اختارت السيدة برجيت، انواكشوط على كوبنهاغن وباريس، من أجل أحمد! "وهذا لعمر الله وحده يكفي أن يبكيها أحمد أمد الدهر"
تغيرت ظروف أحمد من حال إلى حال منذ استقلال البلاد إلى الآن، وظلت برجيت كما كانت. وحين تبدلت نفوس وتقلبت قلوب على أحمد ظلت برجيت وحدها على عهدها، جامدة على صعيد الوفاء.
وحين فترت ضمائر ولاحت مصالح وبدت وظائف، بقت برجيت ولوحدها في فلك صاحبها.
لم تحرج برجيت أحمد يوما، كما تفعل جل نساء أهل الشأن العام ورموز السياسة.
فلم نسمع يوما أنها شاركت في صراخ وحفريات حزب الشعب إذ ذاك، ولم تكن من رواد حفلات الصخب بعد ذلك ولا زائرات الوزارات ولا من صاحبات الأسواق والمحلات...
كانت برجيت سندا وجدارا منيعا في ظهر أحمد، انزوت بحياتها دون ضرر لشريكها في مشواره، وآزرته بنفسها وروحها مؤازرة الأشراف العارفين.
كان يلوح وراء صمود أحمد أشياء غير بادية، ولا شك أن تلك الأشياء أو جلها؛ كانت برجيت.
اليوم وبعد البنك المركزي وسجن تيشيت أو ولاته وقوالب ديموقراطية العسكر ومحطات أخرى جمة وحوادث جسام وامتحانات صعبة وتحديات قوية، يمكن لأحمد أن يقول قد بقيت الآن وحيدا، وحري ببرجيت أن ترد عليه من كناش توبة:
"وَلَو أنَّ ليلى الأخْيَليَّة، سلَّمت @@ عليّ وفَوقي تُربةٌ وصفائحُ
لَسلَّمتُ تسليمَ البشاشةِ أو زقا @@ إليها صدىً مِن جانب القبرِ صائحُ"
ويمكن لنا أن نقول، إن حفصة بنت بابه ابن الشيخ سيديَ دعت لابنها بالسعادة والتوفيق أيما دعاء... وقد من الله تعلى بالاستجابة
ما كانت برجيت ليخطئها الإسلام، وقد ضربت مثالا عريقا في الحب والتضحية والعهد، والحمد لله الذي أقر عين بعلها بنجاتها إن شاء الله...
رحمها الله وغفر لها. تعازي للرئيس أحمد ولد داداه وللزوج أحمد ولد داداه في السيدة برجيت. كما أعزي المحبة والوفاء!
من صفحة زينب بنت صمباره Zeinebou Soumbara