كتب محفوظ ولد أحمد في موقع "الموريتانيا الآن" للكتاب الموريتانيين بتاريخ (12.4.2021)، مقالا تحت العنوان اعلاه، وهو مقال ممتاز في موضوعه، وجميل بشهادته للتنويه بدور الناصريين في تبنيهم لثوابت الهوية العربية في بلادنا، والسعي الحثيث لفرضها على انظمة الحكم منذ الاستقلال الوطني،، وقد عرض الكاتب للأحتفالية الرائعة لتخليد يوم الشهيد هذه السنة في الذكرى 37، ومن بين ما تميز به البيان الختامي، وما هو مستجد في تقدير الكاتب:
.
1) ـ المطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية:
وللتذكير، فهذا ليس من المطالب الجديدة في تفكيرالناصريين في موريتانيا، نظرا لأن الوحدة الاجتماعية في موريتانيا ليست متعددة الأعتقاد، خلافا لما هو موجود في العراق، وسورية، ولبنان، ومصر، والسودان، وفلسطين، والاردن، وعدم المطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية في هذه الاقطار بالنسبة للناصريين عموما، يأتي انطلاقا من هذه الخلفية، وليس رفضا لتطبيق الشريعة الاسلامية هناك، والمطالبة بتطبيقها هنا،، ونكتب هذا توضيحا للكاتب من أجل معرفة هذه المبررات الموضوعية، حتى يستحضرها مع كافة القراء الكرام،،
2) ـ خلو الاحتفالية من صور الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله:
هذا الرمز التاريخي للأمة الذي استحضره الكاتب لغرض أن يحاكمه كمستبد دكتاتوري على زعمه، لا باعتباره قائدا لثورة كانت لها انجازاتها، و واجه في سبيلها العدوان الثلاثي على مصر سنة 56، وحقق الوحدة بين قطري الجمهورية العربية المتحدة سنة 58، وواجه الصهاينة في حرب 67 بحرب الاستنزاف سنتي 68،69، ومساندته للثورات العربية في الجزائر، والمغرب ، وتونس، واليمن، والكونغو،،
كل هذا التاريخ المجيد في حاضر الأمة، وماضيها القريب، لم يشكل سانحة تفكير، لتصويب تصورات الكاتب العمياء بشعارات (الثورات) المضادة الامريكية ـ الخليجية ،، وفي سبيل تلك الشعارات" الديموقراطية السياسية" التي فرضت على الأمة في الصومال منذ 1992م، و العراق منذ احتلاله 2003، وتدمير ليبيا منذ 2012، وتمزيق اليمن، والعمل على تفكيك سورية،،
إنها الشعارات المرفوعة للتغطية على عصر العولمة الامبريالية،، لذلك هان على تفكير العامة، وبعض الكتاب، تدمير الأقطار العربية، فقرروا الاحتلال، و الاستعانة بحلف الناتو، فكانت النتائج الأولية، أن حل الخراب محل التعمير، واسترجع من عصورالتخلف، مظاهر من أجل تفكيك الأنظمة الاجتماعية بالحروب الاهلية بديلا عن وحدة الكيان السياسي، والاجتماعي، فغابت السيادة الوطنية، والتقدم الاجتماعي، والاقتصادي، وقوض العمراني البشري المشاد منذ الفي عام ،،
كما قدم ابطال التحرر العربي منذ الاستقلال في القرن الماضي على أساس أنهم رموزالاستبداد والدكتاتورية،،!
كنا نتمنى على الكاتب أن يستحضر الجديد في تفكير الناصريين في موريتانيا، وهو المطالبة بوحدة العمل القومي في إطار سياسي موحد يجمع كل المنتمين للفكر القومي بمدرستيه: البعثية والناصرية،،
واخيرا ـ وليس آخرا ـ أليست هذه الدعوة أكثر قيمة فكرية، وأحرى بالتفكير فيها من التحامل على عبد الناصر، وهو القائد البطل الذي يعتبر رمزا للنضال الوطني، والقومي، والعالمي في نظر الأمة العربية، واحرار العالم، والقوى الحية في الأمة التي سيبقى عبد الناصر رمزها الذي جسد فكره، ونضاله الحضورالمتجدد، معتقدا في الصدور، ونبراسا تعكسه التطلعات المستقبلية لحياة كريمة لمجتمعات أمتنا العربية،، بغض النظر الناقص عن مشاهدته لصورة لم ترفع على جدارية لسبب ما من الاسباب الاستثنائية، لكن الكاتب جعل منها قطيعة سياسية، بل فكرية تراءت له على مدى بصره، بل من خلف قفاه