الوطن مصاص ومنديل: هنا أمريكا../ الكاتب: موسى ابياه

2021-01-19 07:33:00
 
سألني بعض الإخوة عن أهم درس استفدته من وجودي في أمريكا ؛فكانت إجابتي سريعة وبسيطة للغاية .
في ثاني يوم لي بنيورك ذهبت مع مستضيفي الكريم إلى دكان يمني يعمل به أمينا للصندوق 
ومن المعلوم أن الأمريكيين من أكثر الشعوب استهلاكا للمشروبات الغازية ؛ وقد لفت انتباهي إصرارهم على أخذ المصاص والمناديل الورقية مع كل عبوة فالأول يستخدم للشرب والثاني لتنظيف اليدين والشفتين مما يعلق بهم من المشروب.
مع مرور ساعات النهار نفدت المناديل والقصبات أو المصاصات كما يسميها اليمنيون وبدأ الجميع في الضغط من أجل الحصول عليها .
أرسل صاحبي أحد العمال لشرائها من محل قريب مماثل لمحله بأي ثمن ، وكان الزبائن في هذه الأثناء يحتجون بقوة على نفادها. 
سألته وأنا استحضر لا شعوريا عاداتنا الغبية ماكل هذه التفاهة ؛ لماذا لاتأمرهم بإعادة المشروب ، ولماذ كل هذا الاحتجاج والتنديد ؛ فأجابني بأنه لايحق له الامتناع عن البيع لهم مادام الدكان مفتوحا والبضاعة متوفرة ؛ كما أنه ملزم بتوفير اللوازم المعتادة لكل البضائع ؛وأن الناس هنا لايفرطون في أي حق مهما كان تافها.
 لا أخفيكم أن الأمر استهواني وقد تكرر المشهد في أكثر من سلعة فكان الدرس بليغا ودقيقا
 لقد فرطنا في كرامتنا ؛ في حريتنا ؛في حقنا في التعليم والصحة والتوظيف ؛ فرطنا في أوطاننا يوم تنازلنا عن المصاصات والمناديل الورقية 
إن أي شعب يتنازل عن ذرة من حقه سيعتاد التنازل وسيجد نفسه ذات يوم لايملك الحق في مجرد استعمال كلمة الحق .
الوطن لايعدو أن يكون مصاصا ومنديلا ورقيا ؛ ذك هو الدرس الأمريكي من وجهة نظري.
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122