهادي"، حيث ان بعض العلماء حدد تاريخ الاختفاء بثلاثمائة سنة، بينما أرى غيرهم أن فترة الاختفاء، ستكون بعد مليون سنة..
وفي لحظة انتهائي من الاطلاع على التقارير، فلا ريب أن الحدس الداخلي، كان منبها للأستاذ محمد الحسن ولد احمد، لإرسال لي مقالا لأحمد ولد هارون ولد سيديا، عن احتمال اختفاء مجتمع البيضان.
ولعل بعض القراء، يتفق معي على أن الدراسات المستقبلية راجت في اوساط ثقافتنا العربية منذ تسعينيات القرن الماضي ، حيث أصدر المرحوم المهدي المجرة كتابه عن مستقبل المجتمعات العربية، واعتبر القرن الواحد والعشرين، عصر الحروب المدمرة في " الحرب الحضارية الأولى"، وان مجتمعاتنا العربية، وغيرها، ستواجه تحديا وجوديا، الأمر الذي يتطلب إقامة تكتلات سياسية، وبناء قوة عسكرية لصد العدوانات، وان لا يقل التكل الاجتماعي الواحد عن مائة مليون نسمة.
وهنا يلاحظ القارئ تلك المفارقة بين دعوة المنجرة للوحدة المغاربية، والوحدة العربية التي شكلت خلفية الدراسة المستقبلية في كتاباته، كمفكر عربي..
وبين غياب تلك الدعوة لدى احمد ولد هارون، لتوحيد "مجتمع البيضان" مع جيرانه في المغرب العربي، وذلك في مواجهة التحديات التي شرحها بكثير من التوضيح .
وإذا كان علماء الجغرفيا، ربطوا ظاهرة الاختفاء بالتناقص في المساحة، كمسبب وحددوا نتائجه ، كوحدة القارات، واعطوا الكرة الارضية الجديدة، " ScienceAlert" واسموها " آماسيا" Amasia، فإن من النتائج التي تبعث على التشاؤم حقا، قولهم بارتفاع درجة الحرارة، مما سيجعل الحياة البشرية مهددة بالانقراض الكلي..
بينما نجد في مستقبليات المهدي المجرة في تنبؤه بالحروب، وقد عانى العرب في بداية العشرية الثانية من هذا القرن حيث، دمرت اربع مجتمعات عربية هي: الصومال، والعراق، وليبيا، واليمن،،ولذلك ، كان تصوره لمستقبل الأمة العربية، مطالبا بالوحدة العسكريةالتي لن تقوم لها قائمة، الا إذا تعززت بالوحدتين: السياسية، والاقتصادية.
بينما البقاء على التفكك القطري لمجتمعات الأمة العربية، سيكون من نتائجه اختفاء مجتمعاتها الصغيرة، إيذانا باختمفاء الأمة مجتمعة...
أما تنبؤ الأستاذ احمد ولد هارون، فانه يقدم نتيجة حتمية، ذات العامل الأحادي متمثلا في اختفاء مجتمع البيضان، بعد وصفه له، او توصيفه على الأرجح في نظر بعض القراء..
ورغم انه تطرق للعديد من العوامل الاجتماعية، والبيئية، والثقافية متمثلة في الاعراف، وغيرها من المواضعات الاجتماعية، والمتغيرات السياسية، والعرقية، ومنها :
١- أن " المجتمعات الصحراوية جامدة وصلبة، خلافا للاجسام الاجتماعية المائعة مثل مجتمع نواكشوط"، وكأن مجتمع انواكشوط ليس جزءا من مجتمعه العام الجامد الصلب على حد تعبيره الرمزي، كشاعر يبحث عن غير المألوف من التعابير بحثا عن الشعرية..!
٢- تقسيمه للحراك السياسي الى :
أ- فريق السياسة المحترفين، وهم" المنشغلون بما يلائم وجدان الناس..."
