أصدرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بيانًا نددت فيه بـ"المزاعم" التي أوردها الكاتب الصحفي البريطاني أندرو جونسون في صحيفة إندبندنت البريطانية الأسبوع الماضي، حول دراسة تقترح نقل قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد النبوي إلى مقبرة البقيع، التي تضم رفات العديد من الصحابة والمسلمين الأوائل.
.
وزعمت إندبندنت أن السلطات السعودية تناقش الاقتراح، وهو ما نفته الرياض جملةً وتفصيلًا.
دعوى لمقاضاة الكاتب والجريدة
أضافت إيسيسكو في بيانها: "المزاعم الباطلة بأن هذه الدراسة تناقش من قبل السلطات السعودية افتراء كبير، من صنع جهات حاقدة ومتآمرة على الإسلام والمسلمين، وعلى المملكة العربية السعودية، حاضنة الأماكن المقدسة، والأمينة عليها وعلى عمارتها."
أضافت المنظمة: "تهدف هذه المزاعم الباطلة إلى إثارة البلبلة والاضطرابات، وإغراق العالم الإسلامي في فتن عمياء، تهدد أمنه وسلامته ووحدته، استكمالًا لما تشهده المنطقة من حروب طائفية وإرهاب وفوضى هدامة، تحركها دوائر صهيونية واستعمارية مجرمة."
ودعت المنظمة المسلمين إلى عدم تصديق هذه المزاعم الباطلة الحاقدة، "فقبر الرسول الكريم باق في مكانه الشريف، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".
كما طالبت السلطات السعودية بمقاضاة الكاتب، والجريدة التي نشرت هذه الأكاذيب من دون تمحيص وتدقيق، لخطورة مضمونها وشناعة اتهامها.
رأي شخصي
وبعد نشر المقال موضوع الاتهام، أوضح أحمد بن محمد المنصوري، المتحدث الإعلامي بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن ما تم تداوله حول الحجرة النبوية في المسجد النبوي من أحد الباحثين في دراسة خاصة به لا يمثل رأي الرئاسة ولا توجه الدولة، التي تحرص كل الحرص على عدم المساس بأي شيء في الحرمين الشريفين مضى عليه العمل.
اضاف المنصوري: "ما حدث لا يتعدى رأي شخصي للباحث، ووجهة نظر خاصة به، وقد جرى على ذلك العرف المتبع في الأبحاث العلمية المُحكّمة، كما لا تُعبِر عن أوْعية النشر المرتبطة بالرئاسة، التي نصت على ذلك المادة الحادية عشرة من شروط وقواعد النشر التي نُشر فيها البحث".
وتابع في بيان توضيحي: "إن الرئاسة إذ توضح ذلك لتؤكد على الباحثين ووسائل الإعلام عدم الخوض في ما يبعث على الإثارة والفتنة ويثير البلبلة، كما تدعو إلى الحكمة والموضوعية والمصداقية وعدم التهويل والمبالغة والمزايدة لاسيما فيما يتعلق بالحرمين الشريفين".
نيات مشبوهة
وكانت اندبدنت و ديلي ميل وغارديان البريطانية نشرت تقارير متزامنة عن نية الحكومة السعودية هدم قبر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ونقل رفاته إلى مقابر البقيع، حيث يدفن من دون تحديد لقبره. لكنها لم تشر إلى صدور أي قرار حول هذا الموضوع. واستدركت قائلة إن الدعوة إلى تدمير الحجرات المحيطة بقبر الرسول من شأنها أن تثير بلبلة في العالم الإسلامي.
لكن ما نشرته هذه الصحف لا يتعدى كونه دراسة قدمها الدكتور علي الشبل، الأكاديمي في جامعة الإمام محمد بن سعود، موصيًا بنقل قبر الرسول وحجراته من حرم المسجد النبوي الشريف لخارج المسجد، طالبًا في دراسة نشرتها المجلة العلمية المحكمة، الصادرة عن مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، التابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، هدم الجدار العثماني، وعدم تجديد اللون الأخضر على القبة، وطمس الأبيات الشعرية من قصائد المدح المكتوبة في محيط الحجرة، درءًا لشر الشرك والتوسل والاستغاثة بالرسول في قبره وهو ميت.
والدراسة قديمة، صدرت قبل أكثر من 4 أشهر، إلا أن ترجمة اندبدنت وديلي ميل وغارديان لأجزاء منها، ونشرها في تقارير متزامنة تحمل عنوانًا مشكوك في نياته، هو "السعودية تخاطر بشق المسلمين بخططها نقل قبر الرسول صلى الله عليه وسلم"، أثار الجدال، بالرغم من تكرار المصادر الحكومية السعودية أن ما قيل مجرد دراسة باحث وليس قرارًا حكوميًا.
إيلاف