سيدى محمد إكس إگرگ: إمارة البراكنه

2021-05-07 17:07:00
فى مجال أميري يقوم ما بين تگانت وآفطوط شرقا ، وكيهيدي (رگ ول هيبَه) علي نهر السينغال جنوبا ، و "إنِگيمْ" غربا " و آگان" شمالا،  قامت إمارة البراكنة )من (أولاد الزناگية) أولاد عبدَللَّ بن كَرُّومْ بن عَبدِ الْجَبّاربن مَلُّوكْ بن بَرْكَنِّ بن هَدّاج بن عمران بن عثمان بن مَغفربن أودَيْ بن حَسّان. .
وهي من أولى الإمارات في المنتبذ القصي و الأقوى والأكثر اتساعا ، من تيرس إلى نهر السنغال ومن شرقي بلاد اترارزة حتى تگانت والعصابة شرقا.
وقد شيدت الإمارة قوة ضاربة استطاعت أن تحمي بها مجالها الواسع فهي الإمارة الوحيدة التي تشترك في حدودها مع كل الإمارات أولاد امبارك ، إدوعيش ، الترارزة ، وآدرار.
 
حارب البراكنة أولاد أمبارك وطردوهم إلى الحوض وهادنهم أهل أحمد العيده لخؤولة بينهم وحاصروا إدوعيش ثلاثة أشهر على ظهر تگانت حتى اتفقوا معهم على الهدنة وفك الحصار مقابل 40 فرسا دفعتها إدوعيش.
وحاربوا الترارزة التى اضطر أميرها اعل شنظوره للاستعانة بملك المغرب.
 
كانت إمارة لبراكنة قوة عسكرية يحسب لها حسابها في المنطقة  قادت الحرب ضد إديشلي في آدرار ، ثم تدخلت لمساعدة عثمان ولد لفظيل في فرض سيادة قومه في منطقة آدرار. 
 
ومن أمرائها
بكار الغول ولد إعلِ ولد عبداللّ ، الذي تزوج ملك المغرب السلطان مولاي إسماعيل ابنته السلطانة اخناثه بنت بكار سنة 1680م واصطحبها بموكب عظيم يضم العبيد والجواري والمواشي كما ذهب معها أخوها الأصغر محمد ولد بكار وبعض من الحاشية.
وقاد بكار الغول جبهة لبراكنة من حرب شرببه رفقة ابن عمه نغماش ولد امحمد ولد عبدلل ، فتولى نغماش الجانب السياسي وبكارل الغول الجانب العسكري في المعركة.
 
ومنهم  الأمير نغماش ولد امحمد ولد عبدللّ شارك في معركة "انتيتام" (20 كلم شرق مقاطعة اركيز) سنة 1040 هـ - 1630م بين لمغافرة وأولاد رزگ والتي كانت فيها نهاية دولة أولاد رزگ.
 توفي نغماش سنة 1681.
 
ومنهم الأمير هيبَه ولد نغماش شوهد باسمه (هيبَه) اكحال الجانب الكحلة المعروف:
مرحب بهيبَه المعلوم :: الجيد الخايف اللّ 
دبوس أولاد كروم :: شيخ أولاد عبدالل 
وهذا دليل على أن التنديت لم تبدأ مع أولاد امبارك كما يتوهم بعض الكتاب.
 
ومنهم الأمير امحمد ولد هيبَه ولد نغماش تولى الإمارة بعد أبيه هيبة، وفي عهده دخلت إمارة لبراكنة حروبا قوية مع اترارزه بقياة الأمير اعلِ شنظورة ، وهي حروب استمرت حتى وفاة الأميرين اعل شنظورة ١٧٢٧ ، وامحمد ولد هيبَه ١٧٢٨.
 