ب - " فريق السياسة الهواة":، وهم الذين مارسوا - ويمارسون - "السياسة من أجل إضاعة الوقت "
ج - " الطبقة - ومتى يعرف مثقونا ان مجتمعهم، هو مجتمع فئوي، و لم يتطور إلى مستوى المجتمعات الطبقية، والأقرب إلى مقاربة الواقع التعبير" النخبة المثقفة الفاسدة " - السياسية الزنجية، ونخبهم المثقفة ، وكذلك بعض نشطاء الحراطين" المتزنجين" - غاب عن ذهن الكاتب أن" الزنجية" نظرية لها معاييرها منذ ستينيات القرن الماضي، ويمكن الرجوع إلى اهم افكارها في كتابات الشاعر، الرئيس السنغالي الأسبق " ليوبولد سيغور" - وغير المتزنجين، وعندهم قضايا واضحة، ومحددة إلى حد كبير، وتتمتع بقواعد شعبية، تلتف حول رموز ، وشخصيات، ابعد ما تكون عن المجاملات، والرفاهية، وإضاعة الوقت"، و في مقابلها على النقيض منها افتقار "الفئة الأخرى من البيضان إلى الرموز السياسية..."
لكن هل يمكن التسليم برأي الكاتب في هذه الجزئية، إن وصفا، وإن تقيما معياريا؟ وما نسبة المغالطات فيه،؟
والسؤال الأهم، هو: لمصلحة من هذا التضخيم للفئة الأولى، والتحجيم للفئة السياسية الثانية؟!
وهل الأمر راجع الى تبني آراء بعض الرموز التي أعطاها القيادة الكاريزمية، اكثر مما هي عليه بغض النظر عن مواقفها المعادية لوطنها ومجتمعه، وهو لعمري يعبر عن عدم الوضوح في الرؤية للواصف، والموصوف، و غياب التفكير الوطني المخلص للمجتمع كليا، وجزئيا معا...
ويأتي التساؤل حول الحياة السياسية في أشكال الدولة ، دون أن يكلف الباحث، والناشط السياسي احمد هارون نفسه عناء طرح التساؤلات التي كان حريا به الاجابة عليها كذلك، حين الحديث عن الحياة السياسية، ومنها :
كيف نشأ النظام السياسي الحديث في بلادنا؟ ومن انشأه؟ وما العوامل التي ساعدت على نشأته، وتلك التي جعلته في منزلة بين المنزلتين: الحضور، والغياب؟
ولعل الاسئلة موجهة للكاتب القادر على الاجابة عليها، ومن الأمور البديهة، ان الكاتب سيظهر موقفه من جهات معينة، ومنها تحديد مسؤولية الاحتلال الفرنسي، الاستعمار المباشر لأكثر من نصف قرن..
وباعتباره واحدا من خريجي المدراس الفرنسية في بلادنا، ومن الجامعة في فرنسا، فالارجح، أنه كاصحابه الذين اطلعوا على توغل النفوذ الفرنسي في بلادنا، ولذلك ، فالتشخيص الصحيح لمعاناة نظامنا السياسي، يحمل فرنسا مسؤولية جرائمها التي ارتكبت، ولا زال الحبل على الجرار،، ولعل خريجي النظام الفرنسي في بلادنا، يعدون ما يوجه لفرنسا في الجزائر، وافريقيا الغربية من استعمار مباشر، خطا أحمرا، لا يمكن تجاوزه، ولذلك لا يستغرب ان يتموضع خرجو فرنسا مع الواقع السياسي، وان يتجنب بعضهم نقد المرحلة الاستعمارية..
