إكس إگرگ: تجگجه أرض لها جذور

2021-05-02 00:04:00
تجگجة أصل له جذور
 
اشتعل أوار الحرب بين سكان شنقيط من أبناء الرجل الواحد وظلت الحرب الطحون سجالا بين إدوعل (البيض) و(الكحل) ، تتخللها فترات هدنة يستغلها القوم في رحلة الشتاء والصيف.
يذهبون بالملح شرقا ويعودون بالميرة والقماش ، تلتقي عيرهم مع عير أهل تيشيت فيذهبون إلى زارا العامرة حينها (النوارة) الموجودة حاليا في دولة مالي .
 
ذات هدنة سنة 1660 م ذهبت قافلة من (إدوعل البيظ) تضم معظم الرجال وخلفوا وراءهم بعض الرجال رفقة الشيوخ والنساء والولدان فرأى الإمام محمد أحمد - وكان شيخا ضريرا مقعدا ولكنه كان حكيما مهابا يشتهر بالعلم والصلاح - أنها الفرصة للرحيل وحقن الدماء بعدما استشار ابن خالته الزعيم السياسي للبيض الأمين بن حروش فوافقه الرأي فلم تكن (تنيگِي) منهم ببعيد حيث تفانا أهلها من بني العمومة ودقوا بينهم عطر منشم.
 
أذن الإمام بالرحيل فشد القوم الرحال من شنقيط راحلين جنوبا وكانوا كلما نزلوا واديا يأمرهم أن يأتوه بقبضة من تراب بطحائه فيشتمها فلا يرضاه لهم حتى نزلوا واديا يسمى عيون البقر هو وادي (تگگجة) تجگجة حاليا.
 
 قال الإمام محمد أحمد هذه بقعة خير وغرس فنزلوا فيها وقال لهم: ابنوا المسجد في مكاني هذا.
 
وحين قفول القافلة قادمة من بلاد السودان (زارا ) وجدوا أهلهم قد استقروا في (تجگجه) فاستقر النوى بالقوم من إدوعل البيظ  وطاب الثواء ، وعمروا المكان وكان واديا به غابة كثيفة فاستعانوا بأولاد طلحة من إدوعيش لقطع الأشجار وحين هموا ببناء الدور زودوهم بالحجر لبناء المنازل وجعلوا لهم خمسة أمداد من التمر في كل سنة عن كل دار ، مدة من الزمن.
 
ازدهرت تجگجة  كمدينة علمية واقتصادية ، ويرجع فضل نموها إلى وقوعها في قلب البلاد و إلى واحات نخيلها الغناء التي جعلت منها عبر العصور معبرا للقوافل مابين تيشيت وشنقيط وزارا وولاتة ووادان ، فكانت نعم البلدة ماؤها عذب وعليل هواؤها.
 
وبها تأسست جامعة من أعرق جامعات المنتبذ القصي هي جامعة علمي المنقول والمعقول جامعة العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم بن الإمام عبد الرحمن بن الإمام محمد أحمد إمام علم الأصول.
 
وبها وئد مشروع توغل الاستعمار بمقتل مهندسه الفرنسي إگزافيى كبولاني 1905.
 
وقد أنجبت المدينة على مر العصور  الكثير من العلماء والأطر والسياسيين.
 
إن مدينة احتضت محظرة ابن الحاج إبراهيم و اتسعت ذات يوم لاحتضان شيخ الشيوخ العلامة المختار ولد بون وطلبته لن تضيق اليوم عن احتضان جامعة مهما تعددت كلياتها.
 لعمرُكَ ما ضاقتْ بلادٌ بأهلها :: ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ
 
كامل التضامن
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122