الإستحقاق الرئاسي : تفكير مسموع../ د. ناجى محمد الإمام

2019-02-15 11:48:00

الليل بطبعه،سَكَنٌ،كماشاء فالقُ الإصباح ، وليالي الصحراء هدأةٌ صاخبةٌ وسكونٌ مشحونٌ بالترقب:

.


فالهوامُّ وعزيف العراء وحركة الوهم تولد ،جميعها، جَلَبَةً مفزعة للمقدِّرين وغير المقدِّرين ، وتبقى الصحراء فراغا مليئاً بالناس على (قلّتهم) و الأشياء على (هُلَامِيَّتِهَا)...
وبوسائل العصر ازدادت الزحمة الإفتراضية شِدّةً، منضافةً إلى التي هي صحراوية المنشإ أصلاً...
تلك بعض الارتسامات التي خامرتني، صامتا، و أنا أجوب "وادي النطرون" الخاص بي..فجر اليوم في رياضة افتراضية ممتعة للسارحين أمثالي ، فلو شَغَلَ "الماشي" نفسَه بالعوائق و البوائق في الدرب لما حلُم و لا مشَى ...
وأسْعَدُ الأحلام ما خامرك و أنت تمشي...
والصحراوي بطبيتعه مُبْكِرٌ، والصحراوية أكثر منه إبكاراً، فالصلاة أولا، والحَلَبُ ، ثانيا، والحقل ، ثالثا، واللوح ، رابعا ... و" هَــمُّ الكَحْزَة " أولاً
و أخيراً..

وهذا النمط من العيش وأساليبه الموغلة في الخصوصية هو الذي أنتج أدبا قَعَّد لمنظومة سلوك و عادات نابذة للكسل و الاتكالية، ففي بيئة الشظف المعاش يكون الكسل نذير فناء، و نذُر الفناء في بلاد البرزخ لا تنتهي....
فهــــــــل نَعِي نُذُر َالمرحلة هذه التي تتراكم في أفق البلاد الملبد بالأنواء و الأعاصير والزوابع ؟؟

إن الاستسلام للدعة الوهمية والهدوء الكاذب انتحارٌ جَماعيٌّ لكتلة بشرية فريدة ـ إن تعرضت لخضة وجودية ـ يوشك ان لا تبقى بعدها بذرة استنبات لخصائصها اليتيمة.

إن هذا البلد الجميل الذي لا نملك غيره (!) بحاجة إلى أن نعيد البصر كرتين في "نازلة" إعادة تشكيله على أسس جديدة أساسها مانتفق عليه و تتواضع عليه أغلبية الشعب الموريتاني حسب الأصول الديمقراطية مرعية الإجراء .

جازماً ..أقول: إن الفرصة ـ بعد التسليم بالتناوب ـ ما زالت مؤاتية ،لكنها تكاد تفلتُ منَّا، فلنغادر عبثية التَّلَهِّي بلعبة لا نتقنها ولا نملك أدواتها ولا نتحكم في مآلاتها من قبيل ترف الأسماء و الصفات: الأغلبية و المعارضة و ما بينهما من المترحلين ...
لقد انتهت اللعبة كما قال السياسي المحنك ذو السيجار الأشهر" ونستون تشرشل"... ولنهتبل الفرصة لتجسيد العبورـ بأقل الخسائرـ من حافة الهاوية إلى شط الأمان باختيارالمؤلف لا الكتاب:

إن التجربة تعلمنا أننا ،وفي المقدمة منا نخبنا، وصلنا إلى مرحلة مؤسفة من التصحر الفكري والكسل الثقافي حد تماثل أغلب وثائق وبرامج أحزابنا ومرشحيهم.
وإذا ما تميز بعضهم بعلامات خاصة فلا أسهل من أن يستنسخها الآخر.

وبذلك فإننا ـ في المتبقي من المهلةـ مدعوون إلى تحكيم الضمير لاختيار الرجل "الانسان" الذي تتميز سيرته بأعلى معدل من المناقبية عند الناس محكمين المأثور: ألسنة الخلق أقلام الحق ...وهذا ما يجب التفكير فيه بهدوء ومسؤولية .
إننا نستعد ـ وجلين ـ لاختيار من يستطيع حمل الأمانة.

إني أنتظر رأي الأصدقاء الذين حملوني ضرورة إشراكهم فيما سأتوصل إليه مقاربة لهذا الأمرالجلل.

أعرف وأعترف أننا كنا نحلم بالبرامج وتلاحق الأفكار وتلاقحها ...
أما وقد سفت الريح، مذذاك، كثبانا سدت أغلب الممرات والمجاري، وكذلك أفعال السفهاء، فالأولى تسليكها لتعود المياه إلى مجاريها والرياح إلى مسالكها ..
______________

قال أ مير المؤمنين الامام علي كرم الله وجهه في خطبته بالنهروان:
إن المعصية تشين وتسوء وتورث الحسرة، وتعقب الندم، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين بأمري، ونحلتكم رأيي، فأبيتم إلا ما أردتم، فكنت أنا وأنتم كما قال أخو هوازن:
بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى * فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122