بيانات قرآنية عن قضية ما يسمى
(( العائلة الإبراهيمية ))
البيان الأول
.
قال تعالى :
1-(( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب )) آل عمران 18-19
2- (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ،قال : أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري ،قالوا : أقررنا ، قال: فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين. فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)) آل عمران 80-81
3-إ (( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ،فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) المائدة 46.
،4-(( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال: من أنصاري إلى الله؟ قال الحواريون: نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون. ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين )) آل عمران 51-52
5(( وقالوا : كونوا هودا او نصارى تهتدوا، قل : بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. قولوا: آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط وما أوتي موسى و عيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ))
البقرة 134-135
6- (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)) البقرة 284
7-(( ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما )) الاحزاب 40
8- ((... اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ...)) المائدة 4
9-(( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهمينا عليه ،فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبؤكم بما كنتم فيه تختلفون )) المائدة 50.
10- (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) آل عمران 84.
خلاصة البيان: الإسلام هو دين الحق وكل الرسل من آدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام تتابعت رسالاتهم لإكمال بناء هذا الدين .وكان اللاحق منهم غالبا يأتي بنسخ بعض الأمور القابلة للنسخ في شريعة سابقه إلى أن جاء خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم بالاسلام الكامل والشريعة الخالدة . فليس بمسلم من بلغته رسالته ولم يتبعها، و دعواه الانتساب لنبي سابق لن تغني عنه شيئا.
البيان الثاني
قال عز وجل :
1-(( وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين )) البقرة 123
2- (( ومن يرغب عن ملة ابراهيم إلا من سفه نفسه ، ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين. إذ قال له ربه : أسلم ، قال : أسلمت لرب العالمين. ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب: يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))البقرة 129- 131
3-(( يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم و ما أنزلت التوراة و الإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون. ها أنتم هؤلاء حاججتم في ما لكم به علم فلم تحاجون في ما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون . ماكان ابراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي والذين آمنوا معه والله ولي المؤمنين )) البقرة 64-67
خلاصة البيان: عاش ابراهيم عليه الصلاة والسلام قبل نزول التوراة والإنجيل ،ودينه كغيره من الرسل هو دين الإسلام الذي تعد التوراة والإنجيل الأصليان لبنتين من لبناته إلى جانب كل الكتب السماوية الصحيحة الأخرى. وكل يهودي أو نصراني يزعم الانتساب إلى إبراهيم وهو يكفر بالقرآن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فدعواه باطلة و انتسابه كاذب.
البيان الثالث:
قال تبارك وتعالى:
1- (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم: أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ،فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )) آل عمران 63
2-(( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون )) العنكبوت 46
3-(( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين . إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )) الممتحنة 8- 9
،4- (( ومن اهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون )) آل عمران 74
5- (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ،فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )) البقرة 192
6- ((ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات، أينما تكونوا يأت بكم جميعا إن الله على كل شيء قدير )) البقرة 147
خلاصة البيان: اختار القرآن للمسلمين عنوانا محددا وواقعيا للحوار تحته مع اليهود والنصارى وهو لفظ ( أهل الكتاب ) فيكون العدول عنه إلى عنوان ملتبس و مضلل مثل ( العائلةالإبراهيمية ) ونحوه نوعا من المغالطة و الخداع قد يؤدي إلى تمييع قضية الإيمان الجوهرية.
و المشتركات بين المسلمين وأهل الكتاب هي القيم الإنسانية المعترف بها في الأديان الثلاثة كالأمر بالعدل وفعل الخيرات والنهي عن الظلم و البغي ،إضافة إلى القيم الإنسانية التي تواضع عليها العقلاء .وهذه المشتركات هي أمور دنيوية عملية اخلاقية ولا تعلق لها بامور العقيدة و لا يترتب على الاعتراف بها إقرار لصاحبها بصحة عقيدته .
والأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم السلم ،اما الحرب فهي حالة استثنائية لاتكون إلا لرد العدوان أو منع التعرض لحرية الدعوة إلى الدين الحق وممارسة شعائره. والقرآن يطلب من اتباع الديانات استباق الخيرات والتنافس السلمي في ما يخدم البشرية .
البيان الرابع :
قال جل من قائل:
1-(( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى و الصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) البقرة 62
2-(( يا أيها الذين آمنوا كونوا انصارا لله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله.قال الحواريون : نحن أنصار الله ،فآمنت طائفة من بني إسرائيل و كفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين )) الصف 45
3-(( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان امر الله مفعولا )) النساء 47
3- (إن الذين يكفرون بالله ورسله، ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون: نؤمن ببعض ونكفر ببعض ،ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا . أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا. والذين ءامنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم ،أولئك سوف نوتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما)) النساء150- 151
خلاصة البيان : ماورد في القرآن الكريم من إشارة إلى نجاة من آمن وعمل صالحا من اليهود والنصارى و الصابئين في الأخرة ،إنما يقصد به _ كما يتضح لمن تتبع البيانات القرآنية في هذا المورد- من لم يتورطوا منهم في الكفر برسالة نبي بلغتهم بعد موسى أو عيسى عليهما الصلاة والسلام .
وبهذه البيانات التي اوردناها على سبيل المثال لا الحصر، يتضح أن مصطلح( العائلة الابراهيمية ) مصطلح ملتبس يحتاج بيانا وتحديدا وهوفي إجماله ينطوي على مضامين هدامة و مخربة قد تؤدي إلى تمييع مبدأ المفاصلة العقدية بين المسلمين ومخالفيهم في الملة. وقد نسمع أصحابها يدعون إلى طباعة القرآن الكريم مع التوراة و الإنجيل المحرفين في كتاب واحد .كما سمعنا انهم يعملون على بناء معبد واحد مشترك لأتباع الديانات الثلاث. وأيضا فإن الوثائق الصادرة عن القوم لا تلتفت إلى مظلمة فلسطين و مأساة الاقصى وتسوي في سردياتها بين الظالم و المظلوم. مكتفية بحديث رومانسي خيالي عن السلم و المحبة وحق أجيال المنطقة في العيش بأمان وسلام.
وهذا ما سيجعل كثيرا من المسلمين ينظرون بريبة و اتهام إلى هذه الدعوة المشبوهة.
والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى السداد
بقلم السالك ولد محمد موسى