تتجه الاوامر الشرعية الى المكلف بحسب حاله ويسارته و جعلت الشريعة البذل والمواساة هي عبادة الاغنياء
.
ولقد راينا فى زماننا أغنياء صوامين معتكفين فى المساجد يصومون كل خميس وجمعة غير ٱنهم للاسف لهم عشيرة وجوار وشعب فقير لا يسألون عن حالهم ولو عرفوا قصد الشارع لعرفوا أن هذه ليست عبادتهم بالقصد الاول ..
هؤلاء بخلوا بما ملكوه حلالا فتوجه الذم اليهم فكيف بمن سرقوا مال اليتيم والمعوز ونهبوا ما لا يملكون ?
ولقد قال تعالى ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾
وقد قسمت العرب الرجال إلى أربع: كريم وبخيل وزاهد وشحيح.
أما الكريم فهو الرجل الذي يكرم نفسه وأهله وجيرانه وضيفه وأقاربه فهو رجل كريم المعشر.
أما البخيل فهو من ينفق على نفسه بل يغدق عليها ولكنه بخيل على الناس فهو رجل بخيل.
أما الشحيح فهو أقبح أنواع البخل فهو شديد البخل على نفسه وعلى عياله وجيرانه وأقاربه ومعارفه ويبخل بما يملك وما لا يملك ويكون سيئ المعشر .
ولقد جاء فى الحديث ٱنه لا خيرة ولا فضل مع البخل
و قد مدحت امرأة عند رسول الله فقالوا: ((صوَّامة قوَّامة إلا أن فيها بخلًا، قال: فما خيرها إذن؟)).).
ونقل عن حبيش بن مبشر الثقفي الفقيه: (قعدت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، والناس متوافرون فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلًا صالحًا بخيلًا ..
وروى النسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ((لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم أبدًا، ولا يجتمع شحٌّ وإيمان في قلب رجل مسلم أبدًا))
الدكتور الفقيه الشيخ ولد الزين ولد الامام