حدثني بعض الثقاة من أسلاف الكادحين قال بعد قصة يضيق المقام عن حكايتها: .. ثم عدت بعد ان تقطعت بي السبل في سنوات التيه التي لقيت فيها من الويلات مالم يلقاه تميم الداري أشعث أغبر بلا اوراق تحدد هويتي و بلا شهادات تثبت كفائتي الي الوطن
. .و كان من قدري ان أقوم بزيارة لسيدة من اهل التقي والصلاح فقالت لي بعد الدعاء و في اعقاب استخارة ستلتقي يا ولدي بثلاثة من رفاقك في الدرب اما الاول فستتعرض الى مضاياقات بموجب لقائه و اما الثاني فسوف يعدك بمساعدة ثم يعجز عنها و اما الثالث وهو اقصرهم قامة فستجد خيرا على اثر اتصالك به.
قال الراوي و شاءت الاقدار ان تجري الامور على النحو الذي اشارت اليه الصالحة فبعد خروجي من مكتب الرفيق الاول الذي كان حينها مسؤولا ساميا في جهاز الدولة اتصلت بي ادارة الامن لتحقق معي عن ظروف اختفائي طيلة السنوات الماضية و لولا تدخل احد النافذين لكنت مكثت في السجن و اما الرفيق الثاني فكان مديرا لمرفق عمومي هام و قد وعدني بعمل و حدد لي يوم ميعاد و ساعته فلما جئته في الوقت المحدد خرج على ليقول لي بلطفه المعهود : ” فلان اسف لقد تعذر الامر الذي وعدتك به ” و علمت بعد ذلك ان الإقالة باغتته في وقت الميعاد .. و كنت قبل ذلك قد التقيت بالرفيق بدر الدين الذي قال لي بعد ان تبادلنا بسرعة التحيات و الفايتات : فلان يمكنني ان أساعدك بالحصول على عمل عند بعض الاصدقاء و كان من غريب المصادفات ان التقي من جديد بالرفيق بدر الدين بعد خروجي من مكتب الرفيق الثاني فخاطبني قايلا فلان : لازم نلتقي وجدت لك عملا مناسبا عند صديق ..
كان الصديق المذكور هو الرفيق دافا بكاري و كان حينها يدير مكتبا خصوصيا للدراسات و الاستشارات و بدي لي في اول اتصال به مترددا و ابدي خشيته من ان لا اكون صالحا للعمل الذي يريدني له لكن رأيه تغير بعد اسابييع حيث انني لم البث حتي وجدت نفسي بمثابة امين سره و لا حظت سعادته المتزايدة بمساعدتي له كما لا حظت ان المكتب شهد ازدهارا في المال والأعمال بصورة مثيرة للانتباه ولم اعلم بسر ارتياح الرفيق المدير الا بعد ان اخبرني انه ذات ليلة بنيورك أتاه هاتف في النوم فقال له : قم للصلاة فرأي نورا وراني في ذلك النور …
صدق اولا تصدق بطل هذه القصة حي يرزق وقد صارا ناسكا يرفض التصوير و صار منزويا عن الاضواء بعد ان كان اسمه الحركي الشهير يرمز الي الماركسية اللينييية والى فكر ماو تسى تونغ .و قد تذكرتها لما وقفت اليوم على موعظة الرفيق محمد ولد مولود ضد العلمانية وحديثه المثير للانتباه عن الفتنة فتذكرت ايضا ايام كان الرفيق دافا بكاري يدعو في سياق اعادة تاسييس الحركة الوطنية بنهاية عقد السبعينيات و بداية الثمانينيات الشباب في جلسات سرية الي عدم تكرار اخطاء الماضي. قايلا : ” لقد عانينا كثيرا من تهمة الإلحاد .و علينا ان نعمل جاهدين علي إقناع أئمة المساجد الوطنيين ان مكانتهم محفوظة في صفوف الحركة الوطنية الديمقراطية وان الاسلام من الثوابت التي تجمع المورتانيين ” كما تذكرت انني قبل ايام قلت ضمن منشور على هذه الصفحة بان الماركسية كادت ان تسلم في نضال الگادحين المورتانيين ..
عبد القادر ولد محمد من صفحته على الفيسبوك