عبر موفق الربيعي عضو مجلس الحكم المنحل عن ذهولة من الشجاعة النادرة التي أبداها صدام حسين وهو يتقدم الى حبل المشنقة، مؤكدا انه لم يستدر الرحمة من أحد، ولم تظهر على وجهه أي علامات الندم أو التوبة، في اعتراف متأخر عشر أعوام .
.وقال الربيعي الذي اصدر "بيان الشيعة" عام 2001 في لندن، وكان من بين الذين حضروا شنق صدام في مشهد تصاعدت فيه الهتافات الطائفية "ان صدام لم يـتأثر بالمشهد المروع في شجاعة نادرة، وكان يواجه الموت والجلاد بتحد كبير، وذلك للدرجة التي كان يبدو فيها وكأنه يلعب دورا في مشهد موت بطولي".
واضاف الربيعي الذي كان عين مستشارا للامن القومي بعد احتلال العراق عام 2003، في تصريح لصحيفة "ديلي تليغراف" "إن الرجل الذي بث الرعب في نفوس العراقيين لأكثر من ثلاثة عقود تقدم إلى حبل المشنقة وهو يهتف تسقط أميركا". ونسبت الصحيفة في تقرير كتبه ديفيد بلير من العاصمة بغداد، إلى موفق الربيعي -الذي أشرف بنفسه على عملية إعدام صدام في 30 ديسمبر/كانون الأول 2006- قوله "إنه شعر بالذهول وهو يرى الرئيس العراقي يبدي التحدي والشجاعة ويرسم صورة لنفسه ليتذكره بها الناس.
وأوضحت الصحيفة "أن صدام حسين كان متماسكا وهادئا على خلاف ما يتطلبه الموقف، وذلك بينما كان مقدما على حكم الإعدام، وأنه أبهر جلاديه بصموده. وقالت "أن صدام رحل وترك العراق يصارع تركة مريرة". وأكد الربيعي الذي تطاله اتهامات بانه من اصول ايرانية وأسمه "كريم شاهبوري" لكنه ينفي ذلك، "أن صدام تحدث إليه بصفته أحد المشرفين على شنقة من حكومة المالكي بقوله (أترى يادكتور، إنها للرجال)"، وهو يشير إلى أنشوطة حبل المشنقة. لم يستدر الرحمة وكان مشهد الاعدام المصور بكاميرا جهاز موبايل ونشر على الانترنت قد كشف ان صدام كان يرد على الذين يهتفون لمشهد اعدامه بشعارات طائفية بقوله "هذه هي المرجلة"! في تندر على موقف الرجال عند الشدائد.
وأكد اعتراف الربيعي الذي كان من ابرز المروجين لاحتلال العراق، بشجاعة "الديكاتور" وهو يتقدم للموت، حقيقة القول الذي رافق إعدام صدام بأن "كل الحاضرين وهم يهتفون كانوا خائفين من رجل ميت، وهم أحياء"! وأشارت الصحيفة إلى الاضطرابات التي تعصف بالعراق بعد استحواذ الاحزاب الدينية والطائفية على الحكم منذ سقوط نظام صدام قبل عقد من الزمان، مؤكدة إن وتيرة العنف ازدادت حدة في العراق، وأن معدل الهجمات الشهرية ارتفع بحوالي 15% منذ انسحاب القوات الأميركية عن البلاد في نهاية 2011.
وعبر الربيعي عن ارتياحه لاعدام صدام، مؤكدا ان سجن أثناء ما كان صدام نائبا للرئيس عام 1970، وغادر العراق منذ عام 1979، إلى ان عاد اليه بعد احتلاله عام 2003.
موفق الربيعي ومشهد خوف الأحياء من رجل ميت
وأكد ان اعدام صدام حسين كان لتحقيق "العدالة" واصفا تكيلفه بالاشراف على العملية بـ"الواجب الوطني"، لان صدام جلب الكوارث للبلاد. وسوغ الربيعي "65 عاما" احتلال العراق بخطر نظام صدام على السلام العالمي أكثر من أي سبب آخر مثل "كذبة" العثور على اسلحة الدمار الدمار الشامل التي اعلن عنها كسبب لاحتلال العراق. وعرض تقرير الصحيفة بتغطيتها للذكرى العاشرة لاحتلال العراق الى تردي الاوضاع الاقتصادية وتفشي الطائقية والفساد في مؤسسات الحكومة، والتذمر المتصاعد بين العراقيين على أوضاعهم.
المصدر: وطن