كانت زيارة رئيس الجمهورية محمد ول الشيخ الغزواني لمدينة روصو ناجحة بكل المقاييس السياسية المعتادة في موريتانيا.
و لكن في خضم الصور الجميلة للاستقبالات الشعبية استوقفتني صورة هذه السيدة التي تحمل الإناء (مرجن مقلوب) الذي تجاهد كل يوم في معركة لا تتوقف للحصول علي شيء يسير تغذي به أطفالها.
ليست هذه السيدة ضد الرئيس و لا أنا ضد الرئيس لأنها هي استقبلته بطريقتها و أنا دعمته بآلاف أصوات مناضلي تجمع الشباب المستقل ضمن كتلة سياسية كبيرة يقودها الدكتور مولاي ول محمد لغظف في الإنتخابات الرئاسية الماضية.
المهم أننا لسنا معارضين لأن المعارضة في موريتانيا قضي عليها الفيروس و لم يتبق منها إلا داعمو الرئيس من حزبه أو غير حزبه من تواصل و من تقطع و من تكتل و من.......
الجميع يدعم الرئيس وأنا و صاحبة المرجن المقلوب ندعم الرئيس و لكن أين منتخبونا في و لاية الترارزة من مراجيننا المقلوبة في كل أماكن انتخابهم،و ماذا لديهم سوي الكلام الذي لا يوضع في المرجن وأين مليارات تآزر التي لا يري إلا أخبارها في الموريتانية بينما لا تصل مرجن هذه السيدة و التي كان ليتدفق منه الطعام لو أن مفوضية الأمن الغذائي أعطت شيء مما تشتريه قبل أن تنتهي صلاحيته في المخازن ليتحول إلى علف للحيوان لا يصل أيضا لكويراتنا المنهكات.
هل هذا كلام حقوقي أم سياسي أم مواطن بسيط صعقته هذه الصورة المعبرة، هل يتحمل غزواني مسؤولية هذه الوضعية لا أظن لكي أكون منصفا للرجل فهذه تراكمات كثير من سنين الفساد ليس فقط في العشرية بل العشرينية و الثلاثينية و أبطال ذلك الفساد لا تبحثوا عنهم بعيدا سيدي الرئيس فهم تحت الخيمة التي كنتم فيها اليوم و أصدقائهم و أمثالهم من المفسدين ينتظرنوكم في كل الولايات و تنتظركم هناك سيدات مراجنهن مقلوبة أيضا.
فانتبهوا سيدي الرئيس لهذا المرجن المقلوب لأنه يحمل رسالة حضرية متحضرة عن معانات كبيرة لكثير من الأسر الموريتانية في المدن و الأرياف و لا تلهكم عنهم خطابات الساسة و سياراتهم لأنهم السبب المباشر لوضعية مرجن السيدة المقلوب.
قال لي من أثق فيه أن الصورة في أنواذيبو فأجبته بأنها في أنواكشوط و النعمة و روصو و ازويرات و هامد و هايرةامبار و عين بينتيلي واقعنا المؤسف في كل مكان و الذي نرفض أن يكون قدرا لنا بل نتيجة حتمية للفساد و المفسدين .