ولذلك ، فلا غرو أن الكاتب، تجنب طرح الاسئلة، والإجابة عليها، وبدلا من ذلك اطلق على النظام السياسي اوصافا، تتعلق بتحديد مستوى الوعي العام على أساس عدم " تمييز الموريتانيين بين دولة، او مشروع سياسي يحمل منذ انشائه ، او منحه عوامل حقيقية للتعثر والفشل"، وانطلاقا من هذا الافتراض الذي قد لا يتفق معه الكثير من القراء، فهناك نتيجة سلم الكاتب بها، وهي: ان ال " مجتمع لم يجد. يوما فرصة لتحديد مصيره، واختيار شكل دولته، ومكانها، وزمانها، وتركيبتها"، وكان السؤال التالي لهذا الطرح غير متسق مع السياق التصوري للتعبير عن رؤية الكاتب في ذات الفقرة نظرا للتشكيك في المشروع السياسي، بدليل " كيف نراجع مشروعا وطنيا اثبتت الخمسون سنة الماضية أن الحلول التقليدية فاشلة حياله؟".
أما على مستوى الممارسة، فيمكن رصد العديد من الصيغ الانتقادية التي أوضحت موقف الكاتب من الاوضاع الراهنة، دون تقديم رؤية تشكل تصورا "نموذجا" سياسيا بديلا..ومن ذلك الإشارة إلى تحكم الاجانب، دون أن يسميهم، بالمحتل الفرنسي صراحة، والسبب الظاهر، هو حساسية انتقاد فرنسا من احد خريجي إحدى مؤسساتها الجامعية، وبالأخص، ان كان من محيط اجتماعي، له علاقاته " الملتبسة" بولاء الحفيد لميول المرحوم جده في مقالاته في موقع " موريتانيا الآن" عن الولاءات السياسية المعروفة(... ) لدارسي التاريخ الموريتاني الحديث.
وعلى أي حال، فالكتاب ذكر الجميع بمرارة، وهذه يشكر عليه عن" ... ظروف المجتمع الحالي، سيصبح الموريتانيون بين عشية وضحاها، اجانب في بلادهم .. وهم، لاهون في حلقات مفرغة من الأساطير السياسية ، والشكليات الروتينية" ، وغيرها من الصيغ الانتقادية، وكذلك " لا يشغل بها نفسه الا بعض من ساسة البيضان الهواة.."
وفي المقال الكثير من الاعتراضات التي قدمت على أنها حقائق،، ولو استقبلناها على ذلك الأساس، فالأمر يفترض على الكاتب، و قرائه، الانطلاق من رؤية المناطقة من الاتجاه " الشكاكي" بمقولتهم التاريخية للنسبية: " فما تراه حقا، فهو حق بالنسبة لك، وما يراه غيرك حقا، فهو حق بالنسبه له"، ولو افترضنا قبول الكاتب لأواليات " النسبية" في بداية الفكر الانساني، وبالنظر الى ما في المقال، فانه مطالب بمراجعة تلك الحقائق - كما زعم - التي استنزلها، كحقائق،،، من اجل ان يضعها في موقعها من الافتراضات ليس الا.
وقد يلاحظ القارئ، أن هذا المقال الطويل، مثل مقالات الكاتب المنشورة منذ حين، كتبت في فترة العشرية الأولى من هذا القرن، وهناك صيغ عديدة تؤكد ذلك، ومنها التواريخ، والسؤال الذي يتعلق بالنشر الآن، هو: هل يعتبر اختيار التوقيت للنشر ، هو لاسقاط تلك الفترة السابقة على الحالية، اي استنطاق الحاضر بالماضي ب عكس ما جاء في مقولة" ابن خلدون" بأن "الماضي يشبه الحاضر ، شبه الماء بالماء"، أو هو محاكاة لأصحاب " التقية" السياسية الذين يستبعدون الحاضر ،والنظر اليه بطرف العين على استحياء وقاية من شرور الزمن السياسي..!
وبعد هذا التقديم الأولي للمقال الطويل الذي سجل صاحبه فيه انطباعاته عن التحولات الاجتماعية، والتلميح لحقب التاريخ، لكن أهم ما جاء فيه - حسب تقديري - تلك الفقرات الاخيرة التي غطت الصفحتين الاخيرتين، حيث عرض فيها لبعض التحديات التي تواجه المجتمع الموريتاني..