ومنهم  الأمير أحمد ولد هيبَه ولد نغماش المتوفى سنة 1761م  ، وقد تولى بعد أخيه امحمد ولد هيبَه ولد نغماش ، وهو الذي وفد عليه العلامة الشيخ محمد اليدالي. 
فقد كان الشيخ محمد اليدالي كثير الترحال ، وذات مرة في لبراكنة سمع -وكان طروبا - فنانا شعبيا يردد مادحا الأمير أحمد ولد هيبَه:
سولان ابلا اعجب ::  يلْ داير لمصيبَه
منهو طفلْ اعربْ ::  كون اولدْ هيبَه
فقال الشيخ اليدالى أعرف أنا (طفل اعرب أفضل منه) وطفق ينسج على ذات المنوال وفي نفس البت (حذو اجراد):
صلاة ربي مع السلام :: على حبيبي خير الأنام
فأبلغوا الأمير بما فعل اليدالي  فاستدعاه مستفسرا بما معناه ما حملك على أن تفرغ في المديح الذى قيل فيّ  مدح غيري ؟
فرد عليه اليدالى نظمته في من هو أفضل منك وهو النبي صلى الله عليه وسلم فرضخ الأمير للحق ، وأكرم وفادته وفرض له جعلا سنويا ، وقد مدحه اليدالي ومدح قومه بقصيدته (قضت حكمة الجبار بالفتح و النصر) وفيها يقول:
وأحمدُ منهم فـاز بالمجد والعلى :: عــلى رغم أنف الحـاسـديـن ذوي المكر
رحيم بأرباب الهداية والتقى :: شديد على أهل الغوايةَ والكفر
مــن أصبح تـاجا فـوق هـام العـلى ومـن :: غـدا غُرة زيـنت بها دُهُمُ الدهر
به أنجبت للدهر والدة العلى :: وحيدًا وذا من مِنّة الصمـد الوتـر
 
وكان الأمير أحمد ولد هيبة قويا ساند عثمان ولد لفظيل في حربه ضد ابن عمه عبد الرحمن بن حمو ، كما ساند أولاد امبارك ضد إيدوعيش.
 توفي سنة 1761م.
 
ومنهم محمد ولد أحمد ولد هيبة ولد نغماش ، خلف والده أحمد في الإمارة
وفي عهده حارب لبراكنة الزنوج ، وتحالفوا مع  لمغافره ضد إدوعيش وحاصروهم في (احنيكات بغداده) سنة 1778م حيث  أقبل أولاد الفحفاح (أولاد امبارك)، وأولاد لغويزي ومعهم أولاد الناصر من الحوض، وأولاد يحي بن عثمان وأولاد غيلان من آدرار، وجاءت البراكنة و الترارزة من آفطوط والگبله.
وقد توفي الأمير محمد ولد أحمد ولد هيبه سنة 1780.
 
ومنهم احميادة ولد اعلِ ولد أحمد ولد هيبة ولد نغماش وفي عهده بدا الصراع الداخلي ، و حدث ما سمي ب (تفراگ لمحاصر).
 
وينقسم أولاد عبدللّ إلى خمسة أفخاذ هي:
 أولاد اعل – أولاد نغماش - أولاد السيد - أولاد بكار - أولاد منصور.
 
وقد أثرت الصراعات الداخلية في وحدة إمارة لبراكنة ، وبعد صراعات بين الفروع استتب الأمر:
-شرقا لاحميادة ولد اعل ولد أحمد ولد امحمد ولد هيبه ولد نغماش ومن بعده لابنيه المختار الشيخ وهيبه.
- جنوبا استتب الأمر لهيبه بن اعلي بن امحيمد وأحفاده: سيدي هيبه بن إبراهيم بن اعلي بن هيبه.
-غربا لأولاد السيد المختار ولد آغريشي وأبنائه خاصة في بيت سيد اعل الكبير وابنه الكبير أحمدو وسيد اعلي الثاني.
 
سنة 1745 أسس الفرنسيون مركز بودور (podor) وقام "بيير دافيد" مدير شركة الهند بتوقيع اتفاقية مع الأمير المختار ولد آغريشي ولد سدوم ولد السيد (أولاد السيد) منحته ضريبة عرفية قدرها (48 بيصة من النيلة) سنويا مقابل منحهم أرضا على النهر أقاموا عليها قلعة بودور.
 
