وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الرئيس محمد مرسي بأنه «سطحي»، مؤكدًا أن معركته في الأردن هي إبعاد الإسلاميين عن السلطة، ووصف جماعة الإخوان المسلمين بـ«الجماعة الشريرة».
.وقال الملك عبد الله، في مقابلة مع مجلة «أتلانتك» الأمريكية، نشرته الإثنين، إنه لم يكن معجبًا بمرسي عندما التقاه في زيارته مؤخرًا للرياض، مضيفًا أنه شعر بـ«سطحيته» في كيفية تعامله مع حركة المقاومة الإسلامية حماس وتحريك عملية السلام.
وتابع: «حاولت أن أناقشه في هذا الأمر، لكنه ظل يردد (الإسرائيليون لا يتحركون)، فقلت له بصرف النظر عن تحركهم من عدمه، فالأهم أن نفكر كيف نجمع لجمع شمل حركتي فتح وحماس معًا، لكن مرسي ظل يركز اهتمامه على الإسرائيليين، وأنا أكرر أهمية حل الفوضى في الجانب الفلسطيني».
وأضاف العاهل الأردني أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان «ديكتاتور» يستغل الديمقراطية كوسيلة لتحقيق مآربه وسيتخلى عنها بمجرد أن يحققها، معتبرًا أن «أردوغان» أكثر تحفظًا ودهاءً من مرسي الذي يحاول الاستحواذ على السلطة المطلقة في وقت سابق لأوانه.
وأشار «عبد الله» إلى أنه في الوقت الذي استغرق فيه النموذج التركي، بزعامة «أردوغان»، ست أو سبع سنوات، للإمساك بزمام السلطة، فإن مرسي يريد ذلك بين عشية وضحاها.
وأصر الملك عبد الله على أنه الوحيد القادر على قيادة بلاده نحو الديمقراطية، في تأكيد على أنه لن يسلم السلطة إلى خصومه الإسلاميين، قائلاً: «معركتنا الكبرى في المنطقة هي منع الإسلاميين من الفوز بالسلطة».
وسخر «عبد الله» مجددًا من الإخوان بقوله «هذه الحركة الإسلامية الإقليمية، التي تقف خلف حزب الجبهة الإسلامية الأردني، تحاول اختطاف قضية الإصلاح الديمقراطي باسم الإسلام، فأنا أريد الإصلاح السياسي في بلادي، ولكنني لن أتنازل عن سلطاتي إلا للأشخاص المناسبين».
ووصف ملك الأردن جماعة الإخوان المسلمين العالمية وحزب مرسي الحاكم في مصر بأنه «طائفة ماسونية»، و«ذئاب في ثياب حمل»، متهمًا الدبلوماسيين الأمريكيين بأنهم «سذّج» لتصديق نوايا الإخوان.
وأشار الملك إلى أن «قيادات الإخوان في بلاده ذهبوا للقاهرة منذ عامين ليستشيروا المرشد العام بشأن مشاركتهم في لجنة الحوار الوطني حول الإصلاح السياسي المدني، وكان نتيجة ذلك أن رفضوا المشاركة وقاطعوا العملية السياسية طوال العامين الماضيين».
وتابع «عبد الله»: «الإخوان تنظيم متأصل وشرير»، موضحًا أن وظيفته الحالية كملك تكمن في إثناء الغرب عن الاعتقاد بأن جماعة الإخوان المسلمين هي الطريق الوحيد الذي سيمهد للديمقراطية في دول الربيع العربي».
وعن الإصلاحات السياسية في الأردن، قال العاهل الأردني: إن الملكية في طريقها للتغيّر، وإن ابنه من بعده مقتنع بالأسلوب الديمقراطي الغربي مع الدستور الملكي، ولن يكون في موقف الرئيس السوري بشار الأسد.
وتعليقًا على الوضع في سوريا، أشار الملك عبد الله إلى أنه عرض على الرئيس السوري بشار الأسد لجوءه وعائلته إلى الأردن، لكن «الأسد» قال له: «شكرا جزيلا، لكن فلتهتم ببلدك أفضل من القلق علينا».
ووصف «عبد الله» الرئيس السوري بـ«قروي»، وسرد موقفًا جمعه به وملك المغرب أثناء القمة العربية في القاهرة، حيث سأل «الأسد» ملك المغرب: ما هي الاضطرابات الجوية، مما جعل العاهل المغربي يتعجب من كونه لا يعرف ما هي.
وقال الملك: إن التحالف الراديكالي الجديد ينافس الهلال الإيراني الشيعي، مضيفًا أنه يرى الهلال الإخواني في مصر وتركيا ينمو، وإن الربيع العربي سلّط الضوء على عملية تطوير هذا الهلال الجديد.
المصري اليوم