صدارة اللغة العربية في الاصلاح التربوي الموعود
من المعطيات التي تشجعنا على الاعتقاد بلزوم اعتماد اللغة العربية كلغة لتدريس المواد العلمية في مخرجات الاصلاح التربوي الموعود:
1-تصريح فخامة رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة بالتزامه باحترام الدستور الذي ينص في مادته السادسة على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية،ومن غير المستساغ أن تظل منظومتنا التربوية متمردة على الحقائق الاجتماعية للبلد وعلى الوثيقة الدستورية الناظمة لكافة أوجه الحياة داخل الجمهورية.
2- كون التعليم العمومي الحديث لا ينبغي أن يظل منبتا لغة ومضامينا من التعليم الأصلي المحظري الذي حفظ هوية هذا البلد و قاوم بقوة مساعي المستعمر اتباع شعبنا فكريا وثقافيا رغم هيمنته العسكرية والادارية.
3-كون الاجماع التربوي، عبر العالم ،قد انعقد على أن أهم شروط استيعاب المادة العلمية هي أن تقدم للتلميذ بلغة الأم، وأن جميع الدول المتقدمة علميا وتكنلوجيا هي التي تدرس العلوم للتلاميذ بهذه اللغة،ومن الأدلة البارزة لدينا على هذه الحقيقة أن الأساتذة الذين يعتبرون اليوم داخل المدارس الحرة في نواكشوط مراجع لتدريس الرياضيات والفيزياء والعلوم انما تلقوا تكوينهم الأصلي باللغة العربية،ولأنهم استوعبوا المضمون العلمي فانهم يعانون مثل التلاميذ من قيد اللغة الفرنسية المفروضة عليهم ،ورغم ذلك يقدمون المادة العلمية بما أتيح من عبارات واشارات...
4-كون تجذير الوحدة الوطنية لشعبنا تمر لزوما باعتماد العربية كلغة جامعة لشعبنا المسلم ولله الحمد،والذي تعتمد كل مكوناته العرقية العربية كلغة تدريس لكل العلوم الشرعية داخل المحاضر في مختلف المناطق.
5-كون حالة تردي مستويات التعليم اليوم ،تعود بالأساس الى النتائج الكارثية لمحاولات تطبيق ' اصلاح 99 ' ،حيث لم يجد التلاميذ معلمين لتدريس الفرنسية التي اعتمدت كلغة لتعليم مختلف العلوم،فكانوا ضحية عقبتين مزدوجتين: فك طلاسم اللغة أولا و استيعاب المضمون العلمي ثانيا .
6-كون المخطط التربوي اليوم،لا بد أن يضع في اعتباره شبه اختفاء لدراسة اللغة الفرنسية كلغة داخل الجامعة،على حساب الانجليزية والصينية،لذلك وجدنا المدرسة العليا للتعليم تضطر لافتتاح قسم لأساتذة للغة الفرنسية والانجليزية جل المكتتبين به حاصلون على ليصانص انجليزية،لهذه الاعتبارات لم يعد من الممكن واقعيا اعتماد الفرنسية كلغة تدريس للعلوم والمعارف على مستوى التعليم الأساسي والثانوي لانعدام مكونين بهذه اللغة محليا،اللهم الا اذا استقدمنا المعلمين والأساتذة من فرنسا.