سنة 1785 وقع الوالي الفرنسي ربانتنيي ، مع محمد ولد المختار ولد آغريشي الاتفاقية المنظمة لتجارة العلك في المحطات البركنية مع الفرنسيين وحظر التعامل مع الإنجليز.
 
تحالف الأمير محمد ولد المختار مع الحركة المامية في فوتو تور وشنّا حربا على اترارزة قتل خلالها الأمير اعلى الكوري سنة 1786.
توفي محمد ولد المختار سنة 1800 
 
وخلفه أخوه سيدي اعل الذي وطد علاقاته مع أهل فوته وأنهى نزاعهم مع الفرنسيين بموجب اتفاقية 4 يونيو 1806بين المامي عبد القادر وابلانشو .
توفي سيدي اعل سنة 1818.
 
 وخلفه ابنه أحمدو الأول ولد سيد أعل الأول ولد المختار ولد آغريشي الذي جدد اتفاقية تأمين تجارة العلك مع الفرنسيين في 20 مايو 1819.
 
في سنة 1821 ألغى الأمير أحمدو الاتفاقية منضما لحلف اترارزة ووالو ، ضد استحواذ الفرنسيين على الأراضي الزراعية ، لكن الفرنسيين ضغطوا عليه بسلاح الضرائب الذي هو مصدر قوة الأمير.
 
وسيؤدي الاستئثار بهذه الضرائب العرفية إلى نشوب صراع بين أحمدو وأبناء عمه سيدي محمد ولد المختار ولد آغريشي المعروفين بأهل سيدي ، انتهى بهم إلى الانسحاب إلى تگانت والاستقرار بها إلى أن نجحت وساطة الشيخ سيديا الكبير في تسوية خلافهم مع ابن عمهم الأمير أحمدو.
 
كما دخل أحمدو في صراعات مع أولاد نغماش الساعين لاستعادة الإمارة بقيادة المختار الشيخ ولد احمياده ، و انتهت بمقتل المختار الشيخ في معركة بچنگل سنة 1835.
 
لقي أحمدو مصرعة سنة 1841مسموما على يد زوجته ليلى بنت الرسول الإعيشية التي سَمّته خطأ وكانت تريد ضرتها وابنها سيدِ اعلِ ذي الثماني سنوات. لتدخل إمارة لبراكنة بعد مقتل أحمدو صراعا مفتوحا بين مختلف الطوائف.
 
وقد تأمر بعد أحمدو ابن عمه المختار ولد سيدي ولد محمد ولد سيدي محمد ولد المختار ولد  آغريشي ، الذي دخل في صراع مع ابن عمه محمد الراجل ولد المختار ولد سيدي محمد ، وخاضا معارك أوقفت تجارة العلك فتدخل الفرنسيون، وهو ما أغضب المختار ولد سيدي فهاجمهم في مدينة اندر سنة 1843 ونهب سفينة فتعقبه الوالي الفرنسي كايْ وتمكن من القبض عليه وسجنه في اندر يناير 1843 ثم نفاه الفرنسيون إلى الغابون نهاية العام وتوفي في المنفى.
 
وتولى بعده غريمه محمد الراجل ولد المختار ولد سيدي محمد بن المختار بن آغريشي الذي خلع سنة 1851.
 
وتولى بعده محمد ولد سيدي ولد سيدي محمد ولد سيدي المختار ولد  آغريشي سنة 1851.
 
ثم تولى  سيدي أعل الثاني ولد  أحمدو الأول ولد سيد أعل الأول ولد  المختار ولد آغريشي سنة 1893.
 
ثم أحمدو الثاني ولد سيدي أعل الثاني ولد  أحمدو الأول ولد سيد أعل الأول ولد  المختار ولد آغريشي ، الذي وصل إلى السلطة بموجب اتفاقية موقعة من قبل أبيه مع الفرنسيين، إلا أنه قاوم الفرنسيين في محاولة إخضاعهم لإمارة لبراكنه وخاض معارك ضدهم ، فاضطروه إلى الهجرة إلى تگانت حيث التحق بمقاومة إيدوعيش ، ثم  التحق بالشيخ ماء العينين مجاهدا إلى أن أدركه الموت 1932م.
 
كامل الود
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122