كانت الحكومة الاردنية وقبل حوالي اكثر من شهر ومن خلال كتاب وجهه وزير الخارجية الاردني الطلب بطرد السفير السوري بعمان بهجت سليمان وعدم الرغبة بوجوده بالاردن،
.وكانت المطالبة بطرد السفير سليمان تعود بسبب تجاوزاته على الساحة الاردنية حسب ما ذكر، الا ان العلاقات الاردنية السورية قبل وبعد طرد السفير ما زالت لها خصوصية وعمق استراتيجي لدى الطرفين كون المرحلة حساسة في ظل ما تشهده الساحة السورية من اوضاع داخلية وصراعات ادت الى لجؤ ونزوح العديد من السوريين الى دول الجوار ومنها الاردن وما يقدمه الاخير للاخوة السوريين في ظل شح الموارد الاردنية وانعاكس الازمة السورية اقتصاديا واجتماعيا على الشان الداخلي الاردني ، وعلى الرغم من ذلك تم المحافظة على ود العلاقة بين الجانبين واكتفى الاردن بطرد السفير .
لكن مايجرى الان في غزة العزيزة من اعتداءات غاشمة من القوات الاسرائيلية وتنفيذ العديد من العمليات ضد مدنيين عزل ” اطفال وشيوخ ونساء” يعتبر كارثة بحق البشرية حسب الدينات السماوية اضافة للقوانين والاعراف الدولية ولكن اسرائيل لايهمهم اية انتهاكات لحقوق الانسان ، وعملية تكرار الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة مؤشر على ان الاسرائيليين مازالوا قليقين وخائفين من حماس وما لديها من اسلحة ، وان مايجري من تصعيد للعمليات العسكرية برا وجوا ما هو الا دلالة على ان اسرائيل لديها معلومات بازدياد التسلح لدى حماس وامتلاكها لاسلحة جديدة او تم العمل على تطوير بعض الصواريخ خاصة وان عمليات ضرب الصواريخ التي استهدفت عدة مناطق في اسرائيل اصبح هناك زيادة في مدى هذه الصواريخ التي تضربها حماس عن السابق .
كما ان ما يجري في بعض الدول العربية خاصة العراق وسورية من صرعات داخلية وسيطرة لتنظيم داعش، اضافة للقلق التي تعيشه بعض الدول العربية وخاصة دول الجوار من الصراع ، واعلان اسرائيل قبل فترة رغبتها باقامة جدار يفصلها عن الاردن رغم مخالفة ذلك للقوانين الدولية ، هذا كله يجعلها تعتبر المرحلة الحالية هي المناسبة لضرب حماس ولو ادى ذلك لتدمير غزة باكملها خشية من انتقال الصراع والعنف والارهارب اليها الامر الذي يشكل تهديدا لامن اسرائيل .
ان ماتقوم به اسرائيل وان كانت تعلم او لا بوجود اسلحة لدى حماس ، لا يبر قتل الابرياء وانتهاك حقوق المدنيين والاتفاقيات الدولية باستخدامها العنف الغير مبرر وارتكاب هذه الجرائم بهذا الشكل والفظاعة، ماهي الا مجزرة بحق البشرية خاصة في هذا الشهر الفضيل واستفزاز لمشاعر كافة المسلمين .
عندما بدا الربيع العربي وسقط العديد من القيادات قامت بعض الدول العربية بطرد سفراء هذه الدول او اعلان سفرائهم بالتخلي عن دولتهم بسبب انتهاكاتها لحقوق الشعب ، فالعراق دُمر بسبب انه يمتلك اسلحة كيماوية ولم تظهر لغاية الان … ودمرت المنطقة بالكامل بعدها .
إن العلاقة بين الشعبين الاردني والفلسطيني هي علاقة دم واخوة وهي قديمة وتاريخية ومازالت بهذا العمق وان ما يجمعها اكبر بكثير مما يحاول العدو السعي لتفريقها ، فالكثير من المواقف التي قدمها الشعب الاردني للاخوة في فلسطين والتضحيات بالدماء على الاراضي المقدسة ماهي الا دلالة ومؤشر على عمق العلاقة وكم من الشهداء الاردنيين الذين سقطت دمائهم في فلسطين دفاعا عنها وما هذا بغريب على الشعب الاردني .
واخيرا كفانا قرارات وبيانات الشجب والاستنكار والاستهجان التي تصدر من كافة الجهات الدولية وغيرها ، الا يستحق اخوتنا في غزة وما يتعرضوا له من مجازر اسرائيلية وانتهاك لابسط حقوق الحياة وقتل الاطفال والابرياء ان تتخذ الحكومة الاردنية قرارا شجاعا بطرد السفير الاسرائيلي …..!!!
المحامى حسان باشا
عن رأي اليوم