هزيمة سياسية مدوية وسقوط انتخابي مؤلم لحزب العدالة والتنمية، قائد الإسلام السياسي في المغرب، بعد ظهور النتائج الاجمالية للانتخابات الثلاثية هناك هذا الصباح.
تو قع المراقبون، وحتى بعض دوائر الحزب نفسه، التراجع وخسارة صدارته التي حافظ عليها في دورتين، ولكن أحدا لم يتوقع أن تكون الخسارة هزيمة بهذه القسوة.
وكان أساس التوقعات مختلفا؛ فمنها ما يرجع إلى ضعف أداء الحزب الذي يقود الحكومة، وخاصة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وقبوله بالتطبيع مع العدو الصهيوني. ومنها ما يعود للواقع؛ من تأثير جائحة كورونا وتبعاتها الثقيلة، ومن حقيقة الاستهداف السياسي الشامل الذي حول برامج الأحزاب والقوى السياسية بأسرها إلى هدف رئيسي هو إسقاط هذا الحزب قبل التفكير في أي شيء آخر...
ومهما يكن من أمر فإن حزب الإسلاميين الرئيسي في المغرب الذي قاد الحكومة عشر سنوات بقوة أصوات المغاربة، قد أسقط بنفس القوة الشرعية التي رفعته، سواء كان ذلك انتقاما سياسيا منه أو تزكية وإيثارا لغيره ممن تصدر النتائج.
وبالتالي لا يمكن ولا ينبغي له سوى التسليم بذلك دون تردد ولا تلكإ، وتهنئة الفائزين عليه...
فليس أمام حزب العدالة والتنمية سوى أن يقبل بهزيمته ويلملم أوراقه، ويتفرغ لإعادة بناء نفسه وتغيير برامجه ومسؤوليه والنضال السياسي السلمي لاستعادة مكانته بنفس الآليات الشرعية الشعبية التي تتيحها اللعبة الديموقراطية للجميع...
===
وأخيرا، بل أولا وأخيرا ووسطا، ليعلم الجميع أن هذه هي سنة الديمقراطية وحرية الاختيار الصحيحة الكفيلة بإزاحة؛ بل ومعاقبة الأحزاب والتيارات الإسلامية السياسية (أصوات الناخبين) وليس الانقلابات العسكرية أو الحروب أو القمع والحظر..