ولعل من التوصيات التي يمكن أن توجه للكاتب، وهو - أكاديمي - ضرورة الرجوع إلى تاريخ مجتمعه في كتب التاريخ العربي، كرحلات الجغرافيين العرب، مثال: "صورة الارض"، لابن حوقل، وتاريخ البكري عن اقامة دولة المرابطين في الفترة الأولى في صحراء الملثمين،، والشريف الادريسي، و"،،،الحلل الموشية" وغيرهم، وطبقات فقهاء المالكية للقاضي عياض،،ففيها معلومات تاريخية، توجه الدارس لتاريخ المجتمع الموريتاني سواء أكان في حاضره، أم في ماضيه..
اما لو رجع الكاتب إلى الكتابات الفكرية، فحسب، فلن يتملكه هاجس الخوف على" مجتمع البيضان" من الاحتكاك الحضاري بين الاعراق، اذ انه نشأ نتيجة للتفاعل الاجتماعي بين الاعراق، وفي إحدى رسائل " الكندي" - وهو أول فيلسوف عربي - تعريف لمفهوم " البيضان": بأنه صفة للمجتمع الذي تكونت اجياله من عرقيين مختلفين، وأخذ الجيل السادس الصفة اللونية" البيضان" من البياض الخاص "الملحون"، وليس الناصع ...
ولهذا فالعرقية، لن تكون مصدر افناء لمجتمع البيضان في الحاضر، او المستقبل، ولا يمكن فهمها على أساس السلب نظرا لتزامن الظاهرة مع نشأة المجتمع، وتطوره، والتحولات العميقة في فترات متقطعة من تاريخه..
اما الخشية من التفاعل العرقي بين فئات المجتمع، فهو رؤية سياسية، تضمنت تجاهلا، و قصورا في فهم المتغيرات المعاصرة لظاهرات الاجتماع البشري العديدة ،، وكذلك غاب عنها استحضار عوامل النشاة ، والتطور الحضاري المستدام، وبناء الانظمة السياسية.. الأمر الذي تحاشاه في طرحه - الكاتب - وفضل عليه - ربما - ما ازعجه عن البداوة المستأنفة من حين لأخر نظرا للعوامل الخارجية، اكثر منها داخلية، و هذا يناقض مفهوم " البدائية" المستديمة، وتعميم " الحكم الارتجالي" على التنظيم السياسي الحديث في مجتمعنا الذي يشهد تطورا بطيئا، عكس تيار الوعي السياسيالذي يستعجل اصحابه التحول المنشود، ولذلك بقيت المقاربات تعتمد على مقولات"ريمون آرون" عند الكاتب، بينما الواقع في حالة استرخاء تحت الظلال المظلمة، بل المعتمة بعيدا عن أضواء التحديث، احرى العصرنة.. وقلما تجد من يهتم بما يعاني المجتمع في انظمته، كموروثه الموازي للتنظيم الاجتماعي له عبر تاريخه، وكان بذلك ضحية على عتبات الأبواب الموصدة للتحديث، كالميت الذي يموت عطشا، وهو على حافة الماء..
لان تحديث المجتمع يحتاج الى الوعي المتجاوز للمطارحات السياسية الباحثة عن الاسهم لأفراد النخبة المحرومة..
وبدلا من ذلك، فعلينا مراجعة واعية من أجل تأسيس التحديث على أواليات النهضة،بمعنى رصيدنا الحضاري المختفي عن الانظار، وحتى عن التفكير فيه، وهو مجهول في حلقات التاريخ المفقودة التي تستغرق القرون التالية بعد سقوط نهضة المجتمع على عهد المرابطين، وكيف سقطت؟، وما هي العامل التي اسقطتها، ان كانت داخلية، او خارجية، والأخيرة هي الأرجح.. حيث توجد وثيقة فكرية للحضرمي، " الإشارة في تدبير الإماة"، لا يمكن تجاهل ما جاء فيها عن التربية، والتعليم لرموز النظام، وتاسيس التنظيم السياسي، والعسكري، وتوجيه التدبير العام على نظريات تقعيدية...
لذلك نحن لم نقرأ تاريخنا، لمعرفة انصع حقبه الضاربة في عمق التحولات الحضارية في المنطقة السابقة حتى على التاريخ الميلادي بالفي سنة من تاريخ مملكة "غانا" التي أقامت مشروعها الحضاري على أساس التعايش السلمي، و الشراكة السياسية، إذ كان ملكها اسمر البشرة، بينما كان وزراؤها بيض البشرة على رأي المؤرخين..
ولعل الكاتب احمد ولد هارون ولد سيديا، وهو كاتب وطني، وناشط سياسي، واكاديمي ، وأحييه على كتاباته الفكرية القيمة..ولذلك اتمنى عليه ان ينطلق في كتاباته من مقولة "هيجل"، أن "التاريخ أبو المعرفة"، وليس من مقولات "ريمون آرون" عن القيم المعيارية المطلقة، وليس كحقائق نسبية منضوية في منظومات المعرفة، خاصة المتعلق منها بالتفاعل البشري بين المجتمعات، كما تقدمه الدراسات في " الانتروبولوجيا الثقافية، حول التفاعل الثقافي الذي كان - وسيبقى- خاضعا للتنقلات بين الاقوام، والتفاعل بين الاعراق، والقوميات..
ولو وقفنا عند وحدة الاسماء، وتشابهها التي أطلقت على الاقوام في التاريخ، لو جدنا أن سكان اللاذقية القدماء في سورية، كان يطلق عليهم اسم" الموريين"، وكذلك السكان الأصليون على عهدي الاستعمار الاغريقي، والرماني في المغرب العربي ، فكان يطلق عليهم "الموريون".
اما في الحاضر، فإن السكان الأصليين في " نيوزيلاندا"، يطلق عليهم " الموريون"، وفي بلادنا "يطلق علينا" الجمهورية الاسلامية الموريتانية"..
ومن الموضوعات التي تستحق مناقشة الكاتب، فمنها رؤيته، وهواجس خوفه من اختفاء "مجتمع البيضان"، واستبعاده للتجارب السياسية في المجتمعات الحديثة، والمعاصرة، حيث قامت نهضاتها على بناء المشاريع السياسية، والثقافية، والحضارية تركيزا على التنوع العرقي، والثقافي، والدافعية لدى الافراد، وعوامل التحفيز العديدة ومنها التجنيس...
ومن المستغرب، أن من كان يدعي استاذية المرحوم " محمد يحظيه ولد البريد الليل" - وهو القومي المناضل الذي اعترف بفضله عليه سابقا، وباستاذيته ، وكان من المتفرض، المتوقع، ان يتبنى التلميذ افكار استاذه،، ومع الأسف الحاصل، هو استبعاده، لذلك للأسف، لان افكار الكاتب في المقال لا تتماشى مع فكر ولد البريد الليل التحرري، القومي..وكان نقضيها في اعتقاد الكاتب في مساواته بين الصراع القومي التحرري، وبين الصراع العرقي بين المجتمعات، وقد كان الأول من اجل الاستقلال وبناء المشاريع النهضوية للامم، خلافا للصراع العرقي المستورد من تنظير المستشرقين لتدمير أنظمة المجتمعات العربية، والافريقية، والآسيوية..
وهذا من جملة ما ينبغي أن ينبه الكاتب عليه، عسى أن يتجنب تبني افكار مؤلف " صراع الحضارات"،،وخلفياته الفكرية التي كشفت عن تهافتها بالنظر الى الدراسات السياسية المستقبلية التي دعا اليها اكثر من مفكر عربي، وغير عربي، وكما أشرناسابقا إلى نموذج منها في كتابات المهدي المنجرة في "الحرب الحضارية الأولى"، و " زمن الذلقرطة"،،
، ونتمى ان يكون مثالا فكريا في مقاربات تالية لكاتبنا المبجل بالاحترام والتقدير احمد ولد هارون ولد سيديا..